من المعلوم أن أغلب مرضى القلب هم كبار السن من الرجال والنساء, ويعاني أغلب هؤلاء المرضى من آلام احتكاك المفاصل سواءً كانت في الركبتين او الوركين أو فقرات الرقبة أو آلام الظهر, ويستخدم أغلب هؤلاء المرضى أدوية مضادة للالتهابات لتسكين الألم مثل البروفين والفولتارين والموبك والاركوكسيا وغيرها.
وهي ادوية فعالة وقوية في تسكين الألم حتى أن بعض المرضى يرتاح عليها كثيراً وبالتالي يعيد صرف الدواء واستخدامه من غير مراجعة الطبيب, والمشكلة أن هؤلاء المرضى يقعون بين شقي الرحى إما أن يتحمل هذه الالام وهذا يرفع من ضغطه الشرياني ومن عدد نبضات قلبه ويزيد من نقص التروية لديه ويدفعه دفعاً الى جلطة القلب وتجمع السوائل في الرئتين او في المقابل يأخذ الدواء الذي يزيد نسبياً من احتمالية ارتفاع الضغط وجلطات القلب وأن كانت نادرة.
فماذا يعمل المريض وطبيبه إذاً؟
والجواب على هذا التساؤل الذي يطرح دوماً في كل اجتماع طبي هو أنه يعتمد على وزن المنافع والمضار في كل حالة على حدة فإذا كانت حالة المريض عالية الخطورة لجلطات القلب بسبب مايعانيه من ضغط وسكر وكلسترول وتضيق في الشراييين فأولئك انصحهم بالابتعاد عن تلك المجموعة من الأدوية والاستعاضة عنها أو على الأقل تقليلها باستخدام الأدوية والمسكنات الاخرى مثل الباراسيتامول والترامادول والأوكسيكودون والسولبادين.
إما إذا كانت حالة المريض منخفضة الخطورة فيمكنه استخدامها حسب توجيه الطبيب وبقدر احتياجه فقط, ولكن ما يزيد الطين بلة أن تلك الادوية يمكن الحصول عليها من الصيدلية مباشرة ولاتحتاج الى وصفة طبية, سواءً لمرضى القلب أو غيرهم.
مضادات الالتهابات
تنقسم الى نوعين؛ المشتقة من الستيرويد مثل الكورتيزون ومشتقاته سواء عن طريق الحقن أو الحبوب أوالكريمات أوالمراهم والنوع الثاني هو غير المشتقة من الستيرويد: مثل الفولتارين والبروفين والاسبرين والمزوبيك والسليبريكس وغيرها, ومشكلة مشتقات الستيرودية انها قوية جدا وفعالة ولكنها تسبب مضاعفات كثيره موضعية وعلى مستوى الجسم ككل ولذلك حدد الطب الحديث استخدامها لدواع معينة فقط.
مضادات الالتهابات غير الستيرويدية
هي مجموعه من الادوية تستخدم لخفض حرارة الجسم وتخفيف الألم والتحكم في مظاهر الالتهابات من حرارة وألم وتورم في أي منطقة في الجسم البشري وهناك جيلان من تلك الادوية تخفض إنتاج انزيم معين مهم في عملية الالتهابات يسمى (السايكلوكسيجنيز) التي يتواجد في الجسم البشري منها نوعان يرمز لها علمياً (كوكس 1) أو (كوكس2 ). الجيل الأول من الأدوية يُدعى بـ (غير انتقائي) في العمل Nonselective، لأنه يُخفض إنتاج كل من (كوكس1) و(كوكس 2) ومن أمثلة هذا النوع الأول جميع الأدوية القديمة من هذه المجموعه مثل الأسبرين، البروفين، والفولتارين، لذا فإنها تُخفف الألم وتُخفّض الحرارة والالتهاب، لكن في نفس الوقت تتسبب بمخاطر على جدار المعدة. والسبب أن مادة (السايكلوكيجنيز) هي جزء من عملية حماية بطانة المعدة من الإصابة بالتقرحات، وبالتالي فإن إحدى مضاعفات تناول النوعية (غير الانتقائية) من أدوية مجموعة (مضادات الالتهابات غير الستيرويديه) هو التسبب بقروح المعدة ونزيفها.
وفي أواخر التسعينات الماضية ظهر النوع الثاني من مجموعة (مضادات الالتهابات غير الستيرويدية) وهو الذي يشمل الأدوية (الانتقائية) في خفض إنتاج (كوكس 2) فقط، وبالتالي فهي أخف وطأة على غشاء المعدة وبطانتها.
هؤلاء ينصحون بالابتعاد عن استخدام أدوية مجموعة (مضادات الالتهابات غير الستيرويدية):
-
إن كان الشخص مصاباً بجلطة قلبية أو ذبحة صدرية أو قصور في عضلة القلب مع تجمع للسوائل في الرئتين فيجب موازنة المنافع والمضار, ويحاول الطبيب استخدام البدائل الأخرى قدر الامكان, وهذا لا يشمل بكل تأكيد تناول الأسبرين مع أنه من تلك المجموعة لأنه ببساطة ثبت علمياً أن فائدته بعد حصول الجلطة أكثر بكثير من مضاعفاته المحتملة في هؤلاء المرضى بينما لم يثبت ذلك لأي من اخوانه في هذه المجموعة.
-
من لديهم ضغط غير متحكم به.
-
من لديهم قصور شديد في الصمامات ويستخدمون مدرات البول لمنع احتقان الرئتين
-
من لديهم المرحلة الرابعة من الفشل القلبي وذلك بتجمع السوائل في الرئتين وتورم الساقين.
-
مريض الربو أو أي نوع من تفاعلات حساسية الجسم، في الجلد وغيره جراء تناول أحد أنواع أدوية مجموعة «مضادات الالتهابات غير الستيرويدية» سواء الأسبرين أو أي نوع آخر من تلك المجموعة. بمعنى أن مَن لديه حساسية من الأسبرين، عليه عدم تناول أي دواء من تلك المجموعة.
-
قصور الكلى وبالذات من هم على مقربة شديدة من التحول إلى غسيل الكلى, لأن يوم واحد من تناول تلك المجموعة قد يدفع به الى الغسيل الكلوي وارتفاع البوتاسيوم وتجمع السوائل في الجسم.
الآثار الجانبية المحتملة لـ (مضادات الالتهابات غير الستيرويدية):
جلطة القلب، جلطة الدماغ، ارتفاع الضغط، قصور الكلى، فشل القلب وتجمع السوائل، نزيف الجهاز الهضمي، فقر الدم الحاد او المزمن، حساسية في التنفس أو جلدية حادة أو مزمنة، ارتفاع انزيمات الكبد، إثارة نوبات الربو، تقرحات المعدة، الدوخة.
الخلاصة
إننا ننصح مرضى القلب والأطباء كذلك بالابتعاد عنها ما أمكن واستخدام الأدوية التي تتحكم بالألم ولا تؤثر على القلب بجرعات عالية إن احتاج المريض وفي كل الحالات يجب الرجوع الى الطبيب المختص ومناقشة هذه التفاصيل معه بدقة قبل ايقاف أو تبديل أي دواء, وفي المقابل يجب آلا ندع المريض يتألم منعا لضرر محتمل وإنما نقترح أخذ الأدوية التي لا تضر بالقلب ويتناول الأدوية الأخرى عند الضرورة فقط وبوجود دواع طبية وتحت اشراف طبي وبأقل كمية ممكنة ومفيدة من جرعتها ولأقصر مدة زمنية.
المصدر: جريدة الرياض