في مشهد مألوف في أيام الصيف الحارّة، ترى المارّة يسيرون تحت الشمس مرتدين قبعاتهم ظناً منهم أنهم بذلك قد حصّنوا أنفسهم ضد آثار الشمس. ولكن، ما لا يدركه كثيرون أن القبعة، رغم فائدتها، لا تمنح الحماية الكاملة من "سُـمرة" الشمس أو حتى من أضرارها الأعمق على الجلد.
هل تحجب القبعة أشعة الشمس تماماً؟
القبعات، خصوصاً تلك ذات الحواف الضيقة، توفر تظليلاً مباشراً جزئياً للوجه وفروة الرأس. غير أن أشعة الشمس، وبخاصة الأشعة فوق البنفسجية (UV)، لا تسير في خط مستقيم فحسب، بل تنعكس أيضاً من الأسطح المحيطة مثل:
-
الأرصفة والإسفلت
-
الرمال
-
الماء
-
حتى الجدران البيضاء
وهذا يعني أن جزءاً من هذه الأشعة يصل إلى بشرتك حتى وأنت في الظل أو مرتدٍ للقبعة.
الظل لا يعني الأمان
دراسات عديدة أظهرت أن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تُحدث تغيراً في لون الجلد (زيادة في صبغة الميلانين) حتى عند التعرّض غير المباشر لها. وهذا التغير، الذي يُنظر إليه غالباً على أنه "سُـمرة جميلة"، ما هو إلا إشارة دفاعية من الجلد تجاه الضرر. والمقلق أكثر أن هذه التغيرات قد تُصاحبها آثار تراكمية تزيد من خطر شيخوخة الجلد المبكرة وأحياناً سرطان الجلد.
كيف نُقلل من خطر السُّـمرة؟
للحصول على حماية فعالة أثناء المشي تحت الشمس، لا تكفِ القبعة وحدها، بل يُنصح بـ:
-
استعمال واقٍ شمسي واسع الطيف بعامل حماية (SPF 30) على الأقل، وتجديده كل ساعتين.
-
ارتداء قبعة واسعة الحواف تغطي الوجه والرقبة.
-
ارتداء نظارات شمسية وملابس طويلة خفيفة بألوان فاتحة.
-
تجنب الخروج وقت الذروة الشمسية (من 10 صباحاً حتى 4 عصراً).
في الختام
ليست كل حماية تُرى بالعين كافية لحماية الجسم من أذى لا يُرى. فبينما تظل القبعة رفيقاً مهماً في أيام الصيف، إلا أنها ليست درعاً واقياً من أشعة الشمس الخفية. فحماية بشرتك تتطلب وعياً أشمل، ومزيجاً من الوقاية الفيزيائية والكيميائية، لا مجرد ظلٍّ عابر.