مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



رجفة اليد (الرعاش)
2017-04-26

ترجمة

رجفة اليد والتي تدعى بالرعاش (Tremor) حالة صحية شائعة تصيب عدداً كبيراً من الأشخاص، هناك عدة أنواع من الرعشة والتي يتم تحديدها وفقاً لمعدل الرعشات في الثانية ووقت ظهورها. قد تظهر الرعشات في وضعيات معينة أو أثناء الراحة أو خلال حركة اليدين أو أثناء تناول الطعام أو الإمساك بأغراض مختلفة.


أنواع الرعشة

الرعشة الفيزيولوجية

لا تعد كل رعشة في اليدين مؤشراً على وجود مشكلة مرضية. إذ أن بعض الرعشات تظهر نتيجة لسبب فيزيولوجي، وهي عملية طبيعية تعتمد على الوقت وتظهر في سن الشيخوخة المتقدمة. الرعشة الفيزيولوجية هي سريعة وتظهر بوتيرة تتراوح بين 8 إلى 13 مرة في الثانية. يرجع مصدر هذه الظاهرة إلى الأعصاب الحركية وهي تتجلى في معظم الحالات في رعشة خفيفة جداً في أصابع اليدين. لا تكون الرعشة في معظم الحالات مرئية ويمكن تمييزها فقط عن طريق أجهزة طبية خاصة مصممة لقياس الرعشة.

الرعشة المرضية

هي تظهر بخلاف ذلك بمعدل يتراوح بين 4 إلى 7 رعشات في الثانية. وهناك عدة أنواع من الرعشة المرضية:

الرعشة الأولية essential tremor

وهي نوع الرعشة الأكثر شيوعاً. تكون في بعض الحالات ذات أساس وراثي في العائلة. وهي تتجلى بما يتراوح بين 4 إلى 7 رعشات في اليد في الثانية. لا توجد لهذه الرعشة أي علاقة بالأمراض العصبية وهي في معظم الأحيان بمثابة عَرَض عصبي منفرد. يميل هذا العَرَض إلى الازدياد زخماً في أنشطة معينة، وخصوصاً خلال ثبات العضلات من حركة أيا كانت، على سبيل المثال عند الإمساك بكأس.

يميل نوع الرعشة هذا إلى التفاقم مع التقدم في السن. كما أن هذه الرعشة تصبح أكثر شدة في حالات الشعور بالهلع أو الإجهاد أو بعد النشاط البدني وتصبح أقل حدة عند المشي أو بعد شرب الكحول. من شأن تفاقم الرعشات أن يؤدي إلى صعوبات في الكتابة والخط غير الواضح أو عدم القدرة على تقريب ملعقة أو كوب إلى الفم دون سكب الطعام أو الشراب وصعوبات في أنشطة أخرى تتطلب دقة في عمل اليدين.

رعشة العمل  (Action and postural tremor)

وهي رعشة تظهر عند عمل أو حركة العضلات. وهي تختفي في معظم الحالات عندما تكون اليدين مسترخيتين وتعود لتظهر عند استعمال العضلات.

الرعشة الفيزيولوجية المتزايدة

وهي شبيهة في خصائصها بالرعشة الفيزيولوجية، إلا أنها أكثر وضوحاً ويمكن الشعور بها على نحو أكبر. هي رعشة سريعة تميل إلى الازدياد زخماً أثناء نشاط أو حركة أو وضعية أيا كانت للعضلات. إذ يمكن للرعشة على سبيل المثال أن تحدث عند مدّ اليدين إلى الأمام ومباعدة الأصابع. تميل هذه الرعشة إلى الازدياد زخماً في حالة الإجهاد العقلي وهي ترتبط أحياناً بفرط نشاط الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية. كما أن هذه الرعشة من شأنها أن تزداد نتيجة تناول بعض الأدوية أو بعد تناول الكافيين والإقلاع عن المهدئات وما إلى ذلك.

أنواع الرعشة المرتبطة بالأمراض العصبية
الرعشة في اليدين هي من سمات المرضى المصابين بأمراض الأعصاب الطرفية. ويعود سبب ذلك إلى تضرر طبقة الدهون التي تحيط بالأعصاب. يزداد نوع الرعشة هذا زخماً عند عمل اليدين.

 رعشة بسبب مرض باركنسون

باركنسون هو مرض تنكسي في الجهاز العصبي. يؤثر هذا المرض بشكل رئيسي على القدرة على الحركة ولذا تصبح الحركات أبطأ ويمكن الشعور بها أكثر. تتغير المشية بحيث تصبح منحنية وبطيئة وغير ثابتة وتصبح الخطوات أصغر. كما توجد أيضاً ظاهرة تصلب العضلات والارتعاش.
    لا تشبه الرعشة الناتجة عن مرض باركنسون أي من أنواع الرعشة المذكورة حتى الآن. فالمقصود هو رعشات بطيئة تتراوح بين 3 إلى 5 مرات في الثانية، والتي تظهر في معظم الحالات في وضعية الارتياح. تظهر الرعشة التي يسببها مرض باركنسون في معظم الحالات على جانب واحد من الجسم بشكل مبدئي ومن ثم تنتقل إلى الجانب الآخر أيضاً. تتجلى الرعشة في اليدين في كثير من الحالات عند حركة ثني أصابع اليدين ومدّها بشكل مستقيم مما يبدو مثل حركة عدّ النقود الورقية. ولهذا السبب يميل بعض الأشخاص إلى وصف الرعشة الباركنسونية على أنها رعشة عدّ النقود.
    تتفاقم الرعشة الناتجة عن مرض باركنسون عند المشي، وذلك على عكس أنواع الرعشة الأخرى التي يتم تخفيفها أثناء المشي. لا تتوافق شدة الرعشة لدى مرضى باركنسون دائماً مع شدة باقي أعراض المرض. من شأن كل من الحركة البطيئة ومشكلة المشي وتصلب العضلات التي يمتاز بها مرض باركنسون أن تتفاقم في حالة الرعشة الخفيفة. ومع ذلك، توجد إمكانية لحدوث حالة عكسية تظهر فيها أولاً رعشات شديدة مصحوبة بأعراض طفيفة أخرى للمرض.
 

رعشة نتيجة لأمراض المخيخ (intention "ataxic" tremor)

المخيخ مسؤول إلى جانب أجزاء أخرى من الدماغ عن تنسيق نشاط العضلات. وفي حالات حدوث أمراض في المخيخ أو الأماكن القريبة منه في جذع الدماغ، فيوجد احتمال لحدوث رعشة. تتفاقم هذه الرعشة كلما كان المرء بحاجة إلى تناسق ودقة أكثر. تعتبر هذه رعشة قاسية وبطيئة بحيث تظهر بمعدل 2 إلى 4 مرات في الثانية.


علاج الرعشة دون استخدام الأدوية
يختلف علاج رجفة اليدين من شخص لاخر وفقاً للمسبب الذي أدى إلى هذه الرجفة، لذلك من المهم الكشف عن السبب الرئيسي ورائها وتحديده بدقة بهدف علاجها.
لذا إن السبب وراء إصابتك رعشة اليدين هو تناولك الكثير من الكافيين فيجدر بك تقليل الكمية بشكل كبير، أما في حال ظهورها نتيجة لتناولك نوع معين من الأدوية ننصحك باستشارة الطبيب واخباره عن ذلك.
للإسف إن كانت رجفة اليدين ناتجة عن الرعاشٌ مجهول السبب فمن غير الممكن أن يتم علاجها، ولكن قد يصف لك الطبيب بعد العلاجات التي تقلل من الأعراض المرتبطة بالمرض.
قد يقترح عليك الطبيب إجراء بعد التغييرات في نمط الحياة الخاص بك في محاولة للسيطرة على الرجفة، ومن أهم هذه الإجراءات:

    * استخدام أشياء أثقل حجماً بدلاً من تلك الخفيفة، فالوزن الزائد يعطيك قدرة أكبر للتحكم بالرجفة.
    * استخدام أجهزة وأدوات مختصة من أقلام وملاعق.
    * ارتداء أوزان مخصصة في المعصم لزيادة التحكم بالرجفة.


علاج الرعشة بالأدوية
إذا تقرّر أنه توجد حاجة لتناول الأدوية، فهناك عدد من الأدوية المصممة لتخفيف الرعشات. وتشمل تلك الأدوية مجموعة حاصرات مستقبلات بيتا "Beta Blocker" مثل البروبرانولول "Inderal". كما توجد أدوية للحد من الرعشة والتي تعمل على الجهاز العصبي مثل مضادات الصرع إلا أنه ينطوي على تناولها آثار جانبية مختلفة مثل الشعور بعدم الاستقرار أو النعاس. يُنصح ببدء تلك الأدوية بجرعات صغيرة وزيادتها تدريجياً.

توجد أيضاً في حالات الرعشة الشديدة الناتجة عن مرض باركنسون إمكانية زرع جهاز تحفيز العصب المبهم في منطقة المِهاد في الدماغ، والذي يؤدي إلى توقف الرعشات أو تحسّنها بشكل كبير في الجانب العكسي للمكان الذي تم فيه زرع جهاز التحفيز.


وباختصار، فإن أسباب الرعشة في اليدين هي مختلفة وبالتالي فإنه من المهم جداً الخضوع لتشخيص طبي بحيث يحدد سببها. سيكون بالإمكان بعد التشخيص اتخاذ قرار حول ما إذا كانت هناك حاجة لتناول أدوية، أو أنه يمكن الاكتفاء في المرحلة الحالية بالاستعانة بحلول غير دوائية.

   
   
 


لا يوجد تعليقات
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف