تأثير التفاوت الاجتماعي والاقتصادي على صحة الدماغ وزيادة خطر الخرف
2025-01-12

ترجمة

 

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Nature Aging، عن وجود علاقة مباشرة بين التفاوت الاجتماعي والاقتصادي وصحة الدماغ، مما يؤدي إلى تغيرات في بنية الدماغ واتصالاته العصبية، ويزيد من خطر الإصابة بالخرف. قاد هذه الدراسة فريق دولي من الباحثين بالتعاون مع كلية ترينيتي في دبلن ومؤسسات أخرى، ضمن مشروع ReDLat ومعهد صحة الدماغ في أمريكا اللاتينية (BrainLat) ومعهد الصحة العالمية للدماغ (GBHI).

 

كيف يؤثر التفاوت الاجتماعي على صحة الدماغ؟

وفقاً للدراسة، يؤثر التفاوت الاجتماعي، الذي يُقاس بمؤشر جيني (GINI) كمعيار لعدم المساواة الاقتصادية، على حجم الدماغ ووظائفه العصبية. لوحظ أن التغيرات الأكثر حدة تحدث في المناطق المسؤولة عن الذاكرة والوظائف المعرفية، وهي مناطق حساسة ترتبط بشيخوخة الدماغ وزيادة خطر الخرف.

 

نتائج الدراسة الرئيسية

  • يرتبط التفاوت الاجتماعي بانكماش حجم الدماغ واضطراب الاتصال العصبي.
  • التأثيرات تظهر بشكل أكبر في أمريكا اللاتينية، حيث يعاني مرضى الزهايمر من تدهور دماغي أكثر حدة مقارنةً بمناطق أخرى.
  • تستمر هذه التأثيرات حتى بعد مراعاة عوامل مثل العمر، الجنس، ومستوى التعليم، مما يبرز أهمية العوامل الاجتماعية في التأثير على صحة الدماغ.

 

قال الدكتور أغوستين إيبانيز، الباحث المشارك في الدراسة ومدير معهد BrainLat:
"يوضح هذا البحث أن الاختلافات الاجتماعية تؤثر بشكل مباشر على صحة الدماغ. ومع تزايد حالات الخرف في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، يجب معالجة الأسباب الجذرية لهذه التفاوتات لضمان حياة صحية لكبار السن."

 

التفاوت الاجتماعي والخرف

أظهرت الدراسة أن عدم المساواة الاقتصادية يتسبب في اضطرابات عصبية تؤثر على القدرات العقلية والذاكرة، مما يزيد من معدلات الخرف في المجتمعات ذات الدخل المنخفض. هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية معالجة الفوارق الاجتماعية كخطوة للحد من تسارع شيخوخة الدماغ وتقليل العبء الناتج عن الخرف.

 

خطوات مقترحة لتحسين صحة الدماغ

تدعو الدراسة إلى نهج شامل لتحسين صحة الدماغ، مع التركيز على العوامل التالية:

  1. تقليل الفجوات الاقتصادية: من خلال سياسات تعزز العدالة الاجتماعية.
  2. تحسين جودة الحياة: عبر تقليل التلوث وزيادة الوصول إلى المساحات الخضراء.
  3. تعزيز الرعاية الصحية: مع توفير رعاية خاصة للفئات الأكثر تأثراً.
  4. الاهتمام بالتغير المناخي والهجرة: كعوامل إضافية تؤثر على صحة الدماغ.

 

أهمية الدراسة عالمياً

وفقاً لموقع News Medical Life Sciences، تمثل هذه النتائج نقلة نوعية في فهم العلاقة بين العوامل الاجتماعية وصحة الدماغ. وبالنسبة للباحثين، فإن التركيز على المناطق ذات الفوارق الاقتصادية الواضحة، مثل أمريكا اللاتينية، يُظهر مدى تأثير البيئة الاجتماعية على صحة الأفراد العقلية، ويؤكد الحاجة إلى تدخلات جذرية لتحسين جودة الحياة.

 

الخلاصة

تشير هذه الدراسة إلى أن صحة الدماغ لا تتحدد فقط بالعوامل الفردية مثل الوراثة أو نمط الحياة، بل تتأثر بشكل كبير بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية. إن مواجهة التفاوت الاجتماعي والاقتصادي ليست مجرد قضية أخلاقية، بل ضرورة صحية تسهم في تحسين جودة الحياة وتقليل العبء الصحي العالمي الناجم عن الأمراض العصبية.

 

 

   
   
 


لا يوجد تعليقات
الاسم:
البريد الالكتروني:
التعليق:
500حرف