أكد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في جلسة نقاشية عبر منصة "ريديت" أن تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI) ليس فقط ممكناً باستخدام العتاد الحالي، بل يشكل هدفاً متاحاً من خلال التطوير المستمر للبنية التحتية. إلا أن ألتمان أوضح أن الوصول إلى هذا الإنجاز قد يستغرق عدة سنوات، ويتطلب استثمارات ضخمة تشمل بناء 36 مصنعاً جديداً لأشباه الموصلات وإنشاء مراكز بيانات إضافية بتكلفة تقديرية تبلغ حوالي 7 تريليونات دولار.
الجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) يمثل المرحلة المتقدمة من الذكاء الاصطناعي القادر على محاكاة الذكاء البشري في مجالات التفكير والاستدلال واتخاذ القرارات، بل وقد يتفوق عليه في بعض المهام المعقدة.
وفي حديثه مع كبار مسؤولي OpenAI، استعرض ألتمان الخطط المستقبلية للشركة، معبراً عن حماسه للإصدارات الجديدة المتوقعة هذا العام. لكنه نفى الأنباء المتداولة بشأن إطلاق نموذج جديد باسم GPT-5 قريباً، مشيراً إلى أن الشركة لا تنوي الالتزام بالنمط التسلسلي التقليدي للتسمية في المستقبل، مما أثار التكهنات حول هوية الإصدارات القادمة.
وفي السياق نفسه، أفادت تقارير صحفية حديثة أن OpenAI تعمل على إطلاق نموذج يحمل اسم "أوريون" في ديسمبر المقبل، لكن ألتمان وصف هذه التقارير بأنها "أخبار كاذبة".
بمناسبة الذكرى الثانية لإطلاق ChatGPT في نهاية نوفمبر، أعلن كيفن وايل، الرئيس التنفيذي للمنتجات في OpenAI، عن تحسينات مرتقبة تشمل تعزيز الأداء وزيادة القدرة الاستيعابية من خلال إضافة المزيد من وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، مما يدعم قدرة النظام على الاستجابة المتقدمة.
كما كشف ألتمان عن خاصية جديدة قيد التطوير لتمكين ChatGPT من إنهاء المحادثات الصوتية تلقائياً، بهدف تحسين تجربة المستخدم وتسهيل التعامل اليومي مع المساعد الافتراضي.
من جهة أخرى، أكدت OpenAI أن عام 2025 يمثل مرحلة تحول كبيرة، حيث تخطط لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين، القادرين على أداء مهام متنوعة دون الحاجة إلى تدخل بشري. تتميز هذه الوكلاء بقدرات على إدراك البيئة المحيطة، تنفيذ الأوامر، والتعلم من التجارب السابقة لتحسين أدائهم.
رغم التصريحات الطموحة، يبقى التساؤل حول مدى واقعية تحقيق الذكاء الاصطناعي العام مثيراً للجدل، خاصة في ظل التحديات التقنية والمالية الهائلة المطلوبة، التي تجعل هذا الهدف بعيداً، لكنه قابل للتحقيق مع مرور الوقت وتطور التكنولوجيا.