التدحرج صعوداً
سياراتٌ تتدحرج على المنحدر صعوداً !! ودراجات تحتاج إلى الدفعٍ كي تسير نحو أسفلِه!! يبدو ذلك خيالاً علميّاً، أليس كذلك؟ لكنه ليس خيالاً، فمن المدهش أن في العالم بعضَ الأماكن التي تبدو لأعيُنِنا وكأنها تتحدى قوانين الفيزياء، داعِمةً من يؤمنون بالسحر الأسود والأسرار الحكومية. لكن الواقع أن ظاهرةُ تلال الجاذبية هذه مؤكدة ولها تفسيرٌ علمي.
يشتَهر في أنحاءِ العالم أماكن يُطلق عليها اسم (تلال الجاذبية «Gravity Hills») أو (التلال المغناطيسية «Magnetic Hills»)، تُشاهد في الولايات المتحدة الأمريكية إلى كندا والصين وأستراليا وإيطاليا والبرازيل.
وهي تشترك جميعاً في سمة واحدة: أجسام حُرة تُوضع عند أسفل التل فتتحرك إلى «أعلاه» على نحوٍ مثيرٍ للدهشة.
فما هي إذن؟
مع أن كثير من الناس يزعمون أنها إحدى الدعابات ثقيلة الظل التي تتسلى بها أرواحُ الطريق حادةُ الطباع التي تنتظر مرور الناس بجانبها كي تُدحرج مركَباتِهم صعوداً، فربما يكون لهذه الظاهرة تفسيرٌ أقلُّ مكراً وأكثرُ علميةً.
إذ اتضح أن الطُرُقاتِ ذاتها هي التي تخدعُنا بطريقة غريبة، فما يَحدُث يُشبِه الأوهامَ البصرية تماماً، مثل وهمِ (غرفة إيم «Ames Room»).
قال بروك فايس، عالم الفيزياء في جامعة ولاية بنسلفانيا، في حوارٍ أجراه مع موقع ساينس دايلي إن «الطريقَ منحدِرٌ بطريقةٍ تجعلك تشعرُ وكأنك تصعدُه». معنى هذا أنَّنا إذا قِسنا طرفَي التلة بأجهزة قياس الارتفاع، فسنلاحظُ أنها بعكِس ما نفترض أنه أعلى التلة وأنه أسفلها.
«لا شك في أنك تنحدِر إلى الأسفل، وإن أشعرَك عقلُك بأنك تصعد.»
ما يجعل هذا الوهمَ البصريَّ ممكنً هو خط الأفق. في أغلب الأحيان يُشوِّش خطُّ الأفق مظهرَ المنحدَر –أو العكس- بما يُحيطُ به من مناظر طبيعية. وبلا نقطةٍ مرجعيةٍ مناسبة، يسهُل على المرءِ أن يخلِطَ بين أسفل التلة وأعلاها.
أثارتِ «تلالُ الجاذبية» خيالَ الكثيرين. ربما يكون مثيراً أن نتخيلَ وجودَ عَلاقةٍ بين الأرواح والسحر وبين هذه القوة الغامضة، ولكن ما سيطَمئِنُنا أكثرَ هو أن نعرفَ تلاعبَ عيوننا بنا. فأقلُّ تغييرٍ في منظورنا سيُحدِثُ فارقاً كبيراً.
المصادر: مرصد المستقبل, ScienceAlert - Latest, ScienceDaily