مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



فن صيد العسل في نيبال
2017-05-14

ترجمة

ربما تُعد عبارة “صيد العسل” غريبة على مسامعنا تماماً, فللأغلبية يعد التعبير الأعم والأكثر تداولاً هو “جمع العسل” من خلايا مستعمرات النحل. لكن الأمر مختلف تماماً في بقعة أخرى قصية من الأرض. هناك في جبال الهيمالايا، في نيبال حيث يتحول “جمع العسل” إلى “صيد العسل”، وتنقلب نزهة جمع العسل من الخلايا الخشبية إلى مغامرة خطيرة محفوفة بالمخاطر. هناك حيث الفن السامي لقتال النحل، فإما الفوز بعسله البري الثمين، أو السقوط من حالق والموت!

متدلياً على سلم من الحبال الرفيعة على جرف شاهق بجبال الهيمالايا في نيبيال الوسطى، يتحدى صيادو العسل من قبيلة غورونغ "Gurung" أسراب النحل البري الغاضب الذي يُطلق عليه اسم نحل الـ "أبيس لابوريوسا" ليفوزوا بخلايا العسل الذهبي الذي يبدو من عالم آخر للوصول إلى هذا العسل المستخرج من رحيق أزهار "الرودوديندرون Rhododendron" السامة.

صيد العسل بالنسبة لقبيلة الغورونغ يمثل تقليداً قديماً استمر لأجيال عديدة، بجذور تمتد إلى آلاف السنين بلا مبالغة! لكن للأسف، قد لا يستمر هذا التقليد طويلاً بعد.

فمع أعداد النحل البري الآخذة في التناقص، يتعرض النظام البيئي الذي يحتضن هذا الفن القديم للتهديد جراء التغير المناخي، وازدهار سوق تجارة عسل النحل البري النادر والثمين.

صيد هذا العسل هو نشاط خطير جداً وهو محفوف بإمكانية الموت, لذلك يُطلق سكان القبيلة هناك مسمياتهم على المنحدرات بأسماء الصيادين الذين لقوا حتفهم خلال حصاد العسل. يجب على صيادي قبيلة غورونغز تسلق المنحدرات الغادرة ومواجهة غضب النحل.

هذا ويتم جمع العسل مرتين في السنة، في الربيع والخريف. يبدأ الصيادون بعد استراحة الصباح بحمل حقائبهم على الظهر حاملين معهم الإمدادات الأساسية لتسلق الجرف بمساعدة حبال القنب المحلية الصنع وسلالم الخيزران فقط. و يقوم الأشخاص الذين يساعدونهم في عملهم هذا بإشعال النيران عند قيعان المنحدرات لإبعاد النحل, حيث يؤدي هذا إلى طرد عددٍ كبيرٍ منها لأن كل سرب موجود على هذه المنحدرات سينضم إلى هذا الهجوم العنيف ضد المتطفل عليها مما يعني التعرض لمدة عشرين دقيقة لاعتداء من أكثر من مائة ألف نحلة غاضبة.

المنحدرات التي يتسلقونها غالباً ما تكون طويلة وقد تصل إلى ارتفاع 300 متر.
يجمع الصيادون العسل في دلو من خلايا النحل وينُقل إلى أسفل المنحدر نزولاً إلى شخص آخر.

 

قد يستغرق 2-3 ساعات أو أكثر لمجرد حصاد واحدة من العديد من المستعمرات.

سابقاً كان الصيادون ينظمون مراسم دينية قبل جمع العسل لحماية أنفسهم من هجوم نحل العسل, أما اليوم فيحتفل السكان المحليون بعملية الصيد كمهرجان من خلال تقديم الزهور والحبوب والأغنام إلى الله. انها نوع من العبادة تهدف إلى إظهار احترام البشر للعمل الشاق من نحل العسل ومساهمتهم في بقاء البشر.

صيد العسل أصبح مصدر جذب سياحي سريعة النمو في نيبال، حيث تبلغ كلفة تجربة صيد العسل في التلال العالية من جبال الهيمالايا 250-1500 دولار أمريكي لتجربة هذا الحدث.

أما بالنسبة لسعر العسل فهو مكلف, حيث تبلغ قيمته 4 أضعاف قيمة أنواع العسل الأخرى.

وعلى الرغم من أن أزهار نبات "الرودوديندرون Rhododendron" سامة والعسل هو سام كذلك كما يوحي اسم الأزهار المُستخرج من رحيقها إلا أنه يعد من أكثر أنواع العسل رواجاً في العالم . فقد يُسبب تناول العسل تشجنات مؤلمة للذين يتناولونه بكميات كبيرة, لذلك يُؤخذ على شكل جرعات صغيرة حتى يعتاد الجسم عليه. ويباع هذا النوع من العسل بأسعار عالية وخصوصاً في اليابان والصين وكوريا الجنوبية و لكن شعب "الراي" في النيبال يفضلون عدم بيعه لاعتقادهم في قدراته العلاجية.

وعلى الرغم من أن المهام اليومية في النيبال مقسمةً بين الرجال والنساء إلا أن مهمة جمع العسل تعد عملاً تقليدياً يتوارثه الآباء من الأجداد وتقتصر المهنة على الذكور فقط.

المصور الوثائقي أندرو نيوي "Andrew Newey" انطلق مؤخراً في رحلة إستكشافية إلى تلك الأراضي القصية، حيث قضى أسبوعين كاملين مع أفراد قبائل الغورونغ لتوثيق فن صيد العسل بالطريقة التقليدية المتوارثة بينهم. والنتيجة؟ تلك الصور المدهشة والساحرة التي ترونها هنا!

فيديو لرحلة الصيد الشيقة والخطيرة:

بتمويل من الحكومة النمساوية، يقوم المركز الدولي للتنمية المتكاملة للجبال بمعالجة المشاكل الناشئة عن تسويق صيد العسل وتأثير السياحة من خلال مشروع نحل الهيمالايا. ويهدف منسقو المشروع إلى العمل مع الصيادين التقليديين للعسل للحفاظ على تقنيات الحصاد المستدامة. كما يأملون في إيجاد طريقة فعالة لتنظيم الحصاد من خلال منح التراخيص لمن لديهم معرفة وخبرة مثبتين، مما يحد من عدد الأعشاش المحصودة وينفذ نظام الغرامات والعقاب. والهدف العام هو مساعدة المجتمعات المحلية على جني الفوائد المالية من مورد محلي مع الحفاظ على أنواع النحل التي تضمن تلقيح المحاصيل والحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي على المدى الطويل.

أنظر هنا للمقال على موقع الجارديان

   
   
2019-10-22  
الوسوم: عسل - نيبال


2 عدد التعليقات
نوار العبدالله 2017-05-15 12:36 PM
صور في غاية الجمال والروعة. هذا العسل النقي 100%

كمال السيد 2017/05/15 01:23 PM
سبحان الله

 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف