الإنسولين "Insulin " هو الهرمون المسؤول عن مساعدة خلايا الجسم على امتصاصِ الغلوكوز، وبالتالي المحافظةِ على مستوياتٍ متوازنةٍ لسكرِ الدم. وعلى الرّغم من أنَّ الغلوكوز مصدرٌ حيويٌ يمدَّ الجسم بالطاقة، إلّا أن العديد من خلايا الجسم لا تستطيع امتصاصَه من تلقاءِ نفسها، وتخضع هذه العمليةُ لمقاومةِ الإنسولين التي تجعلُ من امتصاصِهِ أمراَ صعباً، ويؤثّر بصورةٍ سلبيةٍ على العضلاتِ والنسيج الشحمي والكبد، كما تؤدّي بمرور الوقتِ إلى ارتفاع مستويات سكر الدم وأذيّةِ الخلايا، وأخيراً داءِ السكري من النوع الثاني.
تخضع جميعُ هذه الحالات إلى تأثيرِ نمطِ الحياة والنظام الغذائي، ولذا فإنَّ تغييرهما نحو الأفضل يقلّلُ من مقاومة الإنسولين مخفّضاً بذلك من خطرِ الإصابةِ بداءِ السكري من النوع الثاني والمشاكل الصحية المتعلقة به. وإليكم بعض النصائح والإرشادات المتعلقة بالنظام الغذائي والتي تزيد حساسيةَ الخلايا للإنسولين:
عند التفكير بالنظم الغذائية الصحية، يتبادرُ إلى أذهاننا النظام الغذائي المتوسّطي، والذي يسود في دولِ حوص المتوسط وفي مقدّمتِها سورية. ويتضمن هذا النظام تناولَ الكثير من الأطعمة النباتية الموسمية، والاعتمادَ على زيت الزيتون كمصدرٍ رئيسيٍ للدهون، بالإضافةِ لتناولِ الفواكه بدلاً من الحلويات بعد الطعام،. كما يُركّز هذا النظام على ضرورةِ تناولِ الأسماك والدواجن ومشتقات
الحليب باعتدالٍ مع كميةٍ قليلةٍ جداً من اللحوم الحمراء والنبيذ خلال الوجبات.
من جهةٍ أخرى، نجد أن تناولَ الأطعمةِ ذاتِ المؤشّرِ الغلايسيميّ المنخفض يعدّ من أهمِ أساليب علاجِ مقاومة الإنسولين. إذ تُهضم هذه الأطعمةُ ببطءٍ دونَ التسبّبِ ارتفاعٍ مفاجئٍ في سكر الدم. فالنشويات مثلاً تمتلك مؤشراً غلايسيمياً مرتفعاً يسبب ارتفاعاً سكرِ الدم الذي يدفعُ بدورِه البنكرياسَ على إنتاج كميةٍ أكبرَ من الإنسولين. وبذلك فإنّ تناول الأطعمة منخفضةِ المؤشر الغلايسيميّ يمثّل طريقةً جيدةً للحفاظِ على مستوياتٍ متوازنةٍ لسكر الدم.
وعن دورِ الأليافِ الغذائية والعناصر المعدنية (كالمغنيزيوم والكالسيوم والبوتاسيوم)، فإنّها تمتلكُ فعاليةً في المحافظةِ على مستوياتٍ منخفضةٍ من سكر الدم، ولذلك يُنصح الأفراد الذين يعانون من مقاومة الإنسولين بالإكثار من الأغذية الغنيةِ بهذه المكونات.
الأطعمةِ التي تُساعد زيادة الحساسية للإنسولين، والتي يُنصح باستهلاكِها بكثرة:
نذكرُ منها:
* الخضارُ غيرُ النشوية، مثل البروكلي والفليفلة.
* الأطعمةُ الغنية بالألياف، كالفاصولياء والحبوبِ الكاملة.
* الأطعمةُ الغنية بالبروتين، بما في ذلك اللحومُ الخاليةُ من الدهون، والأسماكُ، والمكسرات.
* لأطعمةُ الغنية بالأحماض الدهنية من نوعِ أوميغا-3، مثل السلمون.
* الأطعمةُ المضادة للأكسدة، مثل التوت بأنوعِهِ المختلفة.
* البطاطا الحلوة، والتي تتميز عن البطاطا العاديةِ بانخفاضِ مؤشر سكرِ الدم (المؤشرِ الغلايسيميّ) لها.
* الاعتمادُ على الماء بديلاً عن المشروباتِ المحلّاة.
* الشاي غيرُ المحلّى بأنواعه.
الأطعمةُ التي يجدر بالمريض الامتناعُ عنها أو استهلاكُها بكمياتٍ محددّة:
نذكرُ منها:
* المشروباتُ المحلاة، بما في ذلك عصائرُ الفاكهة والصودا.
* الحبوبُ المكررة وفي بعضِ الأحيان الحبوبُ الكاملةُ أيضاً، إذ يمكن لها أن تُفاقم حساسيةَ الإنسولين عند البعض.
* الخضارُ النشوية، مثل البطاطا، والقرع، والذرة.
* الوجباتُ الخفيفةُ المصنّعةُ والمعبّأة.
* الحلويات الغنيةُ بالسكر مثل الكب كيك، والبوظة، وألواحِ الشوكولا.
* الخبزُ الأبيض، والأرزُ، والمعكرونة، والطحين الأبيض.
* مشتقاتُ الألبان البقرية، وخاصةً الحليب.
* جميعُ أنواعِ الأطعمةِ المقلية، وتلكَ الغنية بالدهون المشبعة كالزبدة واللحوم القدّدة والمملحة.
بالإضافة لما سبق، يعدُّ التمرينُ اليومي عاملاً مهماً في تحسّن مقاومةِ الإنسولين، وتقليلِ خطرِ الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراضِ القلب والأوعيةِ الدموية وغيرها من المشاكلِ الصحية المستقبلية.
المصادر: الباحثون السوريون