هل شعرت يوما بتعب كبير، وبدأ الشعر عندك يتساقط والجلد يجف أو يتقشر، وصرت تعاني من جوع مفاجئ أو زيادة أو نقصان في الوزن بشكل غير طبيعي؟ كل هذه الأعراض قد تكون إشارات لخلل في عمل الغدة الدرقية.
تعد الغدة الدرقية "Thyroid Gland" واحدة من أشهر الغدد الصماء في الجسم، تتواجد هذه الغدة التي تبدو على شكل فراشة في مقدمة الرقبة فوق القصبة الهوائية.
هرمونات الغدة الدرقية
تفرز الغدة الدرقية مجموعتين من الهرمونات:
* المجموعة الأولى, هي عائلة الثيروكسين (T3-T4):
تؤدي هذه المجموعة من الهرمونات العديد من الوظائف البيولوجية، لكن الوظيفة الرئيسية تظل التحكم في معدل الأيض (التمثيل الغذائي/الاستقلاب) وإنتاج الطاقة من خلال زيادة استهلاك الأكسجين في الخلايا، وتنشيط تصنيع البروتينات والكربوهيدرات والكوليسترول. كما تساعد هذه الهرمونات في التطور العصبي أثناء النمو، وتعمل على نضج الأعضاء التناسلية وتساعد كذلك على زيادة سرعة ضربات القلب، وانقباض عضلاته.
* المجموعة الثانية, هي هرمون الكالسيتونين "Calcitonin":
يلعب هرمون الكالسيتونين دوراً في استقلاب الكالسيوم والفوسفور في الجسم، حيث يعمل على تقليل مستوى الكالسيوم والفوسفور عن طريق منع انتقاله من العظام إلى الدم، وإن كان هذا الدور قد لا يكون مؤكداً في الإنسان البالغ.
بالإضافة إلى ذلك تلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً مهماً في نمو الجسم والتطور العقلي للإنسان وحتى قبل الولادة عندما لا يزال جنيناً في بطن أمه، ولذلك يطلب الأطباء من المرأة الحامل إجراء اختبارات خاصة لمعرفة إن كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل صحيح أو لا.
آلية عمل الغدة الدرقية
تقوم الغدة الدرقية باٍنتاج الهرمونات (T4) أو (T3) التي تقوم بالاٍشراف على عملية الأيض في الجسم. كما أن هنالك نظام تغذية مرتدة (feedback) دقيق جداً الذي يقوم بالاٍشراف على اٍفراز هذه الهرمونات, حيث تقوم الغدة النخامية باٍفراز هرمون الـ (TSH) الذي يعمل على تحفيز الغدة الدرقية لاٍفراز الهرمونات (T4) و (T3).
عندما يرتفع مستوى هذه الهرمونات فوق الحد اللازم ينخفض مستوى الـ (TSH) والعكس صحيح، حيث يرتفع مستوى الـ (TSH) عند اٍنخفاض مستوى الهرمونات (T4) و (T3).
يفرز الوطاء بالدماغ (تحت المهاد "Hypothalamus") هرمون الـ (TRH) الذي يقوم بالاٍشراف على اٍفراز الـ (TSH) من الغدة النخامية.
أهم اضطرابات عمل الغدة الدرقية
1- فرط نشاط الغدة الدرقية "hyperthyroidism"
نسبةُ إصابة النساء بفرط نشاط الغدة الدرقيَّة أكبر بمقدار 10 أضعافٍ من نسبة إصابة الرجال بهذه الحالة. يبدأ ظهورُ الأعراض في معظم الحالات بعمر 20-40 عاماً، رغم أنَّها قد تبدأ بالظهور في أيِّ عمر، بما فيها مرحلةُ الطفولة.
هناك سببان رئيسان لحدوث زيادة في إفرازات الغدة الدرقية وهما حدوث تكيسات أو أورام. والسبب الثاني هو الإصابة بمرض غريفز "Graves" الذي يحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة ويسبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
أعراض الإصابة بزيادة إفرازات الغدة:
* ارتفاع كبير في نبض القلب.
* ارتفاع ضغط الدم.
* عدم الراحة النفسية.
* فقدان الوزن.
* التعرق غير الطبيعي.
* الإسهال المستمر.
* سقوط الشعر.
* الكآبة وعدم القدرة على النوم.
* سقوط الشعر.
* النزق, القلق, العصبية.
* ضخامة بالغدة الدرقية بالرقبة.
* جحوظ العينين.
العلاج:
* الثيوناميدات "thionamides": مثل كاربيمازول "carbimazole "وميثيمازول "methimazole"، وهي تعملُ على الحدِّ من إنتاج الغدَّة الدرقيَّة لكميةٍ كبيرةٍ من الهرمونات.
* العلاج باليُود المُشع "radioiodine treatment": حيث تُستَعملُ مادةٌ مشعَّةٌ تسمَّى اليود iodine تساعد على انكماش الغدَّة الدرقية، وتقلِّلُ من نشاطها (تكون كمية الأشعة التي يحتويها اليودُ صغيرةً جداً، ولا تُشكِّل خطراً على الصحَّة).
* الجراحة: قد يكون من الضروري إجراءُ عمليةٍ جراحية لتدبير عددٍ قليلٍ من الحالات، وذلك باستئصال جزءٍ من الغدَّة الدرقيَّة أو باستئصالها بالكامل، وخصوصاً عند وجود ضخامة كبيرة في الغدة الدرقيَّة.
2- قصور الغدة الدرقية "hypothyroidism"
يمكن أن يُصابَ الرجالُ والنساء بقصور الغدة الدرقية، إلاَّ أنَّه أكثرُ شيوعاً عند النساء. معظمَ الحالات تنجم إمَّا عن مهاجمة جهاز المناعة للغدَّة الدرقية، مما يؤدِّي إلى تضرُّرها، أو نتيجة إصابتها بضررٍ خلال استعمال بعض علاجات فرط نشاط الغدة الدرقية, أو سرطان الغدة الدرقية.
أعراض الإصابة بنقص إفرازات الغدة:
تكون أعراضُ قصور الغدَّة الدرقية مشابهة لأعراض الإصابة بحالاتٍ صحيَّةٍ أخرى غالباً، وهي تحدث ببطءٍ عادةً، لذلك قد لا يُلاحظُ الشخص حدوثَ تلك الأعراض إلاَّ بعد مرور سنوات. تكون أعراضُ قصور الغدَّة الدرقية مشابهة لأعراض الإصابة بحالاتٍ صحيَّةٍ أخرى غالباً، وهي تحدث ببطءٍ عادةً، لذلك قد لا يُلاحظُ الشخص حدوثَ تلك الأعراض إلاَّ بعد مرور سنوات.
* التعب والشعور بالخمول والإعياء المستمر.
* الشعور بالبرودة وعدم تحمل الجو البارد.
* سقوط الشعر وجفاف الجلد وتقشره.
* الإمساك المزمن، وزيادة الوزن غير الطبيعية رغم ضعف الشهية.
* بطء النبض واضطراب في دقات القلب وتورم في العنق.
* بطء في التفكير وعدم القدرة على الاستنتاج.
* ضعف العضلات وعدم قدرتها على الحركة بشكل جيد.
العلاج:
ينطوي علاجُ قصور الغدة الدرقية على استعمال أقراصٍ بديلةٍ عن هرمون الغدة الدرقيَّة يوميَّاً، ويُسمَّى هذا الدواء ليفوثيروكسين "levothyroxine"، وذلك لرفع مستويات الثيروكسين. ويحتاج الشخصُ إلى استعمال هذا الدواء طوالَ حياته عادةً، إلاَّ أنَّ استعمال العلاج المناسب يُساعد الشخص على متابعة حياته بشكلٍ طبيعي وصحي.
قد يؤدي عدمُ علاج قصور الغدة الدرقيَّة إلى حدوث مضاعفات، مثل أمراض بالقلب, وتضخُّم الغدة الدرقيَّة, ومشاكل خلال الحمل, والإصابة بحالة مهدِّدة للحياة تُسمَّى غيبوبة الوذمة المخاطية "myxoedema coma" (إلاَّ أنَّها من الحالات النادرة جداً).
3- تضخم الغدة الدرقية "Goitre"
هُو تورُّمٌ في الغُدَّة الدَّرقيَّة يُؤدِّي إلى تشكُّل كُتلةٍ في مُقدِّمة العُنق، تتحرَّك صُعوداً ونُزولاً عند البَلع. يُمكن أن يُصابَ أيُّ إنسان بالدُّراق، ولكن تزداد هذه الفُرصُ مع التقدُّم في العُمر؛ كما تُعدُّ النِّساء أكثرَ ميلاً للإصابة بهذه الحالة أيضاً.
قد تنطوي الأعراضُ في الحالات الشديدة على:
* السُّعال.
* شُعورٌ بالشدّ أو الضِّيق في الحلق.
* تغيُّرات في الصوت، مثل خُشونة الصوت (بحَّة الصوت hoarsenes).
* صُعوبة في الابتِلاع (عُسر البلع dysphagia).
* صُعوبة في التنفُّس، حيث قد يصدر صوتٌ عالٍ (صرير stridor) عند التنفُّس.
أسباب ضخامة الغدة الدرقية:
الأسبابُ المُحتَملة لضخامة الغدة الدرقية:
* فرط نشاط الغدَّة الدَّرقيَّة .
* قُصور الغدَّة الدَّرقية.
* التغيُّرات الهرمونيَّة في أثناء البُلوغ أو الحمل أو انقطاع الطمث (سنّ اليأس).
* نقص اليُود في النِّظام الغذائيّ.
* تناوُل بعض أنواع الأدوِية، مثل الليثيوم "lithium"، وهو دواء يُستخدَم لعلاج عدد من مشاكل الصحَّة النفسية عادةً.
* التهاب الغدَّة الدرقيَّة "thyroiditis" وهاشيموتو "Hashimoto's thyroiditis".
* التعرُّض إلى الأشعَّة في أثناء العلاج الإشعاعيّ للعُنق أو الصَّدر.
* وُجود عُقيدات أو كيسات في الغدَّة الدرقية. تكون حميدةً في مُعظمها، ولكن يجب تقييمُها.
العلاج:
معالجة السبب.
تشخيص أضطرابات عمل الغدة الدرقية
1- التحاليل المخبرية:
يُعدُّ إجراءُ اختبار وظيفة الغدة الدرقيَّة الوسيلةَ الوحيدة الدقيقة لمعرفة وجود مشكلة في الغدَّة الدرقية، حيث يُجرى اختبار لعيَّنة دموية لقياس مستويات الهرمون.
التحاليل المخبرية المطلوبة:
* (TSH-T4-T3).
* (TSH-FT4-FT3): F تعني الشكل الحر من هذه الهرمونات.
تفسير نتائج التحليل:
TSH |
T4
|
T3
|
النتيجة
|
مرتفع |
طبيعي |
طبيعي |
قصور خفيف في الغدة الدرقية (قصور تحت سريري) |
مرتفع |
منخفض |
منخفض أو طبيعي |
قصور في الغدة الدرقية |
منخفض |
طبيعي |
طبيعي |
فرط خفيف في نشاط الغدة الدرقية (فرط نشاط تحت سريري) |
منخفض |
مرتفع أو طبيعي |
مرتفع أو طبيعي |
فرط في نشاط الغدة الدرقية |
منخفض |
منخفض أو طبيعي |
منخفض أو طبيعي |
حالة غير درقية, حالة نادرة من قصور الدرقية الثانوي النخامي |
الأدوية التي تؤثر على نتيجة الفحص:
* الأدوية التي تقلل من مستوى هرمون الـ (TSH): أسبيرين "aspirin"، دوبامين "dopamine"، الكورتيكوستيرويدات "corticosteroid".
* الأدوية التي تزيد من مستوى هرمون الـ (TSH): ليثيوم "lithium"، يوديد البوتاسيوم "potassium iodide".
2- الفحص بالأمواج فوق الصوتية للغدة الدرقية.
المصدر: مقال خاص بمجلة العلوم والتكنولوجيا