لا يمكن إنكار أن الإنكليزي وليم شكسبير (1582-1616) هو واحد من أكثر الكتاب شهرةً في العالم على مرّ العصور، فنتاجه الأدبي كمسرحي وكشاعر -وأصالة هذا النتاج- جعلت شهرته تفوق لا فقط أقرانه، بل حتى شهرة أغلب الكتاب العالميين.
يحتفل العالم هذا العام بمرور 600 عاماً على وفاة الكاتب الإنكليزي، ويدعو لإعادة دراسة نتاجه وإضافته للثقافة العالميّة. واستكشاف الجوانب الغريبة من حياته.
فيما يلي بعض الحقائق والمعلومات الغريبة المرتبطة بمؤلف روميو وجولييت، الذي ترجمت أعماله لأكثر من 80 لغة:
شكسبير ليس شكسبير!
تزعم الكثير من الإشاعات المدعومة ببعض الأبحاث أن شكسبير ليس شخصاً حقيقياً، بل هناك جماعات من المؤمنين بـ “نظرية المؤامرة” يروجون لذلك. ويعزو هؤلاء المسرحيات التي ألفت باسم شكسبير إلى الكاتب المسرحي كريستوفر مارلو، معاصر شكسبير (1564-1593).
أما التبرير المرتبط بمارلو، فهو أن الأخير كان يخاف من وضع اسمه على مخطوطات المسرحيات، فيوقعها باسم شكسبير وذلك لمحتواها السياسي، بل حتى أن البعض يشير إلى بعض الاختلافات في النصوص بوصف أن شكسبير/مارلو لم يكتب بعض الأجزاء، بل أضيفت لاحقاً، مثل مشهد الساحرات في بداية مسرحية ماكبث.
كلمات جديدة أضافها شكسبير
تكمن أهمية شكسبير في الثقافة الإنكليزية بوصفه أغنى المعاجم الإنكليزية، إذ أضاف إلى اللغة الإنكليزية ما يزيد عن 1700 كلمة وتعبير، اخترعها شخصياً، وما زال بعضها موجوداً ومتداولاً حتى هذه اللحظة. فقدرة شكسبير اللغوية والشعرية العالية مكنته من التقاط الحساسية الإنسانية والتعبير عنها لغوياً، خصوصاً أنه كان شاعراً تفرّغ خلال فترة الطاعون لكتابة شعر "السونيت" بسبب إغلاق مسرحه.
من صراع الدببة إلى الملاحم التاريخيّة
امتلك شكسبير مسرحه الخاص المسمى بمسرح “الغلوب”، وتمكن مع فرقته من بنائه وملكيته في العام 1655، ثم إعادة بنائه مرة أخرى بعض تعرضه لحريق.
ما يميز هذا المسرح أنه لم يكن فقط لعرض المسرحيات، بل أقيمت فيه المسابقات الرياضية المختلفة، كصراع الدببة وغيرها من الرياضات العنيفة.
اختزن مسرح شكسبير في داخله ألعاباً دموية جعلت الجمهور دائماً في حالة حماس، وهذا ما يرتبط بالمسرحيات التراجيدية العنيفة والدموية التي قدمها. فكيف يمكن لأحدهم وهو يشاهد نهاية مسرحية هاملت الدموية، أن يتجاهل صراع الكلاب الضارية والدماء المتناثرة في كل مكان، وهو سبب إضافي أكسب مسرح شكسبير شهرته بالرغم من كونه خارج لندن.
الكتابة للخشبة لا للنص
ما يميز شكسبير أكثر من غيره من المؤلفين أنه كان ممثلاً أولاً، إلى جانب كونه مخرجاً ومؤلفاً مسرحياً، فمسرحيات شكسبير كانت تكتب لتُمثل على الخشبة مباشرة، لا للطباعة والنشر والتداول، إذ أن أول نسخة من مسرحياته المطبوعة بعنوان "The First Folio" طُبعت بعد مماته.
ومن أبرز ما يميز العروض، التي كان يخرجها ويمثل بها شكسبير، مثلاً دور شبح هاملت في أول عرض للمسرحية. كانت هذه العروض طويلة، إذ قد تمتد مسرحية هاملت لأربع ساعات إن تم إخراج النسخة الكاملة منها، والأغرب أنه في تلك الفترة كان ممنوعاً على النساء أن يمثلن على الخشبة، وأدى وقتها دور أوفيليا ممثل ذكر، وكان على هذا الممثل أن يمتلك خصائص جسمانية معينة كي لا يبدو غريباً.
انتقد شكسبير هذه الشروط الدينيةّ السياسيّة في شخصياته، كالليدي ماكبث، التي يقال أن شكسبير كتب الدور كي يكون الممثل ذكراً لا أنثى، لذا ترى شخصيتها دموية وفجّة.
هل كان يتعاطى الحشيش؟
مؤخراً تم إرسال الغليون الذي كان يدخنه شكسبير إلى جنوب أفريقيا لمجموعة من العلماء لتحليله، وأشار التحليل إلى وجود آثار للحشيش والماريوانا.
وبالرغم أن ما تبقى في الغليون من مواد محترقة يعود للقرن الـ 17، فقد بدأ الكثيرون بتفسير وتحليل نصوص شكسبير والكلمات التي اخترعها بأنها صدرت منه وهو تحت تأثير المخدرات، لكن الحقيقية أن عبقرية شكسبير أكبر من أن تعزى فقط للمخدرات.
أكثر الكتّاب اقتباساً
يتميز شكسبير بأنه من أكثر الكتاب الذي قدموا للبشرية اقتباسات مهمة، فإلى جانب الكتب المقدسة، قدم شكسبير العديد من العبارات الخالدة أشهرها "أكون أولا أكون" التي يقولها هاملت، أو "مملكتي مقابل حصان" على لسان ريتشارد الثالث.
إلا أن الأهم أن الحكايات والحبكات التي قدمها شكسبير ما زالت تشكل الأساس للعديد من السيناريوهات والأفلام المنتجة بأشكال ولغات مختلفة، ليكون بذلك شكسبير أشهر كاتب سيناريو للأفلام في العالم، إذ تستمد العديد من الأفلام، منذ اختراع السينما حتى الآن، الحكايات والحبكات من مسرحياته والتي يبلغ عددها حسب موقع IMBD حوالي الألف والمئتين.