مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



كفن السيد المسيح
2024-08-26

ترجمة

 

أعلن فريق من العلماء الإيطاليين أنهم تمكنوا من تحديد تاريخ كفن تورينو بدقة، مما يشير إلى أنه يعود إلى فترة زمنية تتزامن مع زمن السيد المسيح.

هذه الدراسة، التي نُشرت لأول مرة في عام 2022، تتحدى الفكرة السائدة بأن الكفن "مزيف" ومن الممكن أن يكون قد تم صنعه في العصور الوسطى. وقد لاقت الدراسة اهتماماً كبيراً ونُشرت على نطاق واسع في وسائل الإعلام بالمملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وأيرلندا.

يعتقد العديد من المسيحيين أن كفن تورينو، المعروف أيضاً بـ"الكفن المقدس"، هو الكفن الذي لف فيه جسد السيد المسيح عند دفنه. ويُعد هذا الكفن أحد القطع الأثرية الأكثر دراسة في العالم.

 

ما هو كفن تورينو؟

كفن تورينو هو قطعة من نسيج الكتان يبلغ طولها 4.42 متراً وعرضها 1.21 متراً. يحمل الكفن آثار دماء وصورة باهتة لرجل ملتحٍ وعينيه غائرتين، ويعتقد الكثيرون أنها تمثل جسد المسيح الذي طُبعت آثاره بشكل معجزي على النسيج.

توجد على الكفن علامات يُقال إنها تتماشى مع الجروح التي أصابت المسيح أثناء صلبه، مثل جروح في الظهر نتيجة الجلد، وكدمات على الكتفين بسبب حمل الصليب، وجروح على الرأس نتيجة ارتداء إكليل الشوك، وفقاً للمعتقدات المسيحية.

وفقاً للإنجيل، لفّ يوسف الرامي جسد المسيح بكفن من الكتان بعد وفاته قبل وضعه في القبر. ظهر الكفن لأول مرة في خمسينيات القرن الرابع عشر عندما قدمه فارس يُدعى جوفروي دي شارني لكاهن كنيسة في ليري بفرنسا، حيث أعلن الكاهن أن هذا هو كفن المسيح.

لكن في عام 1389، شكك بيير داركيس، أسقف مدينة تروا الفرنسية، في صحة الكفن واعتبره مزيفاً. وفي عام 1578، نُقل الكفن إلى الكنيسة الملكية في كاتدرائية سان جيوفاني باتيستا في تورينو بإيطاليا، حيث لا يُعرض على الجمهور إلا في مناسبات خاصة.

في عام 1988، أجرى علماء من سويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة اختبارات باستخدام الكربون المشع على جزء صغير من الكفن، وخلصوا إلى أنه يعود للفترة بين 1260 و1390 ميلادية.

في دراسة جديدة أجراها علماء من معهد علم البلورات في إيطاليا، التابع للمجلس الوطني للبحوث، تم تحليل ثمانية خيوط صغيرة من الكتان المكون للكفن باستخدام تقنية الأشعة السينية. وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة "هريتيدج" في أبريل 2022، لكنها حظيت باهتمام إعلامي مؤخراً.

استطاع العلماء قياس مدى تحلل السليلوز في الكتان بمرور الزمن وتحويل هذه المعلومات إلى تقدير للفترة الزمنية منذ صناعة النسيج. كما استخدم الفريق معايير أخرى مثل درجة الحرارة والرطوبة التي تم الاحتفاظ بالنسيج فيها، وخلصوا إلى أن الكفن يعود إلى نحو ألفي عام، أي إلى زمن المسيح تقريباً.

يؤكد العلماء أن الأساليب التي استخدموها لتحديد تاريخ الكفن أكثر دقة مقارنة بتقنية الكربون المشع، التي قد تكون نتائجها غير دقيقة بسبب تأثر الأقمشة بالتلوث.

ومن الجدير بالذكر أن الكفن مصنوع من نوعية من الكتان التي كانت مستخدمة في العصور القديمة وليس من الأنواع المستخدمة في العصور الوسطى.

 

ماذا تعني هذه النتائج؟

لا يدعي العلماء الإيطاليون أن كفن تورينو هو بالضرورة الكفن الذي لُف به جسد المسيح، بل يشيرون فقط إلى أن النسيج يعود إلى نفس الفترة الزمنية التي عاش فيها المسيح.

هذه الدراسة تنضم إلى العديد من الأبحاث السابقة حول الكفن، حيث نُشر منذ ثمانينيات القرن الماضي أكثر من 170 دراسة أكاديمية حول الموضوع، بعضها يؤكد أصالة الكفن، والبعض الآخر يشكك في ذلك.

كما أن الفاتيكان قد غيّر موقفه عدة مرات بشأن ضرورة اعتبار الكفن كفن السيد المسيح.

 

 

   
   
2024-08-26  


لا يوجد تعليقات
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف