مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



بيلدربيرغ.. حكومة العالم الخفية
2016-07-21

ترجمة

يطلق عليها المجموعة أو ” النادي ” حيث لا يمكن اعتبارها مجلساً أو حتى منظمة سياسية، حيث لا يوجد هيكل تنظيمي إداري لها، يضم هذا النادي نخباً مختارة من أصحاب النفوذ للتأثير علي صناعة القرار عالمياً يبلغ عددهم 120 – 150 شخص و يوصم هذا النادي بكثير من الانتقادات منها “حكومة العالم الخفية”. كانت لقاءاتها نصف سنوية، وأصبحت سنوية منذ عام 2009.

وتقول عن نفسها إن لقاءاتها “مجرد لقاءات لمدة ثلاثة أيام صبغتها تعميق الحوار بين أوروبا وأميركا الشمالية”. ولهذا تقتصر الدعوة على شخصيات من دول حلف شمال الأطلسي، من أصحاب الاطلاع على معلومات من “العيار الثقيل” أو من “صناع القرار” السياسي والعسكري والاقتصادي والفكري والإعلامي!
 

مؤسس فكرة ” بيلدربيرغ “

صاحب الفكرة “جوزيف ريتينجر” البولندي، وأصبح لاحقاً أول سكرتير للاتحاد الأوروبي، فحمل لقب “الأب الروحي للاتحاد”، وكان في شبابه قسيساً كاثوليكياً ومن الطبقة الأرستقراطية، وكون في المنفى -أثناء الحرب العالمية الثانية- شبكة علاقات مكثفة مع كبار المسؤولين مثل تشرشل و دالاس. واتهم أثناء الحرب بأنه “جاسوس الفاتيكان” بعد اقتراحه على رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك كليمنصو تشكيل دولة ملكية أوروبية بإدارة اليسوعيين.

وأسس ريتينجر بعد الحرب “الحركة الأوروبية” فحصلت على دعم مالي أميركي، عبر “المخابرات المركزية” و”اللجنة الأميركية من أجل أوروبا موحدة”، واستقال عام 1952 من الحركة، ليؤسس “المنظمة” التي عرفت لاحقاً باسم بيلدربيرغ.
وقد بذل جهوداً كبيرة لعب فيها رئيس المخابرات المركزية الأميركية بيديل سميث دوراً رئيسياً، حتى تمت الموافقة على المشاركة الأميركية والكندية والتوافق على شخصيات ألمانية، فتبنى الأمير الهولندي بيرنهارد الدعوة إلى المؤتمر الأول في فندق “بيلدربيرغ” ببلدة أوستربيك الهولندية عام 1954.


المؤتمر الأول عقد في 1954

يذكر أن المؤتمر الأول عقد بداية من 29-30 مايو/ أيار 1954، بالقرب من مدينة أرنهيم (في هولندا)، وشارك في الاجتماع الأول، 70 شخصية، أتت من 12 دولة أوروبية، وسمي بهذا الإسم نسبة إلى فندق بيلدربيرغ في قرية أوستيربيك بهولندا، الذي عقد فيه الاجتماع الأول.

طُبعت الدعوات ، على أوراق رسمية تحمل شعار قصر سودييك، جاء فيها :
    أُثمن بحرارة مشاركتكم في المؤتمر الدولي، بدون صفة رسمية، والذي سيعقد في هولندا في أواخر أيار/مايو. يرغب المؤتمر في دراسة عدد من القضايا ذات الأهمية الكبرى للحضارة الغربية، ويهدف إلى حفز التفاهم المتبادل وحسن النية من خلال التبادل الحر للآراء.

و وقعت الدعوات من قبل أمير هولندا، بيرنهارد زور ليب بيسترفيلد، مرفقة بعدة صفحات من المعلومات الإدارية حول مسائل التنقل والإقامة.
بيلدربيرغ يتحول إلى منظمة!

المؤتمر الثاني

عُقد المؤتمر الثاني للمجموعة في فرنسا، من ١٨ إلى ٢٠ آذار/مارس ١٩٥٥. في باربيزون. تدريجياً، استلزمت فكرة تنظيم المؤتمرات بشكل سنوي خلق أمانة دائمة لها. انسحب الأمير بيرنهارد بعد فضيحة استغلاله لنفوذه (فضيحة لوكهيد مارتن).

ومن سنة إلى أخرى، لم يعد للنقاش لزوم للغاية، ولهذا كان يتم تغيير الضيوف، مع وجود نواة صلبة دائمة تقوم بإعداد الندوة مسبقاً، ووافدين جدد من المتلقنين لكلام «الأطلسي» للحقبة المعنية. حالياً، تجمع الحلقات الدراسية السنوية أكثر من 120 مشاركاً، بمن فيهم الثلث الذي يشكل النواة الصلبة للمجموعة. تم اختيارهم من قبل التحالف استناداً إلى أهمية علاقاتهم ونفوذهم وقدرتهم على التأثير، بغض النظر عن مناصبهم في المجتمع. وبالتالي، يبقون أعضاء أساسيين في النواة الصلبة حتى عند تغييرهم العمل.

ممارسة الحكم الخفي
يمكن العودة بوصم المنظمة أنها حكومة العالم الخفية إلى ما أصبح معروفاً عن مؤتمرها الأول، وشمل تحديد الموقف من "الاتحاد السوفياتي والشيوعية"، ومستقبل "المستعمرات الأوروبية"، وحركة "الاندماج الأوروبي"، ومناقشة تشكيل "مجموعة الدفاع الأوروبية" (منظمة عسكرية فقدت مفعولها لاحقاً في ظل حلف شمال الأطلسي).

أما الأسلوب فيمكن استقراؤه عبر ما طرحه ريتينجر نفسه من "شروط المشاركة": أن يكون المدعو من "الشخصيات ذات النفوذ، التي تحظى بالاحترام عموماً، ولديها ما يكفي من المعرفة بالمجتمعات ومن الخبرة العملية، والقادرة على استخدام نفوذها في الدوائر الوطنية والعالمية لتحقيق أهداف المنظمة"، بالإضافة إلى "مستوى عالٍ من الصراحة وعدم تمثيل اقتناعات وطنية أو أحكام مسبقة، والمشاركة في تبني القيم الأخلاقية والثقافية الغربية".

ومن المؤشرات الأقوى دلالة على هذا الصعيد، ما ذكره العضو السابق في اللجنة التوجيهية، جورج ماك جي، لمؤلف كتاب عن سيرة حياة الأمير بيرنهارد: "بإمكاني القول إن معاهدة روما التي أدت إلى تأسيس الرابطة الأوروبية المشتركة، ولدت في هذه المؤتمرات".. وهي الرابطة التي أصبحت معروفة في هذه الأثناء باسم الاتحاد الأوروبي.

ومن المؤشرات أيضاً أن المشاركين في المؤتمر يتلقون في ختامه "تحليلاً لمحتواه"، مع التأكيد أن عليهم العمل لتحقيق ما فيه من إستراتيجيات سياسية واقتصادية وغيرها، في مواطنهم.. وليس هذا أمرا بسيطاً بمعيار "وزن" المشاركين وقدراتهم. ومثال على ذلك رؤساء المنظمة، وكانوا على التوالي: الأمير بيرنهارد الهولندي، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق دوغلاس هيوم، والرئيس الألماني الأسبق فالتر شيل، ورئيس مصرف ووربورغ البارون إيريك رول، والأمين العام الأسبق للحلف بيتر كارينغتون، وأحد أبرز رجال السياسة والمال في بلجيكا إيتيينه ديفجنون.

على هذه الخلفية يرفض المحرر الإعلامي ماركوس كينابيل -وهو من مؤسسي "الإعلام البديل"- غياب التوجيه السياسي في نشأة منظمة بيلدربيرغ، ويستشهد بقول الرئيس الأميركي الأسبق روزفلت "لا توجد مصادفة من وراء حدث سياسي، فعندما يقع يمكن الجزم بأنه وقع هكذا وفق ما خطط له".
عضو الشرف وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسينجر

عضو الشرف وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسينجر


ويربط كينابل -ككثير من الناقدين سواه- بين مشاركة شخصيات بعينها في مؤتمرات بيلدربيرغ للمرة الأولى غالبا، واستلامها مناصب حساسة بعد ذلك بفترة وجيزة كالرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي فان رومبوي عام 2009، ورئاسة تسوليك للمصرف المالي العالمي عام 2007، وكذلك كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي باروسو وتريخيه وبرودي.. ويمكن تعداد المزيد ممن استلموا مناصب عليا عسكرية وسياسية ومالية بعد فترات وجيزة من حضور مؤتمرات بيلدربيرغ للمرة الأولى.

ولكن ربط التوقيت الزمني يكفي للتكهنات وترجيحها، ولا يكفي دليلا على أن المنظمة "حكومة خفية"، على الأقل حسب التصورات السائدة عن كلمة "حكومة".

ومن رافضي التكهنات تيري ميسان، من موقع فولتيير الفرنسي، فيورد ما يراه "حججا موضوعية" لنقض ما يعتبره وليد "فكر المؤامرة" أنها منظمة "تصنع الملوك"، ويقول إنها مجرد "لوب" يدعم حلف شمال الأطلسي وموقعه المهيمن عالمياً.

والسؤال المطروح: أليست النتيجة واحدة، سواء وصف هذا التجمع الضخم من إمكانات النفوذ واستخدامها بأنه "لوب"، أو وصف بأنه "حكومة العالم الخفية"؟.

 

   
   
 
الوسوم: بيلدربيرغ


لا يوجد تعليقات
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف