دائماً ما نردد المثل الشهير "على نفسها جنت براقش" وهي من المقولات الشهيرة في جلب الشؤم. وقد اختلف الرواة بشأن هذه المقولة في المكان الذي جرت فيه أو في تفاصيل الرواية, لكن جميع هذه الروايات تشترك بأن المقولة هي في كلبة جلبت الموت لنفسها ولأهلها.
براقش هو اسم كلبة كانت لبيت من العرب في احدى القرى الجبلية في اليمن وقيل في المغرب العربي, وكانت تحرس المنازل لهم من اللصوص وقطاع الطرق، فاذا حضر أناس غرباء إلى القرية فإنها تنبح عليهم وتقوم بمهاجمتهم حتى يفروا من القرية، وكان صاحب براقش قد علمها أن تسمع وتطيع أمره، فإذا ما أشار إليها بأن تسمح لضيوفه بالمرور سمعت وأطاعت، وإن أمرها بمطاردة اللصوص انطلقت لفعل ما تؤمر.
وفي أحد الأيام حضر إلى القرية مجموعة من الأعداء , فبدأت براقش بالنباح لتنذر أهل القرية الذين سارعوا بالخروج من القرية والاختباء في إحدى المغارات القريبة، حيث أن تعداد العدو كان أكثر من تعداد أهل القرية، وفعلاً خرج أهل القرية واختبأوا في المغارة، بحث الأعداء عنهم كثيرا ولكن دون جدوى ولم يتمكنوا من العثور عليهم فقرر الأعداء الخروج من القرية وفعلاً بدأوا بالخروج من القرية، وفرح أهل القرية واطمأنوا بأن العدو لن يتمكن منهم.
عندما رأت براقش أن الأعداء بدأوا بالخروج بدأت بالنباح، حاول صاحبها أن يسكتها ولكن دون جدوى، عند ذلك عرف الأعداء المكان الذي كان أهل القرية فيه مختبئين، فقتلوهم جميعاً بما فيهم براقش ولذلك قالوا هذا المثل : "على نفسها جنت براقش" أو "على أهلها جنت براقش".
قال الشاعر الأموي حمزة بن بيض في ذلك الموقف:
لم تكن عن جناية لحقتني
لا يساري ولا يميني رمتني
بل جناها أخ عليَّ كريم
وعلى أهلها براقش تجني
كم من براقش بيننا تظن أنها تحمي نفسها وتحمي أهلها وهي في حقيقة الأمر لا تفعل شيئاًً سوى أنها تجني عليهم وعليها بتصرفات حمقاء غير مدروسة وغير موزونة!!
ليت براقش كانت بعقل حتى تفكر به قبل أن تتخذ قرارها بالنباح.