يقول الروائي المسرحي اليوناني سوفوكليس “ليس هناك فرحُ أعظمُ من فرح الإبن بمجد أبيه، ولا أعظم من فرح الأب بنجاح ابنه".
رغم قصر هذه العبارة، وقلة كلماتها، لكنها أوجزت العلاقة بين الأب وأبنائه، سواءٍ كانوا أولاداً أو بنات.
فكل الأبناء يفخرون بآبائهم، سواء كان هذا الافتخار بعلمهم، أو منصبهم، أو شخصهم. فكلنا يفخر بأبيه لأنه أباه.
يقول المثل العربي القديم: “كل فتاة بأبيها معجبة”
غالباً ما تكون البنت قريبة من أبيها كما هي قريبة من أمها، بل أكثر أحياناً, لأن البنت ودودة بطبيعتها.
لامست الفتاة بفطرتها سر العلاقة، فحركت عاطفتها نحو أقرب الناس إليها “والدها”, فكثيراً ما نسمع هذا المثل, ونراه يقارب الحقيقة, فالأب بالنسبة للفتاة مثلها الأعلى وقدوتها, بل منهن من تتمنى أن ترزق زوجاً كأبيها في أخلاقه ودينه وعلمه وهيئته.
ولهذا المثل قصة:
خرجت العجفاء بنت علقمة السعدي ذات ليلة مع ثلاث نسوة من قومها إلى روضة من الرياض، فوافين بها ليلاً في قمر زاهر وروضة معشبة، فلما جلسن قلن: ما رأينا كالليلة ليلة، ولا مثل هذه الروضة روضة. ثم أفضن في الحديث, فقلن:
أي النساء أفضل؟
قالت إحداهن: الخرود.. الودود.. الولود.
وقالت الأخرى: خيرهن ذات طيب الثناء، وشدة الحياء.
وقالت الثالثة: خيرهن السموع.. الجموع.. النفوع.
وقالت الرابعة: خيرهن الجامعة لأهلها، الوادعة الرافعة لا الواضعة.
ثم قلن: فأي الرجال أفضل؟
قالت إحداهن: خيرهم الحظي الرضي غير الخطّال ولا التنبال.
وقالت الثانية: خيرهم السيد الكريم، ذو الحسب العميم، والمجد القديم.
وقالت الثالثة: خيرهم السيد السخي.. الوفي.. الرضي، الذي لا يغيّر الحرة، ولا يتّخذ الضرة.
فقالت الرابعة: وأبيكن أن في أبي كل ما قلتن: كرم الأخلاق، والصدق عند التلاق، والفلج عند السباق، ويحمده الرفاق.
فقالت العجفاء عند ذلك: (كلُ فتاةٍ بأبيها مُعجبة).
المصدر: جردية المدينة