أفادت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية أن سيليكات التربة التي تدخل الجرح تنشط بروتين الدم الذي يبدأ عملية التخثر في الثدييات البرية ما قد يوحي بآثار منقذة لحياة مرضى الصدمات.
ويبدأ هذا البروتين، المسمى عامل التخثر الثاني عشر (XII)، تفاعلاً تسلسلياً لتكوين سدادة فوق الجرح، ما يوقف تدفق الدم ويسمح ببدء عملية الشفاء بشكل جدي.
وتُعد السيليكات المادة الأكثر شيوعاً في تركيب القشرة الأرضية، حيث تُشكل ما نسبته 90% من القشرة الأرضية، فغالبية السيليكات في الأصل تتشكل من الصهارة البركانية، حيث تتحول هذه الصهارة إلى السيليكات عندما تصعد إلى السطح وتبرد.
وقال كريستيان كاستروب، المعد الرئيس، في بيان صحفي مصاحب للدراسة، الذي نشر في مجلة Blood Advances، إن الدراسة قد تعني الفرق بين الحياة والموت لدى مرضى الصدمات، خاصة ممن يموتون منهم بنسبة 40% بسبب النزيف المفرط. وأضاف: "في الحالات القصوى وفي المناطق النائية التي لا تتوفر فيها الرعاية الصحية ومنتجات علاج الجروح، يمكن استخدام التربة المعقمة لوقف النزيف القاتل بعد الإصابات".
وما يزال الصنف غير المعقم يشكل خطراً يتناسب مع أي شوائب أو مسببات الأمراض الكامنة فيه. ووجد الباحثون أيضا أن العلاقة بين التراب والدم فريدة من نوعها للثدييات الأرضية، ما يشير إلى أن عملية التطور الطبيعية هي المسؤولة عن تطوير القدرة. ولم تواجه الدلافين والحيتان والطيور تخثراً سريعاً.
وقال المعد المشارك للدراسة ليه جين جوانغ في البيان الصحفي: "سيكون لهذه النتائج تأثير عميق على الطريقة التي ننظر بها إلى علاقتنا مع بيئتنا".
وقال كاستروب إنهم يخططون بعد ذلك لاختبار ما إذا كانت السيليكات من التربة على القمر، تؤدي أيضاً إلى عملية التخثر هذه، وهو اكتشاف "يمكن أن يكون مفيداً في منع موت الأشخاص الذين يزورون القمر أو يستعمرونه".
المصدر: RT