أشارت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الأطعمة فائقة المعالجة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من أولئك الذين تحتوي وجباتهم الغذائية على المزيد من الأطعمة الموجودة في الطبيعة.
غالباً ما تحتوي هذه الأطعمة المجهزة على كمية عالية من السعرات الحرارية على هيئة سكريات ودهون, بالإضافة إلى ذلك فإنها تحتوي على إضافات غذائية كثيرة، ولديها فترات صلاحية أطول بسبب المواد الحافظة.
منذ فترة طويلة أرتبط استهلاك الكثير من هذه الأطعمة بزيادة خطر حدوث مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم والسمنة وبعض أنواع السرطان.
وتقدم الدراسة الحالية أدلة جديدة تربط هذه الأطعمة بمرض السكري من النوع 2، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للمرض، والذي يرتبط غالباً بالوزن الزائد. من بين الأشخاص الذين تناولوا الدراسة والذين تناولوا أكثر الأطعمة التي تمت معالجتها فائقاً، تم تطوير 166 من كل 100.000 من مرض السكري، مقارنةً بـ 116 من كل 100.000 شخص تناولوا أقل كميات من هذه الأطعمة.
"ننصح الناس بالحد من استهلاكهم للأطعمة المصنعة فائقة المعالجة والاستعاضة عنها بالأطعمة غير المصنعة أو المجهزة, بالطبع بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي غذائي منخفض في الملح والسكر والدهون والسعرات الحرارية العالية"
وقال مؤلفي الدراسة برنادر سرور (Bernard Srour) والمؤلف ماتيلدي توفيير (Mathilde Touvier) أن الأشخاص الذين يتطلعون إلى تقليل خطر الإصابة بمرض السكري يجب أن يحدوا من تناولهم للحم الأحمر المعالج (مثل المرتديلا والسجق والهوت دوغ) والحد من المشروبات الغازية والمشروبات السكرية الأخرى. وننصح الناس أيضاً بتناول الكثير من اللبن والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
بالنسبة للدراسة، قام الباحثون بفحص بيانات أكثر من 104.000 من البالغين الغير مصابين بمرض السكري, وكان متوسط عمر هؤلاء المشاركين 43 عاماً في بداية الدراسة؛ وقد استمرت الدراسة لمدة ست سنوات على الأقل.
وكانت نسبة الأطعمة الفائقة المعالجة من مجموع ما يتناولوه حوالي 17 ٪. وقد تم خلال فترة الدراسة تشخيص 821 شخصاً منهم بإصابة جديدة بالداء السكري.
أفاد باحثون في (JAMA Internal Medicine) بأن كل زيادة مقدارها 10% في كمية الأطعمة فائقة المعالجة في الوجبات الغذائية للمشاركين كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 15٪.
استمرت العلاقة بين الأطعمة فائقة المعالجة ومرض السكري حتى بعد أن أخذ الباحثون في الحسبان الجودة الغذائية للوجبات الغذائية للأفراد وأي زيادة في الوزن وغير ذلك من الاضطرابات الأيضية.
وقال سرور (Srour) إنه من الممكن أن الإضافات الكيماوية والمعالجات الصناعية التي تغير الهيكل الخلوي للأطعمة تلعب دوراً.
وقالت بريسيلا ماتشادو، الباحثة بجامعة ديكين في أستراليا والتي لم تشارك في الدراسة: رغم ذلك فإن النتائج تضيف أدلة على أن الأطعمة الفائقة المعالجة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية.
وقال ماتشادو: "تتميز الأطعمة فائقة المعالجة بخصائص تحفز الاستهلاك الزائد لها, كما تحفز تجنب الأطعمة الصحية مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات".
ومع ذلك، يمكن للأشخاص الذين لديهم الوقت تجنب الأطعمة فائقة المعالجة واكتشافها بسهولة تامة, حيث ينصح ماتشادو للتعرف على منتج غذائي فائق المعالجة التحقق من قائمة المكونات. "فإذا رأيت قائمة مكونات طويلة جداً تحتوي على الكثير من الأسماء والمواد الكيماوية والرموز لمنتج غذائي ما، فمن المحتمل أن يكون ذلك مؤشراً على أنه طعام فائق المعالجة", لكن يمكن اعتبار أبرز الأغذية فائقة المعالجة هي المشروبات الغازية والوجبات الخفيفة المالحة المعبأة و"الكوكيز" والكعك واللحوم المصنعة و"ناجتس الدجاج" والشوربات الفورية المجففة والمغلفة، إضافة إلى الأغذية التي يتم تسويقها تحت اسم "الأطعمة سهلة التحضير".
المصدر: مقال مترجم من رويترز النسخة الإنكليزية