وفقاً لموقع Science Focus، يظهر أن النساء يمتلكن فترة حياة أطول من الرجال في مختلف أنحاء العالم، حيث تتجاوز هذه الفترة في المملكة المتحدة بأربع سنوات، وتصل إلى 11 سنة في روسيا. يطرح هذا الواقع تساؤلات حول أسباب تفوق النساء في مجال الطول الحياتي.
تُعزى هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، منها نمط الحياة والاختلافات الوراثية. يتسم النساء بحياة خلوية تحتوي على نسختين من كروموسوم X في كل خلية، بينما يحمل الرجال نسخة واحدة فقط منه، إضافة إلى كروموسوم Y. يعد وجود نسختين من كروموسوم X ميزة كبيرة، حيث يُمكن استخدام النسخة الاحتياطية لإصلاح أي خلل يمكن أن يحدث. في المقابل، يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض جينية ناتجة عن مشكلات في الكروموسوم X.
يظهر الفرق في الأمور في مرحلة مبكرة من الحياة، حيث يكون الأطفال الذكور أكثر عرضة للوفاة بنسبة 20%. يزداد هذا الفارق مع مرور الوقت ليصل إلى أوجه في مرحلة البلوغ، ويمكن أن يعزى ذلك جزئياً إلى سلوكيات الذكور الأكثر مغامرة. الأبحاث تشير إلى أن هرمون التستوستيرون والتغيرات الجسدية التي يسببها يلعبان دوراً كبيراً في هذا السياق. على سبيل المثال، أظهرت دراسة في عام 2012 أن الأشخاص الذين تم إزالة خصيتيهم قبل زيادة هرمون التستوستيرون في فترة البلوغ عاشوا لمدة 14-19 عاماً أطول من أقرانهم.
على الرغم من أن العوامل الوراثية والهرمونية قد تكون ثابتة، إلا أن هناك بعض الأمل. فقد يكون ليس كل جانب من عوامل الشيخوخة محدداً مسبقاً، وهناك تأثير للعادات الثقافية على الفجوة في بعض الحالات، كما يُعتقد في روسيا حيث يتأثر الطول الحياتي بعادات مثل تعاطي الكحول والتدخين. مع تطور الثقافات، تتاح إمكانية لكلا الجنسين للعيش بحياة أكثر صحة. بغض النظر عن العوامل الوراثية، تقنيات التقدم الطبي والعلاجي تمتلك القدرة على تقليص هذه الفجوة في المستقبل.