يشكل استعمال المواد البلاستيكية موضوعاً مثيراً للجدل بين من يرون أن أوعية البلاستيك ضارة دائماً وتؤدي إلى تسرب سموم إلى محتوياتها، وبين من يرون أن هذا لا ينطبق على جميع أنواع البلاستيك، وأن هناك ضوابط لجعل استعماله آمناً.
دخلت المواد البلاستيكية "اللدائن" في صميم حياتنا، ففي أكياس مصنوعة منها نضع مشترياتنا ومن عبوات مصنعة منها نتناول الكثير من مشروباتنا، كما أنها مكون رئيسي في أدواتنا المنزلية والصناعية والطبية فضلاً عن المنسوجات والألبسة، ورغم هذا الاقتحام الواسع فقد برزت مخاوف وتحذيرات من مخاطر صحية محتملة يحملها البلاستيك لأجسامنا وصحتنا.
وينتج العالم سنوياً أكثر من 260 مليون طن من مواد البلاستيك، وتمتاز مادة البلاستيك بعدة خصائص جعلتها تحتل هذه المكانة المهمة في الحضارة البشرية الحديثة، فهي رخيصة الكلفة وهي قوية تتحمل وتدوم فترة طويلة ولا تصدأ وتعزل الحرارة والكهرباء بشكل ممتاز.
ويتكون البلاستيك من سلاسل طويلة من الجزيئات تسمى البوليمرات، تتشكل من ارتباط جزيئات صغيرة يطلق عليها اسم المونومرات، وعادة ما تحتوي الكربون وعناصر أخرى، كما يضاف إلى هذه البوليمرات مركبات أخرى لتغيير خصائص المنتج النهائي وجعله أكثر ملاءمة للغرض الذي صنع من أجله، كأن يكون أكثر قوة أو ذا لون معين.
ومن المواد التي تضاف للبلاستيك ما يطلق عليها اسم "الملدّنات" "Plasticizers" وهي تجعل البلاستيك أكثر ليونة وسيولة، مثل مادة إيسترات ثاليت Phthalate Esters. كما قد يضاف للبلاستيك مواد أخرى مثل بيسفينول إيه BPA وتترابرومو بيسفينول إيه TBBPA، وبوليبرومونيتيد دايفينيل إيثير Polybrominated Diphenyl Ethers واختصارها PBDE، وهي مادة مضادة للاحتراق تضاف للعديد من المواد البلاستيكية كمثل المستخدمة بالحواسيب والتلفزيونات.
إن رمز المثلث على المنتجات البلاستيكية يعني أن هذا المنتج قابل للتدوير وإعادة التصنيع، بينما يشير الرقم داخل المثلث إلى مادة بلاستيكية معينة. أما بالنسبة للحروف خارج المثلث فهي اختصار لاسم البلاستيك المرادف للرقم في المثلث.
أما الأرقام من حيث نوع المادة فهي كالتالي:
الرقم داخل المثلث |
صورة المثلث |
اسم المادة
|
ملاحظات
|
تفضيلات |
1
|
|
Polyethylene Terephthalate (PET)
|
هذا النوع قابل للاستخدام وقابل للتدوير
|
يفضل استخدامه مرة واحدة فقط |
2
|
|
High Density Polyethylene (HDPE)
|
آمن وقابل للتدوير
|
يستخدم مرة ويمكن إعادة استخدامه مرة واحدة |
3
|
|
Polyvinyl Chloride (PVC)
|
ضار وسام
|
ضار وسام ويستخدم في مواسير السباكة وستائر الحمام، وكثيراً ما يستخدم في لعب الأطفال وتغطية اللحوم والأجبان كبلاستيك شفاف، ويجب الحذر منه لأنه من أخطر أنواع البلاستيك |
4
|
|
Low Density Polyethylene (LDPE)
|
قابل للتدوير وآمن نسبياً
|
يُفضل استخدامه مرة واحدة فقط ويعتبر آمناً نسبياً |
5
|
|
Polypropylene (PP)
|
هو من أفضل أنواع البلاستيك وأكثرها أمناً ويستخدم في الأواني الحافظة للطعام وعلب الأدوية
|
أفضل أنواع البلاستيك ويمكن استخدامه بصورة مستمرة |
6
|
|
Polystyrene (PS)
|
هذا النوع خطر وغير آمن ويستخدم في أكواب الشاي التي تبدو كالفلين
|
يُعتبر خطراً وغير آمن، ويستخدم في علب الهوت دوغ وأكواب الشاي التي تبدو كالفلين |
7
|
|
لا يقع هذا النوع تحت أي تصنيف من الأنواع الستة السابقة لأنه قد يكون مزيجاً منها أو مركباً بلاستيكياً مختلفاً عنها. ولا يزال هذا النوع محط جدال بين الأوساط العلمية إلا إذا ذكر عليه أنه خال من "البيسفينول أي" (BPA-FREE)
|
يُمكن استخدامه إذا كتب عليه أو إذا كان خالياً من مادة "بيسفينول أي"، ويفضل تجنب استخدامه، وقد بدأت الشركات العالمية بالفعل في تجنب استخدامه |
يمكن ترتيب أنواع البلاستيك الأخرى من حيث الأمان، "نبدأ برقم 5 وهو الأكثر أماناً، ثم رقم 2، ثم رقم 1، وأخيراً الرقم 4 وهو آمن نسبياً".
تساؤلات
في المقابل يُطرح تساؤل مفاده أنه إذا كانت هناك مواد بلاستيكية مضرة كما يقول البعض، فلماذا توجد في الأسواق العالمية وتحت سمع وبصر الهيئات الصحية الكبرى؟ وأليس السماح بوجودها في الأسواق دليل على أنها آمنة وموافق عليها من قبل الهيئات الصحية؟
كما أن هناك مشكلة في بعض الدراسات التي أجريت لفحص التأثير المحتمل للبلاستيك والمواد التي تضاف إليه على صحة الإنسان، وهي أنها قد تم إجراؤها على الحيوانات، وبالتالي فإن نتائجها بحاجة إلى مزيد من التقصي قبل إسقاطها على البشر.
ونستعرض هنا بعض مكونات البلاستيك التي أجريت عليها دراسات خلصت إلى تأثيرات محتملة لها، وذلك كالتالي:
ثاليت، وهي مادة ملدنة تجعل البلاستيك أكثر ليونة:
* هناك علاقة محتملة بين تركيز ثاليت في بول الأم وحدوث مشاكل في تطور الجهاز التناسلي لدى المواليد الذكور، كعدم نزول الخصية بشكل كامل.
* قد يخفض ثاليث مستوى هرمون الذكورة "تستوستيرون" الحر عند الذكور البالغين، كما قد يؤثر على نوعية السائل المنوي.
بيسفينول أي (BPA)
* علاقة محتملة بين ارتفاع مستويات "بيسفينول أي" بالبول ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والنوع الثاني من داء السكري واضطرابات أنزيمات الكبد.
* يرفع احتمال تطوير مقاومة الإنسولين بالخلايا وبالتالي الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
* خفض إنتاج الحيوانات المنوية.
* آثار سلبية على التشابكات العصبية مما يؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة على الدماغ.
تترا برومو بيسفينول أي (TBBPA)
* تأثير سلبي على هرمونات الغدة الدرقية.
* تراجع في وظائف الغدة النخامية.
* تراجع في القدرة على النجاح في عملية التكاثر.
المواد البلاستيكية المصنعة من بولي فينيل كلورايد (PVC)
* عندما يكون "مونومر"، فإن فينيل كلورايد يكون مادة مسرطنة وقد يسبب أضراراً في الكبد لدى العاملين بالمصانع الذين يتعرضون له.
* عادة ما يضاف إلى بولي فينيل كلورايد مادة "بيسفينول أي" بما تحمل الأخيرة من مخاطر محتملة على الصحة.
بوليبرومونيتيد دايفينيل إيثير (PBDE)
* علاقة محتملة بين تركيز المادة لدى الأمهات واحتمال إصابة الأبناء بسرطان الخصية.
* تأثير على هرمونات الغدة الدرقية.
كما قد توجد علاقة محتملة بين كل من ثاليت وبيسفينول أي و PBDE و TBBPA وزيادة مخاطر الإصابة بالبدانة.
إرشادات عامة
وفي غياب توصية طبية فاصلة أو حاسمة في الموضوع عما إذا كان البلاستيك يشكل خطراً كبيراً على الصحة، فإنا ننصحك باستشارة طبيبك أو هيئات الرقابة الصحية في بلدك حيال أية مخاوف من مواد بلاستيكية معينة. كما نقدم هذه الإرشادات للتعامل مع منتجات البلاستيك عموماً بطريقة صحية:
* لا تُعِدْ استعمال عبوات الماء والعصير البلاستيكية مرة أخرى أو تعد تعبئتها بالماء أو تستخدمها لتخزين الطعام مثل المخللات والشطة، وألقها في القمامة مباشرة.
* لا تسخّن الطعام بالميكرويف في الصحون البلاستيكية.
* لا تسخن الطعام بالميكرويف وهو مغطى بالتجليد الشفاف البلاستيكي.
* لا تشرب الشاي أو القهوة في الأكواب البلاستيكية، وإذا كان المقهى الذي تشتري منه قهوتك الساخنة يقدمها في كوب بلاستيكي فاهجره لحماية صحتك.
* عند شرائك منتجات بلاستيكية ابحث عن علامة تدل على عدم احتوائها على بيسفينول أي (BPA).
* لا تغسل الأواني البلاستيكية في مغسلة الطعام، إذ إن الحرارة المتولدة فيها قد تؤدي إلى تسرب البيسفينول أي.
* قلل تناول الأغذية المعلبة، إذ إن المعلبات عادة تكون مبطنة بمواد تحتوي على بيسفينول أي.
المصدر : الجزيرة نت