نظرية الكون المتعدد (Multiverse ) أو تعدد العوالم ليست جديدة، فهي تعود إلى عام 1954، وقد جاء بها مرشح للدكتوراة من جامعة برنسيتون يدعى هيو إيفيرت الثالث (Hugh Everett III)، وتتمثل فكرته هذه في وجود أكوان متوازية، تشبه كوننا بالضبط بل إنها ترتبط به فهي متفرعة منه وهو جزء من أكوان أخرى!
و يدعي العلماء أن الكون يمكن أن يكون فقاعة في بحر مزبد بين فقاعات أخرى (أكوان أخرى)، وهم يقومون بسلسلة جديدة من التجارب لتسليط الضوء من جديد على نظرية “الكون المتعدد”. و يأمل الباحثون في الحصول على دليل يمكن اختباره لاثبات النظرية.
يقول الباحثون في معهد المحيط للفيزياء النظرية في كندا أن نظرية الأكوان المتعددة تنبع من فكرة أن يكون هناك فراغ في بداية الزمن.
هذا الفراغ يمتزج مع الطاقة والتي تسمى الطاقة المظلمة أو طاقة الفراغ، أو مجال هيغز، ومن تم تتشكل الفقاعات! فكل فقاعة هي فراغ وهكذا، كما أن اصطدام هذه الفقاعات مع بعضها البعض يمكن أن ينتج فقاعات أخرى، وكل من هذه الفقاعات تمثل كوناً.
لنعد قليلاً إلى الوراء! فالكون حسب النظريات العلمية نشأ بعد الانفجار الكبير ولكن هل تم اثبات هذه النظرية؟ نعلم الآن أن النظريات تتغير، فنظرية صحيحة اليوم يمكن أن تصبح خاطئة أو أن تتغير بعد سنوات أو عقود؛ كما أن نظرية العوالم المتعددة قديمة ولكنها ليست مثبتة. فقط حديثاً قد يستطيع العلماء تأييدها أو ضحدها، فالتقنيات تطورت وكذلك التكنولوجيا .
وقد يكون الكشف مؤخراً عن موجات الجاذبية من الانفجار الكبير، والذي أعلن يوم 17 مارس 2014، يعزز فرضية وجود أكوان متعددة.
فالكشف المحتمل عن طريق التلسكوب (Bicep2) لتأثير موجات الجاذبية من الانفجار الكبير إلى الخلفية الكونية من الموجات الميكروية والتي غالباً ما تسمى “إشعاع الخلفية”، والتي أعلن عنها يوم 17 مارس 2014، من شأنه أن يعزز فرضية وجود أكوان متعددة. وهذا هو بالتأكيد ما قاله عالم الكونيات الروسي الشهير أندريه لينده (Andrei Linde) في المؤتمر الذي عقد في مقر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية) 18 مارس 2014، وهو اليوم الذي تم فيه الإعلان عن الكشف عن وجود موجات الجاذبية الناجمة عن الانفجار الكبير.
فوفقاً لأندريه لينده، و هو عالم كونيات شهير، فإن الكشف عن أثر لموجات الجاذبية من نموذج الانفجار الكبير يعزز ما يسمى التضخم الفوضوى. واعتماداً على نموذج التضخم الفوضوي، فإن كوننا هو “فقاعة” تنتمي إلى “رغوة” تتطور باستمرار وفي أي وقت، يمكن لهذه “الرغوة” خلق فقاعة جديدة بينما تختفي القديمة.
و هي موازية لبعضها البعض، أو جزءا لا يتجزأ في بعضها البعض، ولا يمكن لهذه الفقاعات أن تتواصل مع بعضها البعض أبداً.
مصطلح أكوان متعددة له عدة معاني؛ وتلسكوباتنا قادرة على رؤیة ما أقصاه أقل من 14 ملیار سنة ضوئیة، لكن ماذا یوجد بعد ذلك؟ ليس هناك سبب للاعتقاد بأن الكون يتوقف عند الأفق الكوني، كما أنه يمكن أن يمتد إلى وراء ما لا نهاية! لكن ما يثق به العلماء هو أنه لا شيء في الكون يحدث عشوائياً كل الظواهر لها أسباب ومسببات وقانون.
الفيديو المدهش التالي (مدبلج للعربية) يلقي الضوء على نظرية الكون المتعدد بشكل آخر مدهش، وفيه الكون المتعدد أقرب لقالب الجبنة السويسرية منه لرغوة الفقاقيع!
فيديو يختصر مجال هيغز:
المصدر : أنا أصدق العلم