مجلة العلوم والتكنولوجيا / نسخة الأدمن   الرئيسية | المكتبات | الأرشيف | احصاء  | راديو | كندا
  Home                   فيس
             
  صحة     علوم     ثقافة     تكنولوجيا     فن     كمبيوتر     أدب     أخبار     اقتصاد     متفرقات  


ما هي الحبوب التي يستخدمها الطيارون للبقاء في حالة يقظة
2024-10-08

ترجمة

 

أصبح موضوع "إرهاق الطيارين" محط الأنظار بعد ورود تقارير تفيد بنوم الطيارين أثناء الرحلات الجوية. وعلى الرغم من أن هذه المشكلة ليست جديدة، فقد واجهتها المنظمات العسكرية منذ عقود، إلا أن الحلول المتاحة تطورت بمرور الزمن.

 

في الحرب العالمية الثانية، كان الطيارون النازيون يعتمدون على مادة الميثامفيتامين، المعروفة آنذاك باسم "ملح الطيار"، لمكافحة الإرهاق. تم اكتشاف هذه الحبوب المنشطة في جيوب أحد الطيارين النازيين بعد إسقاط طائرته فوق بريطانيا، مما دفع القوات البريطانية إلى اختبارها وتطوير نسختهم الخاصة منها. وسرعان ما انتشر استخدام هذه المنشطات بين الطيارين على نطاق واسع في المهمات الليلية. وخلال حرب الخليج (1990-1991)، عاد استخدام الأمفيتامينات مجدداً بين الطيارين المقاتلين، وظلت هذه الحبوب قيد الاستخدام حتى اليوم في العديد من الجيوش حول العالم، لمواجهة مشكلة الإرهاق أثناء المهام الطويلة.

 

ومع ذلك، رغم فعالية الأمفيتامينات في إبقاء الجنود يقظين، إلا أنها تنطوي على مخاطر كبيرة، من بينها الإدمان. لهذا السبب، سعت الجيوش في السنوات الأخيرة إلى إيجاد بدائل أكثر أماناً. هنا ظهر عقار "مودافينيل"، وهو منبه تم تطويره في السبعينيات لعلاج الخدر والنعاس المفرط. يتميز هذا الدواء بأنه يحسن من اليقظة والتخطيط والذاكرة، مما يجعله مثالياً للجنود الذين يواجهون إرهاقاً شديداً. رغم فوائده، فإن له آثاراً جانبية تشمل التعرق، الصداع، وحتى الهلوسة.

اليوم، يستخدم مودافينيل في عدة دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا والهند، كجزء من جهود مكافحة الإرهاق لدى الجنود. وفي إحدى الدراسات، تمكن الأشخاص الذين تناولوا العقار من البقاء يقظين لمدة تصل إلى 64 ساعة، لكن على الرغم من فعاليته، فإن هناك مخاوف أخلاقية بشأن إجبار الجنود على تناوله.

 

تقول يارا فينجيلار-جاغت، رئيسة قسم طب الفضاء الجوي في وزارة الدفاع الهولندية، إن الإرهاق يمكن أن يشكل خطراً قاتلاً على الطيارين الذين قد يجدون أنفسهم في مواقف تتطلب ردود فعل سريعة ودقيقة. ومع ذلك، ليس فقط المهام القتالية هي التي تؤدي إلى الإرهاق، بل حتى المهام الروتينية أو المملة قد تسبب إجهاداً شديداً.

ولمواجهة هذه التحديات، أجرت فينجيلار-جاغت وزملاؤها تجارب على مودافينيل لمعرفة مدى فعاليته مقارنة بالكافيين. ووجدوا أن العقار كان أكثر فعالية من الكافيين، حيث يبقي الطيارين يقظين لفترات أطول. رغم ذلك، فإن الاستخدام المفرط للعقار قد يؤدي إلى آثار نفسية وجسدية ضارة، مثل زيادة الثقة بالنفس بشكل قد يكون خطراً في الطيران.

 

في النهاية، ورغم أن مودافينيل يبدو حلاً فعالاً لمشكلة إرهاق الطيارين العسكريين، فإن استخدامه في الطيران التجاري لا يزال يثير تساؤلات. ترى فينجيلار-جاغت أن الحل الأفضل قد يكون في إعادة النظر في متطلبات العمل للطيارين التجاريين، والحد من المهام التي تتطلب الطيران أثناء الليل. كما تقترح أن يُستخدم العقار في مهن أخرى تتطلب اليقظة لفترات طويلة، مثل فرق الطوارئ والإطفاء.

إن مشكلة الإرهاق تمتد إلى مجالات أخرى، كالأطباء الذين أظهرت دراسات أنهم يمكن أن يستفيدوا من مودافينيل لأداء مهامهم بكفاءة أعلى بعد قضاء ليالٍ دون نوم. لكن يبقى التساؤل الأخلاقي قائماً حول مدى الضغوط التي قد يتعرض لها الأفراد لاستخدام هذه العقاقير، خاصة في البيئات التي تتطلب أداءً استثنائياً في ظروف صعبة.

 

 

   
   
2024-10-08  
 
 لا يوجد تعليقات    
 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف
 
 

 

أكثر المواضيع قراءةً
 
ماهو الستانلس ستيل؟
 
 
الفرق بين مسحوق الغسالات العادية والأوتوماتيك
 
 
ماذا يحدث إذا قمت بشحن هاتف الجوال بشاحن أقوى من المدعوم؟
 
 
تكلفة الطاقة الشمسية للمنازل
 
 
كانون الثاني، شباط، آذار... معاني الأشهر الميلادية
 
 
مرحلة «ما قبل السكري».. ومخاطرها
 
 
الفرق بين الرتب الأكاديمية الجامعية
 
 
لماذا لا تسقط الأقمار الاصطناعية على الأرض, ولا تنحرف على مسارها ونلتقطها بدقة ؟
 
 
الفرق بين السيمفونية والسوناتا والكونشرتو
 
 
أسماء رموز لوحة مفاتيح الكمبيوتر