مجلة العلوم والتكنولوجيا / نسخة الأدمن   الرئيسية | المكتبات | الأرشيف | احصاء  | راديو | كندا
  Home                   فيس
             
  صحة     علوم     ثقافة     تكنولوجيا     فن     كمبيوتر     أدب     أخبار     اقتصاد     متفرقات  


سر حُب البشر للخبز والمعكرونة
2024-10-22

ترجمة

 

يواجه العديد من الناس صعوبة في تقليل استهلاك الكربوهيدرات أو النشويات، مثل الخبز والمعكرونة، وهي أغذية غنية بالنشويات التي تُعتبر جزءاً أساسياً من الأنظمة الغذائية حول العالم. إذا كنت واحداً من هؤلاء، فلا تشعر بالذنب؛ إذ تشير الأبحاث الحديثة إلى أن السبب قد يكون مرتبطاً بتطور الحمض النووي لدى الإنسان الحديث.

 

الجين المسؤول عن هضم النشأ

أثبت العلم منذ فترة طويلة أن جسم الإنسان يحتوي على نسخ متعددة من جين يسمى أميليز (AMY1)، وهو إنزيم يتواجد في اللعاب يلعب دوراً هاماً في هضم النشويات. يعمل الأميليز على تحليل النشأ إلى جلوكوز، ما يمثل الخطوة الأولى في عملية هضم هذه المركبات المعقدة.

هذا الإنزيم لا يساعد فقط في الهضم، بل يساهم أيضاً في تعزيز المذاق الخاص لبعض الأطعمة، مثل الخبز.

وفي دراسة حديثة أجرتها مجموعة من الباحثين بالتعاون بين جامعة بافالو، جامعة كونيتيكت، ومختبر جاكسون للطب الحيوي في الولايات المتحدة، توصل العلماء إلى أن الجين المسؤول عن هضم النشأ قد مر بمراحل تطور متعددة، ربما حدثت منذ أكثر من 800,000 عام، وهي فترة طويلة قبل اكتشاف الزراعة وتزايد اعتماد البشر على الأطعمة النشوية بشكل كبير.

 

تطور جين الأميليز عبر العصور

أوضح الباحثون، بعد تحليل الحمض النووي لـ 68 إنساناً قديماً، أن الإنسان القديم كان يمتلك ما بين أربعة إلى ثمانية نسخ من جين AMY1، وهو ما مكنهم من هضم النشويات بشكل فعال حتى في العصور التي سبقت الزراعة. إحدى العينات التي تم فحصها كانت تعود إلى إنسان عاش قبل 45 ألف عام في سيبيريا.

وأشار البروفيسور عمر جوكومين، أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة بافالو والمشارك في الدراسة، إلى أن زيادة عدد نسخ جين الأميليز ترتبط بزيادة إنتاج الأنزيم في الجسم، مما يجعل عملية هضم النشويات أكثر فعالية.

 

أهمية البحث وتطبيقاته المستقبلية

نشرت الدراسة في مجلة ساينس المتخصصة في الأبحاث العلمية، وتمكنت من رسم خريطة تفصيلية لجين AMY1 وكيفية تطوره عبر الزمن في جسم الإنسان. هذه الخريطة تقدم رؤى جديدة حول كيفية تكيف البشر مع الأنظمة الغذائية المتنوعة التي شهدت تغيرات جذرية منذ العصور القديمة.

النتائج التي توصل إليها الباحثون قد تسهم في فتح مجالات جديدة لفهم العمليات البيولوجية المرتبطة بالهضم وإنتاج الطاقة في الجسم. وقد تكون لهذه الأبحاث تأثيرات مهمة على مجالات الصحة والتغذية والوراثة، حيث يمكن أن تساعد في تطوير استراتيجيات تغذوية مخصصة بناءً على تركيبة الحمض النووي لكل فرد.

 

الخلاصة

يشير هذا البحث إلى أن قدرتنا على هضم النشويات ليست مجرد مسألة عادات غذائية، بل هي جزء من تطورنا البيولوجي الطويل. تطور جين AMY1 في جسم الإنسان على مدار مئات الآلاف من السنين، ليمكننا من الاستفادة من النشويات كمصدر للطاقة. في ظل هذه الاكتشافات، يمكن أن نفهم بشكل أفضل علاقتنا المعقدة مع الطعام والأنظمة الغذائية الحديثة، ونسعى إلى تحسين صحتنا بناءً على فهمنا العميق للتطور الجيني الخاص بنا.

 

 

   
   
2024-10-24  
الوسوم: نشويات
 
 لا يوجد تعليقات    
 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف
 
 

 

أكثر المواضيع قراءةً
 
ماهو الستانلس ستيل؟
 
 
الفرق بين مسحوق الغسالات العادية والأوتوماتيك
 
 
ماذا يحدث إذا قمت بشحن هاتف الجوال بشاحن أقوى من المدعوم؟
 
 
تكلفة الطاقة الشمسية للمنازل
 
 
كانون الثاني، شباط، آذار... معاني الأشهر الميلادية
 
 
مرحلة «ما قبل السكري».. ومخاطرها
 
 
الفرق بين الرتب الأكاديمية الجامعية
 
 
لماذا لا تسقط الأقمار الاصطناعية على الأرض, ولا تنحرف على مسارها ونلتقطها بدقة ؟
 
 
الفرق بين السيمفونية والسوناتا والكونشرتو
 
 
أسماء رموز لوحة مفاتيح الكمبيوتر