تُعد البطاريات من أهم الابتكارات التكنولوجية التي أحدثت ثورة في مجالات الطاقة المحمولة، إذ تمكننا من تشغيل العديد من الأجهزة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ولكن مع التقدم التكنولوجي، تأتي أيضاً مخاطر جديدة، خاصة مع أنواع معينة من البطاريات التي تتمتع بقوة وكفاءة عاليتين، مثل بطاريات الليثيوم.
وفقاً لتجربة أجراها خبراء السلامة والأمن الصناعي، كشفت النتائج عن أن الشظايا الناتجة عن انفجار بطارية يمكن أن تتناثر لمسافة تصل إلى 250 متراً. وكانت أخطر الأنواع التي تم اختبارها هي بطاريات الكاثود السائلة التي تحتوي على مزيج من الليثيوم وكلوريد الثيونيل (Li/SOCl2)، ومزيج الليثيوم والمنغنيز (Li/MnO2)، ومزيج الليثيوم والبولي مونوفلورايد (Li/CFx) ومزيج الليثيوم والفاناديوم (Li/xV3O8). هذه البطاريات تُستخدم في الأجهزة التي تتطلب مصادر طاقة قوية، وتأتي إما في شكل بطاريات قابلة للشحن أو للاستخدام لمرة واحدة.
فهذه البطاريات تعتمد على معدن الليثيوم مع نظام مؤكسد قوي، مثل كلوريد الثيونيل، وهو خليط من حمض الكبريتيك وحمض الهيدروكلوريك. وإن التعامل الخاطئ مع هذه البطاريات قد يكون كارثياً، حيث يمكن أن تتسبب بطارية بحجم صغير مثل (AA) في قطع الإصبع، بينما يمكن للبطارية بحجم (C) أن تسبب قطع اليد، أما البطارية من الحجم (D) فقد تقطع الذراع بالكامل.
تكمن خطورة هذه البطاريات في أنها لا تحتاج دائماً إلى التعامل اليدوي لتتسبب في انفجار. فقد أشار الخبراء إلى أن الضرر الميكانيكي أو التلاعب غير المقصود في إعدادات الجهاز، سواء عن بُعد أو بسبب عيوب تصنيعية، يمكن أن يؤدي إلى الانفجار دون علم أو تدخل من المستخدم.
مخاطر وحلول
المخاطر المرتبطة بهذه البطاريات تستدعي زيادة الوعي حول طرق استخدامها وتخزينها بشكل آمن. يجب توخي الحذر عند التعامل مع البطاريات عالية الطاقة، خاصةً تلك التي تُستخدم في الأجهزة الصناعية أو الإلكترونية الحساسة. استخدام العزل المناسب والتأكد من عدم تعرض البطاريات لأضرار ميكانيكية أو ارتفاعات حادة في درجات الحرارة، يمكن أن يساعد في تقليل احتمالات الانفجار.
في النهاية، يمثل تطور بطاريات الليثيوم تقدماً مهماً في مجال الطاقة، ولكنه يرافقه تحديات يجب مواجهتها بحذر وتفهم. الابتكار لا يعني فقط تطوير تقنيات جديدة، بل يعني أيضاً تبني إجراءات أمان جديدة تواكب هذه التطورات لضمان سلامة الجميع.