خطبٌ مريب
يقوم علماء من معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST) بتطوير حساسات حيوية تستطيع شم علامات جزيئية معينة كأداة مساعدة في التشخيص الطبي. قام الأستاذ إيل دو كيم من قسم علم المواد وهندستها في KAIST بقيادة البحث الذي قد يمكن هذه التقنية من العمل مع الهواتف الذكية، الساعات الذكية والأجهزة الأخرى المنتشرة بشكلٍ كبير.
تكمن الفكرة في استخدام أنصاف نواقل صغيرة مصنّعة من الألياف النانوية لأكاسيد معدنية كمصفوفات للحساس؛ تُصمم هذه الأجهزة لأعلى امتصاصية ممكنةٍ للغاز، مما يسمح لها بتحليل "مركباتٍ عضوية متطايرة" (VOCs) تخرج مع زفير الإنسان. إن الكشف عن هذه العلامات الكيميائية سيعني تشخيصاً مبكراً لأمراض محددة، أي ميزةً قد تسمح بإنقاذ حياة المرضى.
تسجل مصفوفات الحساس على سبيل المثال وجود المركبات العضوية المتطايرة الخاصة بالأسيتون، كبريتيد الهيدروجين، النشادر والتولوين، والتي قد تكون مؤشراً على وجود مرض السكري، رائحة الفم المزعجة، القصور الكلوي وسرطان الرئة.
نعم يجب على أي شخص يرى أن رائحة نَفَسه تشابه الاسيتون، كبريتيد الهيدروجين أو النشادر أن يكون قلقاً حول ذلك، ولكن الفكرة أن هذه التقنية فائقة الحساسية تستطيع الكشف عن حتى أثر المؤشرات الحيوية.
ومن خلال تحليل الغازات التي تنشأ عند الحاجز النسيجي بين الدم والرئة، تقدم هذه التقنية نافذة هامة على صحة المريض ويمكن توسعتها لتتحسس مجال واسع من الأمراض.
خذه معك أينما تذهب
إن هذه التقنية غير مكلفة ويمكن دمجها في أجهزة ذكية موجودة مسبقاً، وهذه ميزة جيدة لأنها تعني تشخيص في الزمن الحقيقي للمرضى - لا حاجة إلى انتظار طويل يجلب التوتر. وإلى جانب التخفيف من قلق المريض فهذا يعني أيضاً تشخيص ميداني سريع، والذي قد يكون هاماً في التعرف والتحرّك ضد انتشار الأمراض ووباءات مختلفة.
ويقول الأستاذ كيم، "إن تقنية هذا الحساس متوافقة مع أنماط مختلفة من الهواتف الذكية، الأجهزة الالكترونية القابلة للارتداء، والأجهزة الطبية، كما أنها تملك تطبيقات لاستخدامات غير طبية."
على سبيل المثال، يمكن استخدامها للكشف عن المواد الكيميائية الخطرة، أو التراكيز الزائدة للغازات السامة سواء في المعامل أو المنازل.