كثير منا يعاني من النسيان ويقوم بتوجيه أصابع الاتهام مباشرةً إلى ذاكرته التي يتهمها بالضعف بشكل مستمر.
يبدو أن الموضوع يحتاج لوقف، ولتغيير بعض المفاهيم الخاطئة عن الذاكرة المظلومة دائماً.
1- التوتر
الهرمون المسؤول عن زيادة التوتر في جسم الإنسان هو هرمون “الكورتيزول”، والذي يتم إفرازه من الغدة الكظرية كرد فعل على مشاعر الخوف والقلق والغضب وغيرها، مما يحفز من ميكانيزمات الجسم الدفاعية.
ما اكتشفه العلم حديثاً هو أن هرمون الكورتيزول يؤثر بالسلب على الذاكرة ويتسبب في قلة القدرة على استرجاع الذكريات.
الحل لهذه المشكلة يكمن في قيام الإنسان بالتمارين الخاصة بالاسترخاء مثل اليوغا وغيرها، والتي لها تأثير مضاد لهذا الهرمون عبر تقليل إفرازه والعمل على زيادة القدرة على التركيز.
من الأمور الأخرى التي تؤدي للاسترخاء هو التحدث مع شخص تحبه أو الركض لمسافات طويلة أو الجلوس في أماكن تحبها ولك فيها ذكريات إيجابية.
2- القيلولة
الإنسان يحتاج إلى 45 دقيقة فقط من القيلولة كي يستعيد كامل نشاطه وقدرته على استعادة الذكريات والمعلومات من الذاكرة.
3- التمارين الرياضية
دماغ الإنسان يحتوي على الكثير والكثير من الشعيرات الدموية.
التمارين الرياضية تؤدي إلى زيادة عدد دقات القلب وتقوم بتنشيط حركة الدورة الدموية إلى الدماغ فيصل المزيد من الغذاء والأكسجين.
هذا الأمر ينشط من ذاكرتك بشكل ملحوظ.
4- الحب من أول نظرة
في كل مرة تقوم باسترجاع ذاكرتك، فإنك تقوم بإعادة كتابتها باستخدام المعلومات الحالية لتناسب الوقت الحاضر الذي تعيش فيه أنت حالياً.
هذا الأمر جعل علماء من جامعة نورث وسترن يعتقدون بأن “الحب من النظرة الأولى” ما هو إلا خدعة ماكرة من الذاكرة.
الباحثون قاموا بتجربة لطيفة لتوضيح هذا الأمر.
تم إحضار مجموعة من المتطوعين لاختبارهم بتذكر موقع جسم ما على شاشة الكمبيوتر. عندما يتم تغيير الخلفية الموجودة على شاشة الكمبيوتر فإن المتطوعين دائماً ما يختارون موقعاً خاطئاً.
عندما يحاول المتطوعون مرة أخرى فإنهم يقومون باختيار نفس المكان الخاطئ.
ما الذي حدث؟
الذاكرة قامت بإعادة تكييف المعلومات الجديدة حتى ولو كانت خاطئة.
5- وجبة الإفطار
هي إحدى أهم الوجبات بالنسبة لذاكرة الإنسان.
وجبة الإفطار المتكاملة تتميز باحتوائها على كميات جيدة من النشويات المعقدة والسكريات البسيطة التي تعتبر الغذاء الأول للدماغ.
عندما تكون وجبة الإفطار بسيطة فإن هذا لا يسبب سحب كميات كبيرة من الدم باتجاه الجهاز الهضمي؛ مما يجعل الدورة الدموية تسير بمعدلها الطبيعي خصوصاً في الدماغ.
الوجبات الثقيلة تسبب سحب كمية من الدماء من الدماغ باتجاه الجهاز الهضمي مما يسبب قلة التركيز.
لاحظ ما يحدث لذاكرتك بعد وجبة الغداء مثلاً.
6- النسيان أولاً
المتعارف عليه بين الناس هو أنك إذا ما أردت تذكر شيء ما فعليك بتكراره وجعله في صورة طازجة بدماغك.
أحدث الأبحاث أشارت إلى خطأ هذا الأمر.
فأنت تحتاج إلى نسيان جزء جديد من المعلومات في مستوى معين قبل أن تتذكره، وذلك من أجل أن تقوي ذاكرتك تجاه هذا الأمر.
بمعنى آخر فنسيانك أمر ما لبعض الوقت يفيدك في تقوية ذاكرتك تجاهه.
7- كيف يتذكرنك النساء؟
العلماء في جامعية أبردين أشاروا إلى أن الرجل الذي يريد أن تتذكره النساء عليه بأن يتحدث بصوت منخفض النبرة.
النساء يفضلن جدًّا هذه النوعية من الأصوات حتى أنهن يتذكرن ما تم تقديمه لهن عبر رجل يتميز بصوت ذي نبرة منخفضة عميقة.
النساء أيضاً يتذكرن الرجال غير الوسيمين أكثر من الرجال الوسيمين، خصوصاً إذا ما كان الرجال الوسيمون لا يملكون بعض المواصفات الجسدية مثل الأعين الكبيرة.
8- كبر السن
على عكس ما يعتقده الكثيرون فإن تقدم السن يعطي الدماغ قدرة أكبر على استعمال مخزونه من المعرفة والخبرات والمعلومات التي يخزنها.
هذه القدرة تزداد بشكل ملحوظ عند بلوغ سن الستينات والسبعينات.
يختلف الشباب عن الكبار في أمر معين. فالشباب يمتلكون القدرة على معالجة الأفكار بسرعة أكبر، بينما الكبار يستطيعون الوصول للاستنتاجات بصورة مختصرة.
هذه الصورة المختصرة للاستنتاجات هي ما نطلق عليه اسم “الحكمة” عند كبار السن.
9- الرجال والنساء
من الطبيعي أن تتراجع الذاكرة بعض الشيء مع مرور الزمن نتيجة ضعف أجهزة الجسم المختلفة خصوصاً الجهاز الدوري.
الدراسات أوضحت أن تراجع الذاكرة عند الرجال يتم بصورة أكبر من تلك عند النساء.
الدراسات أوضحت أن النساء لهن القدرة على التذكر أكثر من الرجال بغض النظر عن العمر خصوصاً في الأمور التي تتعلق بالتواريخ والأسماء والمخططات.
هذا الأمر يفسره لنا قدرة النساء على التركيز على أكثر من عمل في نفس الوقت بخلاف الرجل الذي يركز على عمل واحد في الوقت الواحد.
10- رواية القصص
ربط ذكريات معينة بقصص وروايات تحكيها لنفسك من الذاكرة يساعدك على تذكر هذه الذكريات بسرعة أكبر وأسرع.
هذا الأمر يعود – طبقاً للعلماء- إلى تصميم العقل البشري.
11- المشاعر
هناك جزء ليس بالقليل من ذكرياتنا تتعلق بمشاعر معينة.
نوع المشاعر المرتبط بهذه الذكريات يؤثر على طريقة تذكرها. فالذكريات الأليمة غالباً ما تقوم الذاكرة بحجبها وتوهمنا بنسيانها كأحد الميكانيزمات الدفاعية التي تحمينا من الشعور بالأمل.
هناك بعض الأمور التي نذكرها على أنها أفضل وأجمل مما هي عليه أصلاً نتيجة أنها ارتبطت بمشاعر إيجابية.
12- الصورة
الأمر بسيط.
كلما أرفقت المعلومات المكتوبة بصور كلما كانت قدرة الذاكرة على استيعابها وحفظها أكثر سهولة.
الذاكرة تتعاظم قدرتها بشكل ملحوظ عند التعامل مع المعلومات المرئية.
13- البيئة الهادئة
البعض يقسم أنه يستطيع أن يكتب ويؤلف بشكل أفضل في إحدى الكافيتريات عن غرفته الهادئة في المنزل.
يبدو أن هذا الأمر صحيح بالفعل. فالدراسات الحديثة تشير إلى أن الذاكرة تزداد قدرتها على استعادة المعلومات إذا ما توفرت لها بيئة ليست هادئة ذلك الهدوء القاتل، وإنما بها بعض الهمهمات ذات الأصوات المنخفضة.
14- الرؤية المسبقة حقيقة
أو ما يطلق عليه “دي جافو”.
في بعض الأحيان نصاب بالدهشة البالغة عند رؤية موقف ما نشعر أننا رأيناه مسبقاً.
هذا الأمر يتم تفسيره على أنه رد فعل طبيعي نتيجة استرجاع ذكرى قوية مرتبطة بمكان معين. تقوم الذاكرة هنا بإعادة استرجاع الموقف القديم ليشعر الإنسان وكأنه في الموقف السابق نفسه.
15- الثلاثينيات
لا تقلق إذا ما لاحظت أن هناك تراجعاً في قدرتك على التذكر عند الدخول لسن الثلاثينيات. فمن الطبيعي أن تتراجع قدرتك هذه بشكل سريع في تلك المرحلة العمرية.
في هذا السن غالباً ما يجد الإنسان نفسه مشغولاً بالكثير من الأمور في نفس الوقت مما يبطئ من قدرته على التذكر السريع.
16- الجوع
عندما نجوع فإن تركيزنا وقدرتنا على التذكر تقل. هذه إحدى المسلمات التي يعتقد بها الكثير من الناس.
علماء جامعة ييل الأمريكية تمكنوا من نفي هذه المسلمة، حيث أوضحت دراستهم أن الجوع يقوي الذاكرة ويساعد على استرجاع المعلومات.
التفسير العلمي لهذا الأمر يعود إلى أن هرمون الجوع المسمى “جريلين” يستطيع زيادة عدد الموصلات العصبية في منطقة الدماغ مما ينشط المستقبلات العصبية.
بالطبع نحن نتحدث هنا على الجوع الطبيعي والبسيط وليس لحد المجاعة.
17- التسويف
كثير ما يصيبنا الإحباط نتيجة قيامنا بتأجيل القيام بعمل ما ثم ننساه.
العلم الحديث يخبرنا أن التسويف ليس سيئاً دائماً. فالقيام بتأجيل بعض الأمور في بعض الأحيان يسمح للعقل اللاواعي بالعمل على إنتاج أفكار أكثر بشأنها، وبالتالي قد تخلق أفكاراً أكثر إبداعية.
ألا تلاحظ أنك تحظى بالكثير من الأفكار المبدعة خلال النوم أو خلال فترة الاستحمام؟!
المصدر: ساسة بوست