يُعتبر العسل مادة غذائية عالية القيمة وهو يستخدم كغذاء للأطفال والكبار, وهو المادة المحلية الوحيدة التي ليست من صنع الانسان واستهلاكها كغذاء لا يحتاج الى أي تدوير وتكرير، ويمكن أن يحفظ العسل لفترة طويلة عند تخزينه بالشكل الصحيح. كما يُعتبر العسل مضاد حيوي طبيعي حيث أن له القدرة على قتل العديد من الميكروبات، الفيروسات والفطريات.
تركيب عسل النحل
يختلف تركيب العسل حسب تنوع النباتات الموجودة في المرعى وكذلك الظروف الجوية والتربة، وفيما يلي جدول يبين تركيب العسل ومكوناته بشكلٍ متوسط :
المركبات المكونة للعسل |
النسبة المئوية (%) |
سكر الفواكه (الفركتوز/Fructose) |
38.2 |
سكر العنب (الجلوكوز/Glucose) |
31.3 |
سكر الشعير (المالتوز/Maltose) |
7.1 |
سكر القصب (السكروز/Sucrose) |
1.3 |
ماء |
17.2 |
سكريات أخرى |
1.5 |
مواد معدنية
(كالسيوم, حديد, مغنيزيوم, فوسفور, بوتاسيوم, صوديوم, زنك)
|
0.2 |
مواد أخرى (فيتامينات, أحماض أمينية, ألياف وعناصر غير محددة) |
3.2 |
لكن على الرغم من تمتع العسل بخصائص كيميائية تجعله وسطاً قاتلاً للبكتريا والفطريات والفيروسات بفضل مضادة الأكسدة التي يمتلكها ضمن تركيبه, كذلك بسبب أسموزيته المرتفعة الناجمة عن احتوائه على تركيز منخفض من الماء وتركيز عال من السكر لا تُعد بيئة ملائمة لنمو الجراثيم. كما أن درجة حامضية العسل (التي تتراوح بين 3.2-4.5) تجعله وسط غير مناسب لنمو الكائنات الحية.
إلا أنه مع ذلك يمكن لبكتيريا المطثية الوشيقية أو كلوستريديوم بوتولينيوم (Clostridium botulinum) أن تقاوم هذه الشروط وتعيش فيه.
المطثية الوشيقية هي نوع من البكتيريا تنشأ في التربة وهي لاهوائية التنفس. تنتشر في النباتات بسهولة كما أنها تُنتج أبواغاً, وتتميز بمقاومتها العالية للحرارة. وتنمو فقط في ظروف التنفس اللاهوائي. تنتج هذه البكتيريا ذيفاناً (سماً) يُطلق عليه مسمى السم البتيوليني "Botulinum toxin". هذا الذيفان مقاوم للحرارة ويتسبب في اصابة الإنسان بالتسمم الغذائي ويؤدي أحياناً إلى الوفاة. لذا يفضل تسخين الطعام المعلب إلى درجة حرارة 70 سيليزية لمدة 20 دقيقة على الأقل لضمان القضاء على كل أبواغ هذه البكتيريا.
الجدير بالذكر أن مادة البوتكس التي تُستخدم في عمليات التجميل لإزالة التجاعيد (بالاضافة لاستخدامها في مواضع طبية أخرى) هي الذيفان نفسه التي تُطلقه هذه البكتريا لكن بكميات قليلة جداً, وآلية عمل هذا الذيفان هي شل العضلات التي يتم حقنها لتزول التجاعيد الناتجة عن شد العضلات الدائم.
تسمم الرضع البتيوليني (INFANT BOTULISM)
فئة الأطفال المستهدفة
يحدث ذلك عادة في الرضع مابين عمر 6 أسابيع الى عمر 6 أشهر وغالباً ما تكثر ما بين عمر 2-4 أشهر. وكل انواع التسمم بهذا النوع من البكتيريا يُعتبر من الحالات الخطيرة والتي تستدعي علاجاً عاجلاً لأنها قد تؤدي الى الوفاة في حال اهمالها. الجدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية لها القدرة على تخفيف حدة المرض.
نسبة الاصابة
النسبة قليلة جداً فإحدى الدراسات سجلت 11 حالة خلال 30 سنة, كذلك بينت إحصائية أخرى في أمريكا أن 1145 طفلاً في أمريكا قد أصيبوا به ما بين عامي 1976 - 1992 وكانت ولاية كاليفورنيا قد سجلت نصف هذه الحالات وحدها, وقد ربطت هذه الحالات بتناول العسل المجرثم بالمطثيات.
وعلى الرغم من أن هذه النسبة ضئيلة جداً إلا أن كون الاصابة مميتة جعلت العديد من الهيئات الطبية تمنع اعطاء العسل للإطفال الرضع. فقد أوصى المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض (CDC) وأيضاً الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم إعطاء العسل للرضع اللذين تقل أعمارهم عن 6 شهور وتبعه ذلك أيضاً بعض المراكز الفرنسية .أما الجمعية الأمريكية للصناعات العسلية فقد أوصت بمد هذا المنع إلى سن سنه كاملة من عمر الرضيع قبل إضافة العسل إلى غذائه.
الأعراض
تبدأ الأعراض الناتجة عن تلوث الأغذية بهذا النوع من البكتيريا بعد 12 – 36 ساعة من دخول السم الى جسم المصاب الذي ينتقل عن طريق الدم, أما التسمم الناتج عن تطبيق العسل على الجروح فتظهر أعراضه عادة بعد 10 أيام من اصابة البكتيريا. وهذه أهم الاعراض التي تُشاهد على الرضع في حال التسمم بهذه البكتريا:
* إمساك شديد, ويُعد العلامة الإولى للمرض.
* يصبح الطفل غير قادر على التحكم ورفع رأسه عند محاولة سحبه بيديه, حيث يبقى الرأس متدلياً للخلف وهذا ناتج عن ضعف العضلات.
* بكاء هزيل.
* ضعف عام.
* ضعف الرضاعة والتغذية.
* شلل جزئي.
قد تتطور الحالة إلى شلل تنفسي ويحتاج الرضيع إلى جهاز التنفس الاصطناعي, كذلك قد تنتهي بوفاة الرضيع.
العسل عذاء متكامل ومفيد جداً ولا يحمل ضرراً بحدِ ذاته، لكن الحالات التي أدت إلى مشاكل صحية جراء إعطاء العسل للأطفال أقل من عام سببها أنَّ العسل كان ملوثاً ببكتريا المطثيات الوشيقية.
أنظر هنا
وهنا
وهنا
المصدر: مقال خاص بمجلة العلوم والتكنولوجيا