يُعتبر مصطلح "أفضل جامعة في العالم" غير دقيق نظراً لتباين المعايير المستخدمة في تصنيف الجامعات. بعض التصنيفات، مثل الذي يخصص 40% من معايير التقييم للحاصلين على جوائز نوبل من الجامعة، قد لا يكون معياراً عادلاً. فالجامعة قد تكون حديثة العهد أو لم يحالف الحظ أحد خريجيها للحصول على هذه الجائزة، وبالتالي يصعب اعتبار هذا التصنيف معبراً عن أفضلية الجامعة بشكلٍ شامل.
منذ عام 2004، جرت محاولات عديدة لوضع مقاييس أكثر دقة لتصنيف الجامعات من قبل خبراء اليونسكو ومعاهد مثل "معهد سياسات التعليم العالي" في واشنطن ومجموعة المعاهد الألمانية وغيرها من المؤسسات الدولية. وعلى الرغم من أن هذه المقاييس تختلف بشكل كبير، إلا أنه لا يمكن إنكار أن هناك جامعات تتميز بوضوح عن غيرها. ومع ذلك، فإن عدد الجامعات التي يُتفق على تصدرها على مستوى العالم لا يزال محدوداً للغاية.
إحدى المشاكل في هذه التصنيفات هي أن المعايير قد تكون غير منصفة في كثير من الأحيان، حيث تتفاوت المؤشرات المُعتمدة بشكل هائل، ويطغى الاهتمام المتزايد بمقاييس التقييم على التقييم الموضوعي الحقيقي.
تُشير بعض الدراسات إلى أن الفروق بين المراتب التي تحصل عليها جامعة واحدة قد تتراوح بين 33 مرتبة (كحدٍ أدنى) و207 مراتب (كحدٍ أقصى)، فيما أن نسبة التوافق بين التصنيفات المختلفة لا تتعدى 11%. يمكن تفسير هذا التباين بوجود اختلافات في المؤشرات المعتمدة للقياس، والأوزان المخصصة لكل مؤشر، وعدد المؤشرات التي يتم تقييمها.
أولاً: التصنيفات العالمية للجامعات
-
تصنيف شنغهاي (ARWU):
يُعد تصنيف شنغهاي العالمي للجامعات والذي يعرف بـ “التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم”(Academic Ranking of World Universities) من بين الأكثر اعتماداً عالمياً، حيث يرتب أفضل 500 جامعة حول العالم بناءً على الأداء البحثي. معايير التقييم تشمل:
-
جودة التعليم: 10%
-
جودة هيئة التدريس: 40%
-
مخرجات البحث: 40%
-
حجم المؤسسة: 10%
-
تصنيف كواكواريلي سيموندس (QS):
تأسست مؤسسة (Quacquarelli Symonds Limited) غير الربحية عام 1990 ومقرها في لندن. تصنف أفضل 800 جامعة عالمياً وفقاً لمعايير مثل:
-
السمعة الأكاديمية: 40%
-
نسبة الطلبة لأعضاء هيئة التدريس: 20%
-
الأبحاث المنشورة: 20%
-
استطلاع آراء جهات التوظيف: 10%
-
نسبة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الأجانب: 10%
-
تصنيف التايمز للتعليم العالي (THE):
يعتمد تصنيف هاير إديوكاشين المشهور باسم تصنيف التايمز (The Times Higher Education World University Rankings) على معايير متعددة لتصنيف أفضل 100 جامعة في العالم، كما يقوم بتصنيف أفضل 100 جامعة جديدة. يُعتبر من التصنيفات الرائدة عالمياً.
-
تصنيف ويبوميتركس (Webometrics):
يستهدف هذا التصنيف الجامعات بناءً على أدائها الرقمي على الإنترنت. الهدف هو تشجيع الجامعات على تحسين حضورها العلمي الإلكتروني. التصنيف لا يعتمد على الجودة الأكاديمية بقدر ما يعتمد على التزام الجامعات بنشر أبحاثها عبر الإنترنت.
-
التصنيف التايواني:
يركز على تقييم الأبحاث العلمية لأفضل 500 جامعة حول العالم منذ عام 2007، حيث يعتمد على معايير مثل إنتاج الأبحاث وتأثيرها وتميزها.
-
التصنيف الأسترالي (4ICU):
يُصدر هذا التصنيف سنوياً ويشمل أكثر من 9 آلاف جامعة في 200 دولة. يعتمد على المعلومات المتاحة على الإنترنت، إلى جانب البيانات التي تقدمها الجامعات.
ثانياً: التصنيفات الإقليمية
-
الاتحاد الأوروبي:
تصنف المفوضية الأوروبية الجامعات بناءً على تأثيرها العلمي وعدد الأبحاث المنشورة.
-
بريطانيا:
تعتمد وكالة (Quality Assurance Agency for Higher Education) - (QAA) على معايير جودة التعليم لتقييم الجامعات البريطانية.
-
الولايات المتحدة:
تقدم مجلة (U.S. News & World Report) ترتيباً سنوياً للجامعات الأمريكية استناداً إلى معلومات تجمعها من الجامعات نفسها.
التحليل النهائي
بناءً على المعايير المعتمدة في هذه التصنيفات، يُلاحظ أنه لا مكان للجامعات غير البحثية في قائمة أفضل 500 جامعة عالمياً. ومع ذلك، لا يمكن اعتبار هذه التصنيفات مُطلقة، إذ تختلف المعايير بشكل كبير بين التصنيفات ولا يوجد نظام عالمي موحد كما هو الحال في تصنيفات كرة القدم (الفيفا) أو بعض المنظمات الدولية.
غياب أو تأخر الجامعات العربية عن هذه التصنيفات يعود إلى عدة عوامل، منها نقص التمويل المخصص للبحث العلمي، والعوائق السياسية والاقتصادية، رغم أن بعض الجامعات العربية تمتلك تاريخاً عريقاً في التعليم والبحث.