مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



براءة الاختراع شروطها ومجالاتها وكيفية الحصول عليها
2023-03-01

ترجمة

 

براءة الاختراع هي شهادة تمنحها الحكومات للمخترعين تحمي ملكيتهم لأفكار أو اختراعات، وتعطيهم الحق بشكلٍ خاص في صنع أشياء جديدة ابتكروها أو في بيع أفكارهم والاستفادة منها؛ وعادةً ما يكون ذلك لفترة محدودة.
 
ويمنح لقب براءة الاختراع لآلة جديدة ومفيدة أو لعمليات صناعية أو منتجات مصنّعة، أو لأيّة تحسينات مفيدة وكبيرة لمنتجات موجودة فعليا.
 
كما تُمنح لمنتجات طبية ولبعض أنواع الأغذية والمركبات الكيميائية الجديدة، وأحياناً تُعطى للعمليات المستخدمة في إنتاجها، وفي بعض الدول قد تمنح للحيوانات والنباتات التي يتم تطويرها باستخدام الهندسة الوراثية.
 
أهلية الحصول على براءة الاختراع
هناك عدّة نقاط لمعرفة كون الفكرة الجديدة مؤهّلة للحصول على براءة الاختراع وهي:
 
التأكد من أنّ الفكرة لا تمثّل قانوناً من قوانين الطبيعة، أو ظاهرة من الظواهر الفيزيائية، كظاهرة البرق على سبيل المثال.
لا يمكن إطلاق براءة اختراع على عمل أدبي أو درامي أو فني؛ فهذه تعد إبداعات تحمل حقوق الطبع والنشر وتؤطرها هيئة أخرى هي المكتب الدولي لحقوق المؤلفين؛ والذي تمثله محليا مكاتب وطنية لحقوق المؤلفين في كل دولة على حدة. مع أنها مثلها مثل الاختراع تحمل حق الملكية الفكرية.
يجب أن ينطوي الاختراع على عناصر الجِدَّة؛ أي على خصائص جديدة غير معروفة في مجموعة المعارف المتوفرة في مجاله التقني. وتعرف هذه المجموعة من المعارف باسم "حالة التقنية الصناعية السابقة".
يجب أن ينطوي الاختراع على نشاط ابتكاري أو يكون "غير بديهي"، بحيث لا يمكن لأي شخص له مهارات متوسطة في المجال التقني استنتاجه ببداهة، أو صنع نسخة منه.
يجب أن يكون موضوع البراءة "أهلاً للبراءة" بموجب القانون. وفي عدد من البلدان تدخل النظريات العلمية، أو الإبداعات الجمالية أو مناهج العلوم الرياضية أو الأصناف النباتية أو الحيوانية أو الاكتشافات المتعلقة بالمواد الطبيعية أو المناهج التجارية أو أساليب العلاج الطبي (على عكس المستلزمات الطبية) في عداد الموضوعات غير المؤهلة للبراءة عامة.
يجب أن تكون الفكرة جديدة، وفريدة وواقعية وقابلة للصنع والاستخدام والتطبيق، ومفيدة وفعّالة، وقانونية وغير مسيئة للأخلاق، وتؤدي الغرض المقصود منها، مع توفر وصف للفكرة وشروطها ومحاذيرها، وخطواتها أو خطوات العمل عليها.
يجب أن يقدّم صاحب الفكرة بنفسه الطلب للحصول على براءة الاختراع، أو عن طريق محام متخصص في الأمر، إذ تشترط التشريعات في عدد من البلدان أن يمثل المودع الذي يقع محل إقامته العادي أو مكان عمله الرئيسي خارج البلد محام أو وكيل مؤهل في البلد (ما يعني عادة وكيلاً أو محامياً يقيم في البلد ويزاول عمله فيه).
 
كلفة ورسوم
تختلف الكلفة من بلد إلى آخر، نظراً لأن الرسوم الرسمية تختلف كثيراً من بلد لآخر، وتتوقف تكاليف حماية براءة الاختراع على عوامل؛ من بينها طبيعة الاختراع ومدى تعقده ورسوم المحامي والمدة التي تستغرقها دراسة الطلب والاعتراضات التي تثار خلال الفحص الذي يقوم به مكتب البراءة.
 
وتقدم بعض البلدان تخفيضات إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، وإلى مودعي الطلبات عبر الإنترنت. وفضلاً عن ذلك تجيز بعض البلدان إجراء فحص مسرّع لقاء سداد رسوم إضافية.
 
وعلاوة على ذلك متى وافق المكتب على منح البراءة، فإنه يتعين على المخترع أن يدفع رسوم الصيانة والتجديد، التي عادة ما تكون على أساس سنوي، وذلك للإبقاء على صلاحية البراءة.
 
وفي حال ما قرر حماية اختراعه في الخارج، فعليه أن يضع في حسبانه كذلك مسألة رسوم الإيداع الرسمي المناسبة في البلدان المعنية ونفقات الترجمة ونفقات الاستعانة بوكلاء البراءة المحليين الذين تشترط عدة بلدان الاستعانة بهم على الأجانب.
 
وبعد موافقة الحكومة على براءة الاختراع فإنّ المخترع يملك الحق القانونيّ في تسويق الاختراع، ويستطيع كسب المال من خلاله.
 
المجالات التي تُمنح فيها براءة الاختراع
تُمنح البراءات نظير اختراعات تنجز في أي مجال من مجالات التكنولوجيا. ويمكن أن يكون الاختراع عبارة عن منتج مركب كيميائي، أو عملية لإنتاج مركب كيميائي معيّن. ويحتوي العديد من المنتجات في الواقع على عدد من الاختراعات. فيمكن مثلاً أن تحتوي الحواسيب المحمولة على مئات من الاختراعات التي تعمل مع بعضها.
 
ويمنح لقب براءة الاختراع لآلة جديدة ومفيدة أو لعمليات صناعية أو منتجات مصنّعة، أو لأيّة تحسينات مفيدة وكبيرة لمنتجات موجودة فعليا، كما تُمنح لمنتجات طبية ولبعض أنواع الأغذية والمركبات الكيميائية الجديدة، وأحياناً تُعطى للعمليات المستخدمة في إنتاجها، وفي بعض الدول قد تمنح للحيوانات والنباتات التي يتم تطويرها باستخدام الهندسة الوراثية.
 
تعد براءات الاختراع حقوقاً إقليمية، وبصورة عامة لا تنطبق الحقوق الاستئثارية إلا في البلد أو الإقليم الذي أودع فيه طلب البراءة ومُنحت فيه البراءة، طبقا لقانون ذلك البلد أو الإقليم.
 
الترخيص للآخرين
ويجوز لمالك البراءة التصريح لأطراف أخرى أو الترخيص لها للانتفاع بالاختراع وفقا لشروط متفق عليها. كما يجوز له بيع الحق في الاختراع لشخص آخر يصبح عندئذ مالك البراءة الجديد. وعند انقضاء مدة البراءة، تنتهي الحماية ويؤول الاختراع إلى الملك العام، ويعني هذا أن يصبح الاختراع في متناول الغير لاستغلاله تجارياً من دون أن يكون معتدياً على حقوق المخترع.
 
ويقصد بالترخيص بالانتفاع ببراءة اختراع أن يصرح مالكها لفرد آخر أو لمنظمة أخرى بصنع اختراعه المحمي والانتفاع به وبيعه وما إلى ذلك. ويمنح هذا التصريح وفقا لشروط متفق عليها (مثل مدة الانتفاع والمبلغ الذي يسدده المُرخَّص له إلى المرخِّص وطريقة سداده) لغرض محدد في إقليم محدد ولفترة زمنية متفق عليها.
 
وهناك أسباب عدة تدفع المخترع إلى منح الترخيص لغيره، فقد لا يكون لديه ما يلزم من مرافق تصنيع، فيختار مثلاً السماح للآخرين بصنع اختراعه المحمي وبيعه وسداد مقابل لذلك، وقد تكون لديه هذه المرافق لكنها ليست كبيرة بما يكفي لتلبية طلب السوق؛ وفي هذه الحالة قد يهتم بترخيص البراءة لمُصنِّع آخر والانتفاع من مصدر دخل آخر.
 
وهناك حالات أخرى محتملة؛ كأن يرغب مالك البراءة في التركيز على سوق جغرافية واحدة؛ ومن ثم يجوز له أن يختار منح ترخيص لفرد آخر أو منظمة أخرى مهتمة بأسواق جغرافية أخرى. ويمكن أن يساعد الدخول في اتفاقات ترخيص على إقامة علاقة عمل يستفيد منها كل طرف.
 
مدة الحماية القانونية
تبلغ مدة الحماية القانونية للاختراع في العادة 20 سنة، اعتباراً من تاريخ إيداع الطلب.
 
وفي بعض البلدان قد تمتد فترة الحماية بموجب براءة لأكثر من 20 سنة، أو قد تصدر شهادة حماية تكميلية في بعض الحالات المعينة.
 
ويرمي تمديد فترة الحماية إلى تعويض الوقت المستغرق في إجراءات الموافقة الإدارية قبل التمكن من إدخال المنتجات إلى الأسواق. ويعني الوقت المستغرق في هذه الإجراءات أن مالك البراءة قد لا يتمكن في بعض الأحيان من الاستفادة من حقوقه لفترة زمنية طويلة بعد منح البراءة.
 
وتُمنح براءة الاختراع من طرف مكتب براءات وطني أو مكتب إقليمي ينجز هذه المهمة نيابة عن عدد من البلدان. ومن مكاتب البراءات الإقليمية التي تمنح براءات للجهات التي تنضوي تحتها:
1- المنظمة الأفريقية للملكية الفكرية.
2- المنظمة الإقليمية الأفريقية للملكية الفكرية.
3- المنظمة الأوروبية الآسيوية للبراءات.
4- المكتب الأوروبي للبراءات.
5- مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
 
براءة الاختراع ليست دولية
وعليه فلا يمكن الحصول في الوقت الراهن على "براءة عالمية" أو "براءة دولية". فالبراءات هي حقوق إقليمية؛ ومن ثم فإن إحدى الطرق للحصول على براءات في عدد من البلدان هي إيداع طلب براءة وطني لدى كل مكتب براءة وطني معني.
 
وفي بعض الأقاليم يقبل مكتب براءات إقليمي، مثل المكتب الأوروبي للبراءات والمنظمة الإقليمية الأفريقية للملكية الفكرية طلبات البراءات الإقليمية الأخرى أو يمنح هو براءات لأشخص من إقليم آخر.
 
ويكون لهذه الطلبات الأثر ذاته، شأنها شأن الطلبات المودعة أو البراءات الممنوحة لدى الدول الأعضاء في هذا الإقليم، ما يعني أن بإمكان المخترع في بعض الأقاليم الحصول على براءة إقليمية من مكتب البراءات في إقليم آخر، تكون سارية لدى بعض الدول الأعضاء في هذا الإقليم أو لديها كلها.
 
والخيار الصحيح للحصول على الحماية بموجب براءة في عدد من البلدان هو إيداع طلب دولي بموجب معاهدة التعاون بشأن البراءات التي تديرها هيئة الويبو، وهي هيئة دولية تضمن الحصول على بيانات تشريعية مشتركة بين الدول معروفة باسم "الويبو" وهي اختصار للاسم الإنجليزي (World Intellectual Property Organization) (المنظمة العالمية للملكية الفكرية) ويمكن لأي مقيم أو مواطن من دولة مشاركة في الهيئة إيداع طلب دولي واحد يكون له أثر طلب البراءة الوطني (وبعض طلبات البراءات الإقليمية) في بعض الدول المتعاقدة في معاهدة التعاون بشأن البراءات أو كلها.
 
وفي بعض الحالات يمكن أن يكون هذا خياراً مباشراً وليس خيارا لمحاولة إيداع طلبات فردية في كل بلد يريد المخترع الحصول على الحماية فيه.
 
إمكانية الطعن
يمكن الطعن في منح براءة إما لدى مكتب البراءات أو لدى المحاكم. ويجوز أن تبطل محكمة أو تلغي براءة إذا قبل طعن الغير. وفضلاً عن ذلك تتيح عدة مكاتب براءات إجراءات إدارية تسمح للغير بالاعتراض على منح براءة منها ما يطلق عليه اسم "أنظمة الاعتراض" وتختلف إجراءات الطعن في البراءات من بلد لآخر.
 
الاختراع بين الكشف والكتمان
لا يسمح للمودع أن يكشف عن الاختراع للجمهور قبل تاريخ إيداع طلب البراءة، لأن الاختراع يجب أن يمتثل لشرط الجدة.
 
كما أنه لا يسمح للمودع بعد الحصول على براءة الاختراع الإبقاء على الاختراع طي الكتمان، فالبراءات تمنحها مكاتب البراءات في مقابل الكشف الكامل عن الاختراع.
 
البحث الجماعي
معظم الاختراعات ظلت حتى القرن الـ20 من إنتاج أفراد كانوا يعملون بمفردهم، معتمدين بشكل واسع على معرفتهم ومهاراتهم الشخصية.
 
لكن خلال القرن الـ20 بدأت تظهر الجماعات العلمية التي يعمل فيها مجموعة من العلماء والفنيين في مختبرات حكومية أو صناعية أو جامعية للبحوث العلمية، يسهمون بقدراتهم على نحو مشترك بدلاً من العمل على انفراد، ويزيدون من فرص ابتكار مخترعات نافعة.
 
وفي أغلب البلدان إذا طور موظف اختراعاً في أثناء عقد عمله -أي خلال عمله في شركة ما- فإن الاختراع وما يتعلق به من حقوق في البراءة يعود للشركة. وعادة ما يحدد أصحاب العمل البنود المتعلقة بحيازة الملكية الفكرية في عقود العمل.
 
وتبعاً لأسس كل حالة، يجوز للموظف مع ذلك أن يحظى بالحق في الحصول على مكافأة منصفة وفقاً للأحكام التشريعية أو لعقد العمل. وفي عدد من الحالات يحتفظ الموظف دائماً بالحق في أن يذكر باعتباره المخترع ما لم يتخل صراحة عن هذا الحق.
 
الاختراعات عبر التاريخ
ظهرت الاختراعات الأولى منذ العصر الحجري القديم، والذي استمر إلى عام 8000 قبل الميلاد تقريباً. فقد اخترع الإنسان في ذلك العصر الفؤوس وآلات أخرى، عن طريق تشذيب العظام والصخور وقرون الحيوانات والعاج.
 
كما اختُرعت الأقواس والسهام والرماح، واكتشف الإنسان أيضاً كيف يشعل النار بضرب قطعة من الصخر بجسم معدني.
 
ومع نهاية هذا العصر، تعلم الإنسان سبل إنتاج المحاصيل الزراعية، ولذا اخترع الآلات اللازمة لإنتاج هذا العمل.
 
وحينما تعلم إنسان العصر الحجري صيد الحيوانات استخدم فراءها وجلودها في صنع الملابس، ولكن عدد الحيوانات لم يكن كافياً، مما دفع المزارعين إلى البحث عن مصدر آخر لملابسهم. ودفعتهم الحاجة للمنسوجات إلى اختراع المغازل لغزل الخيوط والأنوال لنسج الخيوط في الأقمشة.
 
وتعلم الإنسان في العصر الحجري الحديث طرْق المعادن، مثل النحاس والذهب والفضة ليصنع منها أدوات الزينة والأسلحة والأدوات المختلفة.
 
وفي عام 3500 ق.م تعلم صناعة البرونز وهو سبيكة من القصدير المخلوط مع النحاس لإنتاج معدن أقوى من كليهما واختُرعت العجلة في الحقبة نفسها تقريبا.
 
أولى الحضارات
ظهرت أولى الحضارات فيما بين 3500 و3100 سنة ق.م في وديان الأنهار في مصر وبلاد ما بين النهرين. وكانت الأنهار تفيض كل عام فاخترع الإنسان نظم القنوات والخزانات والسدود للتحكم في مياه الفيضان واخترع السومريون أول نظام للكتابة حوالي عام 3500 ق.م.
 
الإغريق
عرف الإغريق بكثير من الاختراعات، إذ اخترع "أرشميدس" أو "أرخميدس" الطنبور الذي استعمله المصريون في الري والصرف. واخترع "هيرو" المكبس ذا اللولب لعصر الزيتون والكروم.
 
الصين
منذ أكثر من 2000 عام اخترع الصينيون الورق، كما اخترعوا أيضاً الخزف والبوصلة.
 
وفي عام 1045 ميلادي اخترع أحد الصينيين العاملين في مجال الطباعة آلة طابعة متحركة، وجعل فيها كل حرف من حروف اللغة الصينية قالباً من الصلصال. ولكن هذا الاختراع لم ينقل للغرب.
 
العصر الذهبي للإسلام واختراعات المسلمين
تمتد هذه الحقبة من القرن السادس الميلادي إلى القرن الـ16، وبينما عاشت أوروبا عصوراً مظلمة كان المسلمون والعرب يعيشون في عصرهم الذهبي.
 
وقد شهدت هذه الفترة عدة اختراعات من قبل المهندسين والعلماء والمخترعين المسلمين في مجال الزراعة، والنقل وأدوات القتال والعلوم والكيمياء والعمارة ومستحضرات التجميل والمعاهد والميكانيكا والطب والعسكرية والملاحة ومعدات المواقيت وغيرها من المجالات.
 
ومن بعض الاختراعات التي ظهرت في العصر الذهبي الإسلامي: القهوة والصابون ومعجون الأسنان والشامبو والتقطير والتسبيل والتبلور والتنقية والتبخير والساعة المائية والأكسدة والترشيح والمشروبات المقطرة وحمض النيتريك وحمض البول والصمام والإنبيق والتردد ومحرك الشفط والمكبس وخياطة الأقمشة والمشرط.
 
المصدر: الجزيرة نت
 
   
   
2023-03-02  


لا يوجد تعليقات
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف