هل انتهى عصر الأموال النقدية؟
هلا لاحظت ازدياداً في استخدام البطاقات أو التطبيقات الهاتفية بدرجة أكبر من الأموال النقدية خلال الأعوام الماضية؟
تنتشر هذه الظاهرة في دول أخرى حول العالم، فالأموال النقدية في الصين في طريقها إلى الاندثار، وخاصة بعد مضاعفة نسبة الدفع عبر الهواتف خلال العام الماضي، واتبعت السويد المسار ذاته بمعدلات متزايدة خلال الأعوام الماضية، ويتوقع الخبراء أن تتخلى السويد عن الأموال النقدية تماماً بعد فترة زمنية قصيرة.
يعتقد الباحثان نيكلاس آرفيدسون من المعهد الملكي للتقنية وجوناس هيدمان من كلية الاقتصاد في جامعة كوبنهاغن أن الأموال النقدية في السويد قد تتحول إلى رقمية تماماً خلال الأعوام القادمة، وسيكف تجار التجزئة السويدييون عن استخدام الأموال النقدية بحلول العام 2023 على أفضل تقدير.
وكشف استطلاع لآراء تجار التجزئة أنهم قد يتوقفون عن قبول الأموال النقدية بحلول العام 2025، وعلى الرغم من أن تجار التجزئة الذين يقبلون الأموال النقدية حالياً تصل نسبتهم إلى 97%، فإن نسبة المعاملات المالية التي تجرى فعلياً بواسطة الأموال النقدية تعادل فقط18%.
بطاقات أم هواتف ذكية؟
تجدر الإشارة إلى أن الدفعات المسددة عبر التطبيقات الهاتفية لا تمتلك مساهمة كبيرة على العكس من بطاقات الائتمان وبطاقات السحب، والتي تستقطب الحصة الأكبر من الأموال، فلا تشكل المبالغ المدفوعة عبر التطبيقات الهاتفية سوى 0.4%، ولم يتضح بعد سبب عزوف مستخدمي الهواتف عن سداد الأموال باستخدامها. ووفقاً لنيكلاس؛ يشعر الأشخاص عموماً براحة عند الدفع بوسائل رقمية، وإن لم يشاهدوا الأموال تغادر محافظهم.
وأضاف نيكلاس «إننا دولة صغيرة شهدت ديمقراطية مستقرة جداً لفترة طويلة، ولا مشكلة في أن تصبح أموالنا مرئية فقط عبر موقع إلكتروني نثق به.»
يلعب المستهلكون دوراً كبيراً في التغيير، ومع ذلك تسعى البنوك جاهدة لدفعهم بعيداً عن الأموال النقدية رغبة منهم في التقليل من مخاطر جرائم السرقة، ويشاطرهم تجار التجزئة الشعور ذاته.
وقالت مديرة مخبز تدعى فيكتوريا نيلسون في حوار أجرته مع قناة «بي بي سي» في سبتمبر/أيلول «نسعى للتخلي عن الأموال النقدية بهدف الحد من مخاطر السرقات، فضلاً عن أن الدفع الإلكتروني يتيح سرعة أكبر، كما يبدي المستهلكون تفاعلاً إيجابياً معه.»
المصادر: Computer Sweden, BBC