يبدأ الطفل في النطق بناءً على حاسة السمع، فيستمع إلى كل ما يحيط به ويتعلم منه، وكرد فعل طبيعي يبدأ في التحدث بكلمات غير مفهومة ويتدرج حتى يستطيع قول بعد الجمل البسيطة.
ويعتبر السن الطبيعي لبدء نطق الطفل ببعض الكلمات هو نهاية العام الأول من عمره، ويتحسن مع بداية السنة الثانية.
ويختلف هذا من طفل لاخر، وفقاً للعوامل المحيطة ووفقاً لقدراتهم.
أسباب تأخر نطق الأطفال
في بعض الحالات قد يتأخر نطق الطفل، وهذا الأمر لا يدعو للقلق، إلا إذا زادت مدة هذا التأخر. وتلك هي أبرز الأسباب:
* عدم تحدث الوالدين مع الطفل: فمن الطبيعي أن يتأخر سن نطق الطفل إذا كانت الأجواء من حوله صامتة، ولا أحد يتحدث معه كثيراً، بالتالي يتأثر الطفل.
* وجود مشكلة في السمع: حاسة السمع هي العامل الأساسي والمحرك لحاسة النطق، فقد يشير تأخر النطق لفترة طويلة إلى إصابة الطفل بمشكلة في السمع مثل إلتهاب الأذن الوسطى المتكرر.
* تأخر التطور العقلي لدى الطفل: ويحدث هذا بسبب وجود مشكلة في النمو الطبيعي لعقل الطفل، وقد يتعلق الأمر بالعوامل الوراثية.
* الإصابة ببعض الأمراض العضوية أو النفسية: حيث أن هناك أمراض يمكن أن تؤثر على مراحل نمو وتطور الطفل، مثل مرض إلتهاب السحايا، ضمور العضلات، وكذلك مرض التوحد.
* اللسان المربوط: قد يولد الطفل وهو مصاب بهذا المرض، فيكون اللسان مربوط لأسفل من الأمام، عبر حزام نسيجي، وتتطلب هذه المشكلة إجراء عملية بسيط لجعل اللسان يتحرك بشكل طبيعي.
كما أن هناك مشكلات أخرى يمكن أن تصيب فم الطفل وتؤثر على النطق مثل الشفة المشقوقة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يختلف تأخر النطق عن التلعثم أو إعاقة عدم النطق، فتأخر النطق يعني عدم قدرة الطفل على الكلام ولا تتطور لديه اللغة وإستخدامها.
من الطبيعي أن يستطيع الطفل أن يتحدث جيداً بكلمات متنوعة مع بداية ثلاث سنوات من عمره.
تأخر نطق الكلمات بشكل صحيح، مع قدرة الطفل على قول بعض الكلمات غير واضحة لا يعني وجود مشكلة كبيرة، وبالتالي يمكن أن تلجأ الأم للطبيب إذا أتم عمر السنتين ولم يتمكن من قول أي كلمات بسيطة مثل بابا وماما.
أما إعاقة عدم النطق فترتبط بالتطور العصبي لدى الطفل، ولا يقتصر على نطق الطفل فقط، بل يمتد إلى عدم قدرته على القيام ببعض الأمور البسيطة أثناء اللعب أو صعوبة إستيعابه لما تقوله الأم، وهذه مؤشرات على وجود مشكلة في العقل وتؤثر على كل الحواس.
وهنا يجب الإسراع في زيارة الطبيب لمعرفة أسباب هذا التأخر العقلي حتى لا تتفاقهم المشكلة.
علاج تأخر النطق عند الأطفال
يختلف علاج تأخر نطق الطفل وفقاً لسبب المشكلة، ويكون كالتالي:
* التأخر نتيجة العوامل الخارجية مثل الإختلاط وغيرها: فيكون العلاج من خلال إستخدام أساليب التخاطب المختلفة، وهذا إذا كان السبب بسيط ويسهل تجاوزه.
* التأخر نتيجة الأمراض العصبية والنفسية: مثل التأخر العقلي أو التوحد وغيرها، فسوف يحتاج الطفل إلى تأهيل نفسي وعلاجات خاصة.
* التأخر بسبب الأمراض العضوية: يتطلب أيضاً تشخيص المرض ومعالجته أولاً حتى يتمكن الطفل من التحدث بشكل طبيعي.
كما يمكن للاباء والأمهات أن يساعدوا أبناءهم في علاج المشكلة من خلال بعض الطرق، مثل:
* التحدث مع الطفل بشكل دائم: فهذا يساعد في تعزيز حاسة السمع والنطق لديه بصورة أفضل ويساعده على الكلام في وقت مبكر.
* التعلم باللعب: وهي طريقة مثالية لمساعدة الطفل في النطق، فنعلمه الكثير من الأمور من خلال بعض الألعاب التي تحتاج إلى ردود أفعال بالكلام أو التصرفات.
* إبداء السعادة عندما يتحدث الطفل: فعندما يجد الطفل رد فعل إيجابي عندما يبدأ في النطق، فسوف يساعد نفسه في قول مزيد من الكلمات.
* إختلاط الطفل بغيره من الأطفال: حيث أن عزل الطفل من أبرز أسباب تأخر النطق، فيجب أن يتعامل مع غيره من الأطفال سواء في محيط الأسرة أو خارجها.
* أخذ الطفل في رحلات خارجية: فوجوده وسط مجتمعات محيطة وأجواء مختلفة يشجعه على التعلم والتواصل مع الاخرين، وخلال هذه الرحلات يجب أن تتحدث مع الطفل وتشرح له ما هذا المكان ومميزاته وكافة الأمور حوله.
المصدر: ويب طب