شجرة البولونيا، المعروفة أيضاً بشجرة الأميرة أو الكيري، هي نوع من الأشجار سريعة النمو والتي تمتاز بجمالها الاستثنائي وقيمتها الاقتصادية العالية. هذه الشجرة أصلها من الصين وشرق آسيا، لكنها انتشرت في أنحاء عديدة من العالم بسبب مزاياها العديدة. في هذا المقال، سنستعرض خصائص شجرة البولونيا، فوائدها، وأهمية زراعتها.

الموطن الأصلي لشجرة الباولونيا

يعد الموطن الأصلي لشجرة الباولونيا هو الصين، وقد استهلكت اليابان الشجرة إلى حد الانقراض. وقد دخلت شجرة الباولونيا في عادات وتقاليد اليابان، حيث تقوم بعض العائلات بزراعة شجرة باولونيا عندما تولد أنثى للعائلة، ثم يقومون بصناعة خزانة ملابس من خشب الشجرة، وتهدى هذه الخزانة للفتاة عند زواجها، كما يعد خشب الباولونيا مهماً جداً في الصين وكوريا واليابان لتصنيع الآلات الموسيقية الوترية، نظراً لجودة أخشابه العالية.

خصائص شجرة البولونيا

شجرة البولونيا تنمو بسرعة كبيرة، حيث يمكن أن تصل إلى ارتفاع يتراوح بين 10 إلى 30 متراً خلال فترة قصيرة نسبياً. تمتاز بأوراقها الكبيرة، الخضراء، واللامعة التي يمكن أن تصل إلى 40 سم في الطول. أزهار البولونيا ذات لون بنفسجي فاتح معطر، وتظهر في فصل الربيع، ما يجعلها تضفي جمالاً بصرياً خلاباً.

1- تُعد من أسرع الأشجار نمواً في العالم، حيث يصل ارتفاعها في السنة الأولى الى 4 متر وقد تتجاوز هذا الإرتفاع في حال الخدمة الجيدة وتوفر الشمس.

2- يمكن أن تنمو حتى في درجة حرارة 50°.

3- نوعية الخشب جيدة مقاومة للثني والحريق والرطوبة مما يجعلها المفضلة في صناعة الأثاث والبيوت.

4- أوراق الشجرة محتواها من البروتين يصل إلى 18% يمكن ان يستفاد منها كعلف للماشية.

5- يمكن أن تسقى على مياه الصرف الصحي.

6- للبولونيا أزهار جميلة يمكن الاستفادة منها في تغذية النحل  وفي تزيين الشوارع والمتنزهات اذا تم غرسها لهذا الغرض.

7- تعتبر من مناجم العسل المميز حيث الازهار الكثيرة للشجرة تجعلها مرتعا جيدا للنحل.

8- يمكن أن يزرع داخل الأشجار العديد من المحاصيل فيما لو كانت المسافات بين الأشجار أكثر من 4 م.

9- تنتج الشجرة في عمر ست سنوات ما لايقل عن نصف متر مكعب خشب في أسوأ الأحوال.

10- يمكن أن تكوّن غابة في ثلاث سنوات مما يجعلها مكانا ترفيهيا وسياحيا.

11- يمكن أن تساهم في عودة الحياة البرية للطبيعة من تجمع للطيور والحيوانات.

12- لا تحتاج الى خدمة كبيرة ومجهود وتكاليف بالمقارنة مع العائد الكبير منها.

أنواع شجرة الباولونيا

تتعدد أنواع شجرة الباولونيا وأصنافها، وسنذكر فيما يلي أشهر وأبرز هذه الأنواع:

1- الباولونيا مطاولة:

هذا النوع يتم زراعته للزينة في الحدائق، وأزهارها تكون أرجوانية اللون، وتزرع في مناطق أمريكا الشمالية والصين، لتنتج أخشاباً قوية وخفيفة الوزن، ويصل ارتفاعها في السنة الأولى إلى 4 أمتار.

2- باولونيا تومينتوسا:

تعد من أشهر أنواع الباولونيا، ويتميز هذا النوع بنموه السريع جداً، وأوراقه كبيرة الحجم، وأزهاره التي تتباين ألوانه بين الأبيض إلى الأرجواني، التي تشبه رائحتها رائحة زهرة الفانيلا، وهي من الأنواع التي تتكيف بشكل سريع مع جميع الظروف المحيطة بها.

3- باولونيا شان تونج:

هذا النوع هو النسخة الأحدث والأكثر تحسناً من أنواع شجرة باولونيا، وتم تطوير هذه الشجرة في الصين، وهي تتمتع بالمزايا التالية، النمو السريع، والمقاومة الشديدة للأمراض والآفات الحشرية، والمقاومة الأكبر للجفاف والبرد، والكمية الكبيرة من الأخشاب المنتجة، والنوعية الجيدة، والمحافظة الكبيرة على مساحة الأرض، والقدرة الاستثنائية على التكيف، والقدرة القوية على النمو من جديد.

4- باولينا إلونغاتا

يعد هذا النوع من أنواع الباولينا سريعة النمو، تمتلك جذعاً مستقيماً تماماً وتاجاً متوسط الحجم، تنمو في المناطق الدافئة في مناطق أوروبا الوسطى كدولتي إيطاليا، وإسبانيا، وما وكل ما تقع بهذه المنطقة من دول، كما تنتج أشجار هذا النوع أخشاباً ذات جودة عالية وتعد من أثمن الأخشاب التي تدخل في الصناعات.

الفوائد البيئية والاقتصادية

شجرة البولونيا لها دور هام في النظام البيئي وتقدم فوائد اقتصادية متعددة. بفضل نموها السريع، تعتبر مثالية لمكافحة التصحر وإعادة تشجير الأراضي المتدهورة. كما أنها تساعد في تحسين نوعية الهواء من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون بكفاءة عالية.

اقتصادياً، خشب البولونيا يعتبر من أثمن الأخشاب بسبب خفته، صلابته، ومقاومته للتعفن والحشرات. يُستخدم في صناعة الأثاث الفاخر، الآلات الموسيقية، وحتى في صناعة الطائرات واليخوت.

زراعة شجرة البولونيا

زراعة شجرة البولونيا تتطلب تربة خصبة وجيدة الصرف، مع تعرض كافٍ لأشعة الشمس. رغم أنها تتحمل درجات الحرارة المرتفعة والجفاف إلى حد ما، إلا أنها تحتاج إلى ري منتظم خلال مراحل النمو الأولى. تجدر الإشارة إلى أن شجرة البولونيا تتطلب صيانة منخفضة نسبياً بمجرد أن تستقر وتبدأ في النمو.

الاستدامة والتحديات

على الرغم من المزايا العديدة لشجرة البولونيا، هناك بعض التحديات والاعتبارات البيئية التي يجب مراعاتها عند زراعتها. من بين هذه التحديات:

1- الانتشار السريع: نظراً لقدرتها الكبيرة على التكاثر والانتشار، قد تصبح شجرة البولونيا في بعض الحالات نوعاً غازياً يهدد التنوع البيولوجي المحلي. من الضروري تطبيق إدارة مناسبة للحد من انتشارها خارج المناطق المرغوبة.

2- متطلبات الماء: في مراحلها الأولى، تحتاج شجرة البولونيا إلى كميات كبيرة من الماء، مما قد يشكل ضغطاً على الموارد المائية في المناطق الجافة أو شبه الجافة.

3- تأثيرات على النظم البيئية المحلية: يجب القيام بدراسات بيئية قبل البدء بمشاريع زراعة شجرة البولونيا على نطاق واسع لضمان عدم التأثير سلباً على النظم البيئية المحلية.

الاستخدامات الأخرى لشجرة البولونيا

إلى جانب استخدام خشبها في صناعات متعددة، تُستخدم شجرة البولونيا في بعض المجالات الأخرى مثل:

1- التحكم في التعرية وتحسين التربة: بفضل جذورها العميقة، تساعد في تثبيت التربة وتقليل خطر التعرية.

2- إنتاج العسل: أزهار شجرة البولونيا تجذب النحل، مما يجعلها مصدراً ممتازاً لإنتاج عسل ذو جودة عالية.

3- التظليل والتجميل: بفضل نموها السريع وجمالها الطبيعي، تُزرع شجرة البولونيا في الحدائق والمتنزهات كشجرة ظل ولأغراض التجميل.

ختاماً

شجرة البولونيا تمثل فرصة استثمارية وبيئية واعدة بفضل خصائصها الفريدة والفوائد المتعددة التي تقدمها. ومع ذلك، يجب التعامل معها بعناية لضمان الاستفادة من مزاياها دون التسبب في أضرار بيئية. الإدارة المسؤولة والتخطيط المدروس ضروريان لتحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية والبيئية لشجرة البولونيا.