مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



هل حقاً نستخدم 10% فقط من أدمغتنا؟
2016-06-21

ترجمة

إن تابعت فيلم "Limitless" فستعرف عن ما نتحدث عنه.

تتكلم قصة الفيلم عن كاتب فاشل لا يستطيع القيام بشيء ذي فائدة ابتداءً من حياته اليومية و انتهاءً بوظيفته، لكن في يوم من الأيام يلتقي بشخص ويمنحه عقاراً دوائياً مازال تحت التجريب واعداً إياه بأنه سيعود بعد أول جرعة متلهفاً للمزيد.
بوستر فيلم "Limitless"
يقول له على حد زعمه أن يرفع استخدام دماغه للحد الأقصى, وفي نهاية الفيلم نرى بعد تسلسل الأحداث أن ذلك الكاتب الفاشل تسلَّق السلم ليقود حملة انتخابية للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة!

طبعاً لو كان فعلاً شي من هذا القبيل كنا رأينا هذه الفئة من ذوي العبقرية المكتسبة يسخرون قدراتهم الفكرية للتحكم في مصائر الناس بأهوائهم و حكم العالم, لكن للأسف هذه مجرد أسطورة تنتمي إلى العلم الزائف وأثبتت الأبحاث والدراسات المطولة أن الإنسان يستخدم كل جزء من دماغه بفاعلية كاملة.

قبل مناقشة الأسباب التي تنقض هذه المقولة علينا سؤال أنفسنا .. من أين نشأ هذا الاعتقاد؟
تعود جذور هذه المقولة إلى أواخر القرن التاسع عشر وما قبل نصف القرن العشرين حيث حدث إساءة في فهم كلام العلماء بالاضافة إلى التلاعب به, حيث نشر الكاتب لويل توماس عام 1936 في كتابه قائلاً: “كان البروفيسور ويليام جيمس يقول أن الإنسان العادي فقط يطور 10% من قدرته العقلية الكامنة” … نعم قال البروفيسور هذا الكلام لكنه لم يذكر النسبة أبداً!

و طبعاً لم يكن هذا الكتاب هو الأول الذي احتوى هذه الفكرة المغلوطة, ففي عام 1929 تم نشر كتاب “أساطير العقل: اكتشاف المعتقدات حول العقل و الدماغ” الذي كتب فيه: لا يوجد حدود لما يستطيع الدماغ البشري فعله! يخبرنا العلماء بأننا نستخدم حوالي 10% فقط من قدرة دماغنا!

 

وقد كتبت «د. راشيل فريمان»، و«د. آرون كارول»، في دراسة الأساطير الطبية: «الدراسة المفصلة للدماغ قد فشلت في تحديد منطقة الـ90% غير العاملة».

و هذا ما حدث, استمرت هذه الفكرة بالدوران في المجتمعات بعد أن كانت معتقداً خاطئاً لتصبح هدفاً تسويقياً للعديد من كتب التحفيز الذاتي والمزعج في الأمر أن هذا الاعتقاد لا زال سائداً و بقوة حتى في وقتنا الحاضر!

لكن العلماء لا يصدقون كل ما يقال لهم إلا بعد تمريره على سلسلة صارمة من التجارب و الأبحاث, والآن سنناقش هذه المقولة ونحللها ونرى إن كانت تتمتع بالمنطقية التي تجعلنا نتقبلها أم لا.


1- دراسات ضرر الدماغ
إذا كان 90% من الدماغ لا يستخدم, بالتالي الضرر لهذه الأماكن التي لا تقوم بوظيفة ما لن يعيق الأداء أبداً، لكن في الواقع لا يوجد منطقة في الدماغ يمكن أن تصاب بتضرر دون أن يفقد صاحبها قدرات معينة، حتى أقل ضرر لأماكن صغيرة جداً قد يكون له آثار مدمرة!


2- الدماغ فعال بشكل دائم
أظهر تصوير الدماغ أن المرء أياً كان ما يقوم به، فإن دماغه يبقى دائماً فعّالاً ، قد تكون هناك مناطق تكون أكثر فعالية من مناطق أخرى في بعض الأوقات لكن لا يوجد أي قسم من الدماغ لا يعمل بشكل نهائي.

3- معدل استهلاك الدماغ المرتفع
للدماغ معدل استهلاك مرتفع بالنسبة لبقية الجسم، فوزنه يشكل 2% من وزن الجسم لكن استهلاكه للغذاء و الأوكسجين أكثر من 20%


4- تصوير الدماغ (التصوير العصبي)
باستخدام تقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تمت مراقبة الدماغ الحي أثناء عمله, وأظهرت أنه حتى خلال الأوقات التي يكون فيها النشاط الجسدي والعقلي منخفضاً كالنوم فإن أجزاء الدماغ جميعها تظهر نشاطاً. و فقط في الحالات التي يكون ضرر الدماغ فيها بالغاً للغاية تكون بعض أجزائه “صامتة”.

5- التوطين الوظيفي
بدلاً من أن يتصرف الدماغ ككتلة واحدة .. إن فيه مناطق مختلفة مختصة بتحليل مختلف أنواع المعلومات و بعد عقود من الأبحاث تم وضع خريطة لوظائف المناطق المتعددة للدماغ و لم يتم الكشف عن أي منطقة عديمة الوظيفة.

6- التحليل المجهري
عن طريق استخدام طريقة تسجيل الوحدة الواحدة, أدخل العلماء قطباً كهربائياً صغيراً إلى الدماغ لمراقبة نشاط خلية واحدة. فلو كان 90% من هذه الخلايا لا تستخدم لكانت كشفت هذه التقنية عن هذا.

7- الأمراض العصبية
الخلايا العصبية التي لا تستخدم يكون لديها ميول لأن تضمحل و تموت و بناءاً على ذلك: إذا كان 90% من الدماغ غير فعالاً لكانت عمليات التشريح لأدمغة البالغين كشفت عن عمليات تحلل دماغية واسعة النطاق.

إذاً جميع البشر يستخدمون أدمغتهم، لكن هذا يضعنا أمام السؤال الأهم: كيف يتميز بعض الأشخاص في مجالات الحياة المختلفة وينجزون أمورهم بعبقرية؟ كيف يكون بعض الناس أذكى من البعض الآخر؟
الجواب هو: المثابرة.

    يقول توماس أديسون: العبقرية هي 1% إلهام , و 99% اجتهاد شخصي.صورة اديسون

فعندما تبقى جالساً دون أن تحفز عقلك و تحاول أن تستغل وقتك في اكتساب مهارات جديدة .. فالنتيجة طبعاً ستكون عدم تحقيقك لشيء يجعلك عبقرياً أو مميزاً
دائماً فكر .. دائماً طوّر .. دائماً ثابر .. هذه هي الطريقة!

 

المصدر : BBC

   
   
 
الوسوم: 10% - دماغ


لا يوجد تعليقات
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف