منتجع "Soneva Fushi"، الواقع في جزيرة "كونفونادهو" في جزر المالديف، يمثل نموذجاً حقيقياً للجهود المبذولة للتخلص من البعوض وتحقيق بيئة استوائية خالية من هذه الآفة المزعجة، مما يوفر للزوار تجربة إجازة بلا قلق من لدغات البعوض.
تأسس منتجع Soneva Fushi في جزر المالديف في عام 1995، ومنذ ذلك الحين، ابتكر الفريق جهوداً جادة للتخلص من البعوض وتحسين البيئة الاستوائية في الجزيرة، وتحقيق ذلك من خلال تعاونهم مع شركة "Biogents" المقرّة في ألمانيا، حيث طورت المصائد البيئية الودية للبيئة.
تمكن المنتجع من تقليل أعداد البعوض بشكل كبير واستعادة التوازن في النباتات والحيوانات في الجزيرة من خلال هذه الجهود الجادة. وأحد الحلول الرئيسية التي اعتمدها المنتجع كان استخدام مصائد البعوض الصديقة للبيئة، مما أسهم في تقليل عددها بشكل كبير.
من خلال نظام "Biogents"، استخدم المنتجع مصائد مختلفة، بما في ذلك "BG-GAT" التي تستهدف البعوض الذي لدغ شخصاً ما بالفعل ويبحث عن مكان لوضع البيض، و"BG-Mosquitaire CO2" التي تستخدم ثاني أكسيد الكربون والسكر لجذب البعوض الباحث عن الدم، مما أدى إلى اصطياد آلاف الحشرات خلال الأسابيع الأولى.
وفي إطار جهودهم، قام المنتجع أيضاً بتثقيف موظفيه حول النظام البيئي للبعوض، وبدأوا في مراقبة وتحديد المناطق التي قد تحتوي على مياه راكدة تعمل على تكاثر الحشرات، مثل أقمشة "تارب" وقشور جوز الهند.
وبفضل هذه الجهود، شهد المنتجع انخفاضاً هائلاً في أعداد البعوض بنسبة تزيد عن 98% خلال العام الأول، وعادت الحشرات المحلية في جزر المالديف للزهور والمحاصيل مرة أخرى بعد التوقف عن استخدام المواد الكيميائية.
مدير الوعي الاجتماعي والبيئي في منتجع "Soneva"، أرنفين أوينز، أشار إلى أنهم يستمرون في مراقبة البعوض وعمليات الصيد، ولقد لاحظوا تحسناً كبيراً في البيئة المحيطة بالمنتجع، ما أدى إلى زيادة وجود الفاكهة والحشرات المحلية، وبالتالي زيادة أعداد الطيور واليراعات مرة أخرى.
من خلال هذه الجهود البيئية المستدامة، يعكس منتجع "Soneva Fushi" التزامه الدائم تجاه الاستدامة البيئية، مما يبرز التوجه البيئي الذي يحمله الثنائي المؤسس للمنتجع، سونو وإيفا شيفداساني، منذ تأسيسه عام 1995. وتعكس هذه الجهود الرائدة رؤيتهما الشاملة تجاه إعادة التدوير، والحفاظ على الطاقة، وتقليل النفايات.
بالإضافة إلى ذلك، قدم المنتجع مصائد البعوض إلى البرلمان في ماليه، العاصمة، وقدّم تدريبات للموظفين حول كيفية استخدامها، وهو ما يبرز التزامهما بمشاركة هذه التقنيات البيئية مع المجتمع المحلي.