صحيفة “ذا جارديان” قامت بمقابلة حصرية مع مصمم لعبة “الطيور الغاضبة” “Jaakko Lisalo” ومطورها “Tuomo Lehtinen” ليروي كل منهما كيف تم تصميم اللعبة الأشهر على الإطلاق في عالم ألعاب الجوالات الذكية. وحسب ما جاء في المقابلة فإن مصمم اللعبة يؤكد أن شركة “Rovio” كان لديها بعض الأموال لإطلاق لعبة واحدة فقط في عام 2009 ولذلك كان عليه أن يبتكر فكرة جديدة ويبدأ بتصميم شخصياتها. في البداية اللعبة لم تكن كما نراها الآن، فالأمر الوحيد الثابت هو أن “Jaakko” كان يعشق رسم شخصيات الحيوانات المختلفة ولذلك بدأ بتصميم بعض الطيور التي تمتلك علامات الغضب على وجوهها ولكن طريقة اللعب كانت تعتمد على وجود صف من الطيور وعند البدء بالضغط على الشاشة يتم مهاجمة بعض العناصر الملونة على الشاشة تلقائيا بحسب موقع أرقام ديجيتال.
ومع مرور الوقت حاولوا البدء بتطوير الفكرة ولكن لم يكن هناك أي تصور للشكل الحالي أو لكيفية تقديم اللعبة للمستخدمين، فقط الفكرة المسيطرة هي كيف سيطلق المستخدمون تلك الطيور بشكل احترافي؟ بعد ابتكار طريقة إطلاق الطيور بدأ الأمر يتضح قليلا ولكن أيضاً لم تقترب اللعبة إطلاقا من الإصدار الحالي، فقط كان المستخدم يطلق طائرا واحدا في ضربة بسيطة لمهاجمة العناصر على الشاشة. أدرك المصمم شيئا فشيئا مع فريق العمل أن اللعبة يجب أن تحتوي على بعض الإثارة ويمكن أن يحدث ذلك عن طريق إضافة بعض الأعداء ولكن نظرا لأن الوقت المتفق عليه كان قصيرا بعض الشيء قام المصمم برسم بعض الخنازير خضراء اللون في استعجال ومن ثم أعطى الشخصيات ألوانها المعروفة حاليا من أجل إضفاء بعض الاحترافية على اللعبة. مع الاعتماد على قصة الأعداء الذين قاموا بخطف البيض الخاص بتلك الطيور تمكن المصممون من التوصل لشكل نهائي للعبة والذي أدى لقبول اللعبة على متجر ابل بعد ثلاثة أشهر ومن ثم أصبحت اللعبة خلال فترة قصيرة واحدة من الأشهر حول العالم وانتشرت بشكل فيروسي بل حصلت على مليون عملية تحميل بسرعة لا تُصدق. ويذكر “Jaakko” أنه عندما جاء “Peter Vesterbacka” كمدير لعملية التطوير في الشركة وقال إن هدفه هو وصول اللعبة إلى 100 مليون عملية تحميل ورغم أن الجميع ظن أن الأمر ضرب من الجنون فقد وصلوا وبسرعة إلى 2 مليار عملية تحميل!
أما عن مبرمج اللعبة “Tuomo Lehtinen” فالأمر لم يختلف كثيرا، حيث أكد أنه كان يعمل على لعبة بسيطة تحتوي على كرة تضرب بعض الصناديق ولكن عندما حصل على شخصيات الطيور الغاضبة من المصمم بدأ الأمر في الاختلاف قليلا وبدأوا بوضع أحداث القصة ولكن المشكلة أن نظام إطلاق الطيور لم يعمل كما يجب لفترة طويلة في البداية. بعد قضاء الكثير من الوقت لضبط نظام الإطلاق أصبح الأمر ممكنا ومن ثم تعين عليهم البدء بترتيب تلك الصناديق الصغيرة لصنع بعض النماذج لمراحل اللعبة التي تتغير في كل مرة. والأمر الغريب حسب تصريحات المطور أنه عندما حاولوا في البداية جعل بعض الأصدقاء يشاهدون اللعبة لم يجدوا الاهتمام الكافي حيث قال الجميع إنها مجرد لعبة على جوال محمول فالأمر جيد لا أكثر ولكن عندما بدأت تلك اللعبة بالانتشار أصبح الأمر جنونيا بحق ولم يجد أي شخص وسيلة للتعبير عن متعته بممارسة اللعبة. ويؤكد كل من “Tuomo” و”Jaakko” أنه حتى الآن لا يعرف العنصر الذي أدى لنجاح اللعبة الكبير بالضبط ولكن نجاح تلك اللعبة أدى إلى تصريح هام من مبتكر شخصية “سوبر ماريو” عندما سُئل عن اللعبة التي كان يتمنى أن يكون هو مبتكرها فصرح أنها لعبة “الطيور الغاضبة”.