يعاني مرضى الداء السكري من الشعور الدائم بالعطش الزائد (Polydipsia), بالإضافة لشعور العطش يشعر المرضى أيضاً بالنهم المفرط (polyphagia) والجوع الزائد, ويعاني المرضى كذلك من التبول المتكرر الزائد (polyuria).
وترجع الآلية بذلك بسبب زيادة نسبة السكر في الدم الذي يترافق في نفس الوقت بإنخفاض في نسبة السكر في أعضاء الجسم بسبب قلة هرمون الانسولين الذي يوزع السكر للأعضاء, لذلك فان الدماغ يترجم حالة الجسم بالجوع فيزداد الشعور بالجوع الزائد. وبسبب زيادة السكر المفرطة في الدم فإن السوائل تنتقل من الأعضاء الى الدم فيقوم الدماغ بترجمة ذلك وكان الجسم في حالة ارتواء زائد فيعطي أوامره للكلى لتتخلص من السوائل بالتبول الزائد بالرغم من حاجة الجسم لها مما يؤدي إلى الشعور بالعطش الزائد نتيجة جفاف بالاعضاء الحيوية وهكذا تدور الحلقة المفرغة.
كذلك الشعور بالعطش الشديد قد يكون أحد أعراض عدم انضباط تعامل أعضاء الجسم مع السكري، أي نتيجة لارتفاع نسبة السكر في الدم. والسبب أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يعني ارتفاع كمية السكر التي تصل إلى عمليات التصفية والتنقية، التي تجري طبيعياً في الكلى. وعادةً ما تحاول الكلى جهدها في منع تسرب السكر مع سائل البول الخارج من الكلى، نتيجة عملية تصفية الدم، لكن قدرتها محدودة حال ارتفاع نسبة السكر في الدم، حيث تبدأ الكلية بطرح السكر بالبول اذا وصل السكر بالدم مستوى ١٨٠ملغ/دل وهو ما يُطلق عليه اسم "العتبة الكلوية".
وهو الأمر الذي يؤدي إلى وجود كميات عالية من السكر في البول. ولأسباب فيزولوجية معقدة، لا تستطيع الكلى السماح للبول بالخروج منها حال تشبعه بالسكر، إلا مع إفراز كميات عالية من الماء. وزيادة كميات البول يعقبها حصول زيادة الشعور بالعطش، والرغبة في شرب الماء لتعويض النقص في ماء الجسم.