يمتاز أصحاب الذكاء المرتفع بعدة صفات تميزهم عن غيرهم، يشتركون فيما بينهم ببعضها، وكثير ما يتم البحث عن هذه الصفات المشتركة التي تجمع بين هذه الفئة المتميزة من الناس، ويعد موقع ( كورا) أحد المواقع التي حاولت الإجابة عن ذلك من قبل متابعيه، فقد حاول أكثر من مئة شخص الإجابة عن سؤال: “ما الصفات التي يشترك فيها أصحاب الذكاء المرتفع؟”، وإليكم بعض هذه الصفات:
1- القابلية العالية للتغيير.
يتمتع الأشخاص الأذكياء بالمرونة والقدرة على النجاح في بيئات مختلفة، وقد لاحظ العديد من مستخدمي موقع كورا هذا الأمر، وقد كتبت (دونا هاميت (Donna F Hammettأن الأشخاص الأذكياء تظهر قدرتهم على التغيير من خلال إنجاز بعض الأشياء بصرف النظر عن التعقيدات والقيود المطبقة عليها، وقد لاقت هذه الفكرة الدعم من بحث في علم النفس يؤيد ما ذهبت إليه، يعتمد الذكاء على قدرة الشخص على تغيير سلوكه الشخصي، بغية التأقلم مع البيئة بفعالية أكثر، أو إحداث تغيير فيها.
2- إدراك مقدار الأشياء التي لا يعرفونها.
يمتلك الأشخاص الأذكياء قدرةً على الاعتراف بعدم درايتهم بمفهوم معين، وقد كتب (جيم وينر Jim Winer) في ذلك، قائلاً: إن الأشخاص الأذكياء لا يخشون الاعتراف بعدم معرفتهم شيء ما، والشيء الذي لا يعرفونه، بإمكانهم تعلمه.
تدعم هذه الملاحظة دراسة كلاسيكية، تقول بأنه كلما كنت أقل ذكاءً، كلما بالغت أكثر بقدراتك الإدراكية.
3- لديهم فضول كبير.
يسجل العلماء بعض المقولات في الصفة، فيقول ألبرت آينشتاين في هذا الصدد: “ليست لدي مواهب خاصة، أنا فقط فضولي بشكل كبير”، ويقول (كيزربر ألاسKeyzurbur Alas ): “يجبر الأشخاص الأذكياء أنفسهم على الانجذاب لأشياء يسلم بها الآخرون جدلاً “.
وتقترح دراسة نشرت عام 2016م، وجود رابط بين الذكاء الطفولي والانفتاح على التجربة، مما يحفز هذا الفضول المعرفي في سن الرشد، فقام العلماء بمتابعة آلاف الأشخاص المولودين في المملكة المتحدة لمدة خمسين سنة، ووجدوا بأن الذين حققوا درجةً عاليةً في اختبار الذكاء في سن الحادية عشر، كان لديهم انفتاح أكبر على التجربة في سن الخمسين.
4- لديهم عقول متفتحة.
يستغل الشخص الذكي بطبيعته أية فرصة تعترض طريقه، أو فكرة جديدة يتم بثها أمامه، وفي هذا يقول هاميت: يمتلك الأذكياء القدرة على تقبل وجهات نظر الآخرين، وأخذها بعين الاعتبار، وبأفق بعيد، أي: أنهم منفتحون على الحلول البديلة، وهذا في نظر علماء علم النفس المختصين كفاءة عالية يميل صاحبها لتحقيق أعلى الدرجات في اختبارات الذكاء؛ كونهم يبحثون عن حلول بديلة، ويقدرون الدليل بشكل عادل، ومن ثم فإن العقل الذكي يتميز بنفور قوي من تقبل الأشياء دون تمحيص، مما يجعله متمسكاً بمعتقداته، حتى يتوفر الدليل على غيرها.
5- يحبون صحبتهم الخاصة.
يشير ( ديبانكر تريهان (Dipankar Trehan، إلى أن الأشخاص ذوو الذكاء المرتفع يميلون إلى الإيمان بالفردية بشكل كبير ومثير للاهتمام، وتقول دراسة بحثية إن أصحاب الذكاء المرتفع، يحصلون على رضا أقل بالمقارنة مع معظم الناس عند الاختلاط مع الأصدقاء.
6- القدرة العالية على ضبط النفس.
يقول زهير علي إن الأشخاص الأذكياء لديهم قدرة عالية على الاندفاع، من خلال التخطيط ووضع الأهداف واستكشاف الاستراتيجيات البديلة، والنظر في العواقب قبل حدوثها، وقد وجد العلماء رابطاً بين ضبط النفس والذكاء في دراسة أجريت عام 2009م، يقوم المشاركون في هذه الدراسة بالاختيار بين جائزتين ماليتين، الأولى: صغيرة تسلم مباشرة، والثانية: كبيرة تسلم في وقت لاحق، تقول النتائج التي ظهرت في وقت لاحق إن المشاركين الذين اختاروا الجائزة الكبيرة التي تسلم فيما بعد يملكون قدرةً عاليةً على ضبط النفس، وقد حققوا أ على النتائج في اختبارات الذكاء، والسبب وراء ذلك – وفق رأي الباحثين- أن هناك منطقة في الدماغ (الفص الجبهي الأمامي) ربما تلعب دوراً مهمّاً في مساعدة الأشخاص على حل مشكلاتهم الصعبة، ومنحهم القدرة على ضبط النفس خلال السعي وراء الأهداف.
7- قدرتهم على الإمتاع.
تشير أدفيتا بيهاني إلى أن الأشخاص ذوي الذكاء المرتفع يتمتعون بحس فكاهة عال. يجمع العلماء على ذلك.
وجدت دراسة بأن الأشخاص الذين يكتبون مقاطع أفلام الكرتون المضحكة، حققوا نتائج عالية في مقاييس الذكاء الشفهي.
دراسة أخرى وجدت أن ممثلي الكوميديا المحترفين حصلوا على درجات أعلى من المعدل في مقياس الذكاء الشفهي.
8- علوُّ الحس تجاه تجارب الآخرين.
يتمكن الأشخاص أصحاب الذكاء العالي من الشعور بالتمام بما يفكر الشخص الآخر أو يشعر به، ويعتقد بعض علماء النفس أن التعاطف المتناغم مع حاجات الآخرين ومشاعرهم، الذي يحدث بطريقة حساسة لتلك الحاجات، هو المكون الأساس للذكاء العاطفي، فالأفراد ذوو الذكاء العاطفي، لديهم اهتمام كبير بالتحدث لأشخاص جدد والتعرف إليهم.
9- قدرتهم على ربط المفاهيم غير ذات الصلة ببعضها البعض.
وفق ما اقترحه مستخدمو موقع كورا، إن الأشخاص أصحاب الذكاء العالي، قادرون على رؤية أنماط لا يستطيع الآخرون رؤيتها؛ لقدرتهم على المقارنة بين الأفكار المنفصلة.
10- كثرة المماطلة.
يقول ماهيش كارغوتي: إنه من المحتمل أن يماطل الأذكياء في أداء مهامهم اليومية؛ بسبب أنهم يعملون بشكل رئيسي على أمور أكثر أهمية، وهذا افتراض مثير للاهتمام، وليس بالغريب المفاجئ، مقارنة بما يقوله بعض العلماء: بأن الأذكياء يماطلون حتى في الأشياء ذات المغزى، ويقترح أحد أخصاء علماء علم النفس، أن المماطلة هي مفتاح الإبداع، وهي استراتيجية يتبعها (ستيف جوبز).
11- التأمل في الأسئلة الكبيرة.
لا ينفك الشخص الذكي من الاندهاش المستمر والمتكرر حول الكون ومعنى الحياة، ولا يبرح سائلاً على الدوام: ( ماهي بداية كل شيء؟)، ويمكن في هذه الحالة عدُّ الارتباك الوجودي سبباً لاحتمال كثرة القلق عندهم، وتبقى لديهم القدرة الأفضل على النظر في المواقف من زوايا مختلفة، وهذا يعني أنهم دائماً على وعي بأن الأمور يمكن أن تذهب سدىً، ويوجد هناك احتمال آخر لسبب قلقهم هذا، وهو أنه ربما ينشأ من كونهم ينظرون في تجاربهم ويتساءلون: لمَ عناء المضي بها في المقام الأول؟
المصدر: أنا أصدق العلم