الصيام المتقطع (Intermittent Fasting) هو أسلوب غذائي يعتمد على التناوب بين فترات تناول الطعام وفترات الصيام، دون الدخول في تفاصيل مفرطة. يشهد هذا النهج اهتماماً متزايداً، لما يُعتقد أنه يقدّمه من فوائد صحية محتملة، لاسيما في مجال خسارة الوزن وتحسين العلامات الأيضية، وقد أصبح الصيام المتقطع واحداً من أكثر الأنظمة الغذائية انتشاراً في السنوات الأخيرة، لما يعد به من خسارة الوزن وتحسين الصحة الأيضية دون الحاجة إلى حساب السعرات أو تقليل الكربوهيدرات بدقة.
ما هو الصيام المتقطع وكيف يُطبَّق؟
الصيام المتقطع لا يحدّد ما يجب تناوله، بل متى يتم تناوله. من أبرز أنماطه:
1- الصيام المنظّم يومياً (مثل 16:8): يصوم الشخص لمدة 16 ساعة ويأكل خلال 8 ساعات.
2- الحمية 5:2: يسمح بتناول كمية قليلة جداً من السعرات (حوالي 25%) في يومين خلال الأسبوع، وتناول طبيعي في الأيام الأخرى.
3- الصيام المتناوب: صيام يوم كامل بالتناوب مع يوم طبيعي.
هذه الأنماط شائعة لأن التزامها أبسط من بعض الحميات التقليدية.
كيف يعمل الصيام المتقطع؟
يكمن الفكرة في أن الجسم ينتقل بعد فترة من الصيام من حرق الجلوكوز إلى حرق الدهون المخزّنة للحصول على الطاقة، وهو ما يُعرف بـ"التحول الأيضي". لكن هذه الفترة تختلف من شخص لآخر بحسب كمية الجليكوجين والنشاط البدني وطبيعة الوجبة السابقة.
الأدلة العلمية: هل هو فعّال حقاً؟
1- خسارة الوزن: يُظهر الصيام المتقطع فاعلية في تخفيض الوزن ومحيط الخصر بالمقارنة مع الحميات التقليدية القائمة على السعرات، خصوصاً على المدى المتوسط.
2- الفوائد الأيضية: أظهرت بعض الدراسات تحسناً في مؤشرات مثل ضغط الدم، نسبة السكر، الدهون، خاصة عند دمج الصيام مع تمرينات عالية الكثافة بعد انتهاء فترة الأكل.
3- قيود علمية: معظم الدراسات قصيرة الأجل، وبعضها على حيوانات، مما يحدّ من القدرة على تأكيد الفوائد طويلة المدى.
ما يقوله العلم - أحدث دراسة علمية
تشير أبحاث عديدة إلى أن إطالة فترة الصيام الليلي قد تعزز من حرق الدهون، وتحسّن من حساسية الأنسولين، وتخفض ضغط الدم ومستويات الدهون، بل قد تساهم في إصلاح الخلايا وربما إطالة العمر. لذلك اكتسب الصيام المتقطع شعبية بين المشاهير ورواد الأعمال العالميين.
لكن أحدث دراسة واسعة، تابعت أكثر من 19 ألف شخص على مدى ثماني سنوات، أثارت القلق. فقد وجدت أن من قصروا فترة تناول الطعام اليومية على أقل من ثماني ساعات كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تفوق 100% مقارنةً بمن وزّعوا طعامهم على 12-14 ساعة يومياً. هذه النتيجة تعارض الاعتقاد السائد بأن الصيام المتقطع يحمي القلب، خاصة وأن الدراسات السابقة كانت قصيرة المدى.
وجهات نظر الخبراء
يرى مختصون أن الصيام المتقطع قد يكون مفيداً لبعض الفئات، لكنه ليس خالياً من المخاطر. فقد يُسبب الجوع المفرط، نقص العناصر الغذائية، الصداع أو فقدان العضلات. أما مرضى السكري وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، فقد يتعرضون لمضاعفات أخطر إذا اتبعوا هذا النظام دون إشراف طبي.
الخلاصة
الصيام المتقطع ليس حلاً سحرياً، بل أسلوب غذائي قد يفيد بعض الأشخاص عند تطبيقه باعتدال وتحت إشراف طبي. وحتى تتضح الأدلة بشكل أكبر، ينصح الخبراء بالتركيز على جودة الطعام وتوازن النظام الغذائي، بدلاً من الانشغال فقط بتوقيت الوجبات.