يقول خبراء التكنولوجيا إن التطور المستقبلي للذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى عواقب كارثية على العالم ومخاطر تهدد البشرية.
في أضخم استطلاع لباحثي الذكاء الاصطناعي حتى الآن، يؤكد الأغلبية وجود خطر "غير قليل" لانقراض البشر نتيجة للتقدم المحتمل للذكاء الاصطناعي الفائق.
استطلع فريق دولي من العلماء 2778 خبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي حول مستقبل هذه التقنيات، وخرج نحو 58% منهم بتقديرهم أن هناك خطراً كبيراً لانقراض الإنسان أو نتائج سلبية شديدة بنسبة تقدر بحوالي 5%.
لكن التقدير الأكثر قلقاً جاء من واحد من كل 10 باحثين، حيث أشاروا إلى احتمالية مروعة تصل إلى 25% بأن يتسبب الذكاء الاصطناعي في دمار الجنس البشري.
أشار الخبراء إلى ثلاثة أسباب محتملة وراء ذلك، وتتمثل في سماح الذكاء الاصطناعي للجماعات المهددة بصنع أدوات قوية مثل الفيروسات المهندسة، واستخدام الحكام المستبدين لهذه التكنولوجيا للسيطرة على شعوبهم، ونظم الذكاء الاصطناعي التي قد تزيد من عدم المساواة الاقتصادية.
يشير الباحثون إلى أن تنظيم الذكاء الاصطناعي يعد الحل الأمثل لحماية البشرية. إذا لم يتم التنظيم، فقد تقدر أن نسبة تفوق الآلات هي 10% على البشر في جميع المهام بحلول عام 2027، ومن المحتمل أن ترتفع هذه النسبة إلى 50% بحلول عام 2047.
استفسر الاستطلاع عن أربع مهن محددة قد تصبح قابلة للتشغيل الآلي بالكامل، مثل سائقي الشاحنات والجراحين ومندوبي مبيعات التجزئة وباحثي الذكاء الاصطناعي. وردّ من الخبراء أن هناك احتمالاً بنسبة 50% لسيطرة الذكاء الاصطناعي على هذه المهن تماماً بحلول عام 2116.
نشر رؤساء شركتي OpenAI وGoogle DeepMind بياناً في مايو الماضي يطالبان بمزيد من التحكم والتنظيم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أكدوا أن تقليل خطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أحد الأولويات العالمية.
أشار مدير مركز سلامة الذكاء الاصطناعي في بيان آخر إلى أن هناك العديد من المخاطر الهامة والعاجلة للذكاء الاصطناعي، مثل التحيز والمعلومات المضللة والاستخدام الضار والهجمات الإلكترونية والتسليح.
العالم جيفري هينتون، المعروف بدوره في مجال الذكاء الاصطناعي، أعرب عن ندمه بخصوص خلق هذه التكنولوجيا.
ما زال هناك مستوى عالٍ من عدم اليقين حيال التأثير طويل المدى للذكاء الاصطناعي، وأقرت الدراسة أن "التنبؤ يعتبر أمراً صعباً، حتى بالنسبة للخبراء".