هل تشعر ببعض الكسل اليوم؟ ربما يفيدك هذا الدواء.
دواء يدعى مودافينيل «Modafinil» وهو شائع الاستخدام لعلاج المصابين باضطراب «النوم القهري» «Narcolepsy»، لكن أغلب الظن أن الغالبية العظمى من مستخدمي هذا الدواء يتعاطونه لأغراض أخرى لم ينصح بها طبيّاً: مثل تعزيز الحس الإدراكي العام لأداء المهام كالدراسة أو مواجهة التحديات بالشكل المطلوب.
الآن، بحثٌ شامل ومفصل يقوم بالبحث في هذا الاستخدام “غير المصرح به” لهذا الدواء من قبل الأشخاص الأصحاء، الذين لا يعانون من الحرمان من النوم، لتحديد فيما إذا كان «مودافينيل» آمناً -وللتأكد ما إذا كان الاعتقاد حول كونه “عقار ذكاء” له أساس من الصحة على أرض الواقع أم لا.
طبقاً لباحثين من جامعة أوكسفورد «University of Oxford» في المملكة المتحدة و كلية الطب في جامعة هارفارد «Harvard Medical School» في الولايات المتحدة، فإن عقار «مودافينيل» يؤدي كلا الوظيفتين، وتم وضع أساس لما يُعتقد بأنه أول عقار آمن للذكاء، والذي يقدم فوائد إدراكية وتركيزية قابلة للإثبات. بمعنى آخر، قوة عقلية في حبة دواء.
قيّم الفريق جميع الأبحاث المطبوعة حول تأثير «مودافينيل» على تعزيز الحس الإدراكي، بالنظر إلى 24 صفحة درست تأثير الدواء على مهام كالتخطيط، واتخاذ القرارات، والذاكرة، والتعلّم، والإبداع. تم نشر النتائج في صحيفة «European Neuropsychopharmacology»، أظهرت النتائج أن «مودافينيل» قام حقّاً بتقديم منافع إدراكية، على الرغم من الاختلافات تبعاً للمهمة المعطاة.
وحسب الدراسة، فإنّ «مودافينيل» لا يقوم بتحسين ذاكرتنا أو مرونة الأفكار لدينا، لكنه يفيد مقدرتنا على اتخاذ القرارات والتخطيط -«وظائف الدماغ العليا التي تعتمد على مساهمة عدة عمليات ادراكية بسيطة»، كما قال المؤلف المشارك «Ruairidh McLennan Battleday» في بيان صحفي.
ولحسن الحظ، لم يظهر الدواء سوى القليل من الآثار الجانبية، مع أخذ70% من الدراسات بالحسبان آثاره على المزاج مشيرة إلى أنّ الأعراض الجانبية بشكل عام قليلة جداً.
«على الرغم من الأعراض الجانبية القليلة والتي يمكن محوها في هذه البيئة المتحكم بها، يمكن اعتبار «مودافينيل» كمعزز للحس الإدراكي» كما قالت المؤلفة المشاركة آنا كاثرين بريم «Anna-Katharine Brem».
إنّ اكتشاف «مودافينيل» كأول نموذج لـ «عقار ذكاء» يستطيع تحسين الوظائف الدماغية العليا لدى الناس من الطبيعي أن يكون محط جدل وخلاف. ففي حين أن الدواء «المحسن للمقدرة العقلية» لم يتم وصفه لأي غرض عام كهذا -ومن غير المحتمل أن يتغير ذلك في المستقبل القريب- فالحقيقة هي أن وجود عقار مثبت لتعزيز القدرة العقلية يطرح العديد من الأسئلة المثيرة للاهتمام.
حسب قول غاي غودوين «Guy Goodwin»، رئيس كلية European College of Neuropsychopharmacology، والذي لم يشارك في هذا البحث: «مناقشة أخلاقية سابقة حول بعض هذه العوامل، افترضت وجود تأثيرات كثيرة لهذا العقار قبل أن نوضح إذا ما كان بالفعل بهذا التأثير.
إذا كان هذا صحيحاً، فالتحديث الحالي يشير إلى أن الجدل الأخلاقي أمر واقعي.
كيف يمكننا تصنيف، أو التغاضي عن، أو إدانة دواء يعزز الأداء الإنساني في حال عدم وجود خللٍ إدراكي موجودٍ مسبقاً؟».
نصيحة: تعاطي هكذا عقاقير من دون استشارة الطبيب يشكل خطراً على حياتك ! هذه الدراسة على الرغم من علميتها، لم تؤدّ بعد الى اعتماد رسمي للدواء من اجل الغاية المذكورة أعلاه، فقد وجب التنويه !
المصدر: أنا أصدق العلم