توصلت دراسة حديثة إلى أن التوحد هو نسخة متطرفة من "العقل الذكري"، مما يعقد قراءة مشاعر الآخرين. ووجدت الدراسة التي تعد الأكبر في العالم، تماثلاً مذهلاً بين التوحد وسمات الذكورة، حيث أن الرجال يشبهون المصابين بالتوحد، بأنهم عادةً ما يكونون أدنى إحساساً بالمشاعر.
وعلى عكس النساء، فإن الرجال يميلون إلى أن يكونوا أكثر اضطراباً في المواقف الاجتماعية، وأقل إدراكاً اجتماعياً وقد يفشلون في فهم تسببهم بالإساءة.
وحلل الباحثون في جامعة كامبريدج السمات الشخصية لأكثر من مليون رجل وامرأة، ووجدوا أن الرجال والمصابين بالتوحد كانوا أكثر "منهجية" من "التعاطف".
وخلص الباحثون إلى أن حالة التوحد قد تعني وجود "دماغ ذكري" متطرف، وهذا الدماغ الذكري ينتشر بشكل أكبر لدى أولئك الذين يعملون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويمكن أن يفسر سبب إصابة الذكور بالتوحد أكثر من الإناث بنحو مرتين أو ثلاث مرات.
واقترح البروفيسور سايمون بارون كوهين، مدير مركز أبحاث التوحد في كامبريدج، نظرية الدماغ المتطرفة للذكور في تفسير التوحد، قبل عقدين من الزمن، مما يوحي بأن الرجال كانوا أفضل في "المنهجية" من خلال إيجاد أنماط وقواعد، في حين كانت النساء أفضل في التعاطف.
وبصفته مؤلفاً رئيسيا للدراسة الجديدة، قال كوهين إن النتائج الجديدة "تدعم بشكل قوي النظرية القائلة بأن التوحد ينشأ كنسخة متطرفة من دماغ الذكور".
وأجريت الدراسة الحديثة على 671606 أشخاص أجابوا عن أسئلة برنامج يدعى "هل أنت مصاب بالتوحد؟" عبر موقع "channel 4" على الإنترنت، وسجلت 40% من النساء نسبة عالية من التعاطف، مقارنة بـ24% فقط لدى الرجال و13% لدى المصابين بالتوحد من الجنسين.ووجد الباحثون أن أكثر من نصف المصابين بالتوحد لديهم هذه السمات الشخصية المتطرفة، بناء على دراسة تابعت أكثر من 14 ألف مصاب بالتوحد.وجاءت هذه الدراسة في أعقاب بحث سابق يربط الإصابة بالتوحد بالتعرض المفرط لهرمون التستوستيرون الذكري في الرحم.
المصدر: ديلي ميل