"الجوكر" مادة مخدرة ظهرت في بعض البلدان العربية، وتوصف بالحشيش الصناعي. ويقول رئيس قسم التوعية والتثقيف في إدارة مكافحة المخدرات في الأردن الرائد أنس الطنطاوي إن مادة الجوكر تعتبر من المخدرات، ويطلق عليها أسماء أخرى مثل "السبايس" والحشيش الصناعي" و"الدريم" و"البنزاين"، ولها مضاعفات شديدة تصل إلى حد الهلوسات والموت.
المكونات
يحتوي الجوكر على بودرة وتبغ وسم فئران، بالإضافة إلى احتوائه على ستمئة مادة من أعشاب وكيميائيات في تركيبته. وتدخل عدة مواد في تصنيع الجوكر، وهي بحسب الطنطاوي: سماد كيميائي له تأثير مشابه للقنبيات (Cannabis)، ومواد كيميائية تعتبر أقوى من المركب الأساسي لمادة الحشيش المخدر بنسبة تتراوح من مئة إلى ثمانمئة مرة تقريباً.
كما تدخل في تصنيع الجوكر عشبة كانت تستخدم للتكاثر لدى الحيوانات، ومواد نفطية، وهذه تؤدي إلى تشمع الكبد والموت المفاجئ، إضافة إلى العديد من المركبات الأخرى التي يجري تطوير العديد منها بصورة مستمرة من قبل المصنعين لهذه المواد المخدرة مثل المبيدات السامة والقاتلة بشكل فوري.
وتوضع مادة الجوكر في أكياس بلاستيكية صغيرة إما شفافة أو عليها رسومات غريبة، وتستخدم من خلال لفها بأوراق لف وتصنيع السجائر وتدخينها بواسطة الغليون أو "الأرغيلة" (الشيشة).
المضاعفات
ثبت أن لمادة الجوكر آثاراً ومضاعفات وخيمة وقد تكون قاتلة، ويؤكد الطنطاوي أن لها تأثيراً مشابها لتأثير الحشيش بسبب المركبات الصناعية التي تماثل القنبيات الطبيعية.
وأثبتت الأبحاث أن للجوكر تأثيرات أخرى غير موجودة في بعض المواد المخدرة الأخرى، منها: فقدان التركيز والتغير المفاجئ بوظائف الدماغ، والانفصال عن الواقع والهذيان والهلوسة، والذهان والإعياء، والسكتة الدماغية المؤدية للموت المفاجئ.
ومن أضرار الجوكر أيضا هناك تسمم الكبد، والتشنجات، والفشل الكلوي، ونوبات الفزع، وحدوث خلل بالقدرات العقلية والجسدية والانفعالية.
وتحدث مدمنون -بحسب ما نقل رئيس قسم التوعية والتثقيف في إدارة مكافحة المخدرات في الأردن- عما كانوا يرونه في هلوساتهم وهم تحت تأثير الجوكر، والتي أدلوا بها خلال المقابلات مع الفريق المعالج في مركز معالجة المدمنين التابع لإدارة مكافحة المخدرات.
ويقول مدمن إنه أثناء قيادته لسيارته اعتقد أن الشرطة تطارده فأخذ يسير بسرعة جنونية من شدة الخوف، فانقلبت سيارته وأصيب بجروح خطيرة. بينما أكد بعض المدمنين أنهم لم يكونوا يميزون الوقت ولا يدركون الليل من النهار، ولا يميزون المسافات أو حتى الأحجام.
الانتشار
تسلل الجوكر إلى الدول العربية منذ بضعة أعوام بعدما وصل إلى الأسواق العالمية في عام 2000، وذلك بحسب ما كتب الطنطاوي في المجلة الصادرة عن إدارة مكافحة المخدرات في الأردن "أردن بلا مخدرات" في عدد يوليو/تموز.
ويروج للجوكر عبر المواقع الإلكترونية العالمية وتباع على شكل بخور أو أعشاب طبيعية أو تبغ، ويجري التسويق لها على أنها طبيعية 100% وليس لها أضرار جانبية، كما يروج لها أنه لا يمكن الكشف عنها في الفحوصات المخبرية وذلك لإقناع الشباب بها، ويؤكد الطنطاوي أن هذه المزاعم غير صحيحة.
كما يروج للجوكر أيضاً بوصفها عشبة تساعد على تحسين المزاج وتنشيط الذاكرة أو كبديل آمن للنيكوتين، ليقع الشباب فريسة سائغة لهؤلاء المروجين الذين يلجؤون إلى استخدام وسائل الاتصال الحديثة لنشر سمومهم.
ويقول الطنطاوي إن ما يزيد الأمر تعقيداً أن مادة الجوكر كانت لا تعتبر من المواد المحرمة قانوناً في العديد من البلدان رغم تأثيرها القوي جداً المشابه لتأثير الحشيش، وهو ما ساهم في انتشارها بسرعة البرق بين أواسط الشباب، ولكن الدول سارعت لإدراجها بعد إدراك خطورتها، وعلى رأسها الأردن الذي أدرج هذه المادة على قائمة العقاقير الخطرة ضمن قانون المخدرات والمؤثرات العقلية الأردني كمادة مخدرة يعاقب عليها القانون.
المصدر : الجزيرة