أظهرت دراسة حديثة أن الشمبانزي البري يستخدم النباتات للعلاج الذاتي ضد بعض الأمراض. نشرت الدراسة في مجلة PLOS One، وأشرف على إعدادها فريق بحثي مشترك من جامعة أكسفورد البريطانية وجامعة نويبراندنبورغ الألمانية. تسلط هذه الدراسة الضوء على مدى ذكاء الشمبانزي وقدرته على استغلال الموارد الطبيعية للعناية بصحته، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم الطب الطبيعي واحتمالات تطوير علاجات جديدة للبشر.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" الألمانية، لاحظ الباحثون في غابة بودونغو في أوغندا شمبانزي مصاباً بالإسهال والدودة الشريطية يتوجه إلى موقع معين في الغابة لجمع نبات معين يُدعى "Alstonia boonei" ومضغه. تُستخدم هذه الشجرة منذ زمن طويل في الطب التقليدي، وأكدت الاختبارات التي أجراها العلماء أنها تحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات. وقد لاحظ الباحثون أن تناول هذه العشبة أدى إلى تحسن حالة الشمبانزي الصحية بشكل ملحوظ.
وأشار الباحثون إلى أهمية متابعة هذا السلوك لدى الشمبانزي لأنه قد يساهم في اكتشاف أدوية جديدة للبشر. كما شددوا على ضرورة حماية الغابات التي تُعتبر بمثابة "صيدليات طبيعية" وأهمية الحفاظ على الشمبانزي الذي يعيش فيها.
شملت الدراسة مراقبة مجموعتين من الشمبانزي في غابة بودونغو لمدة أربعة أشهر لكل منهما. وأظهرت النتائج أن الشمبانزي يختار النباتات التي تُستخدم أيضاً في الطب التقليدي لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض. ووجد الباحثون أن الشمبانزي المصاب بالطفيليات أو الجروح يستهلك نباتات معينة لمكافحة هذه المشكلات. على سبيل المثال، تناول شمبانزي مصاب بجروح نبتة تحتوي على خصائص مضادة للالتهابات مما ساعد على الشفاء.
أكدت الدراسة على ضرورة تعزيز جهود حماية هذه البيئات الطبيعية والأنواع الحيوانية التي تسكنها، مما يتيح الفرصة لمزيد من الأبحاث التي يمكن أن تكون مفيدة للبشرية جمعاء. وأضاف الباحثون أن فهمنا لهذا السلوك الحيواني يمكن أن يساهم في تطوير علاجات طبيعية جديدة للبشر، خاصة مع تزايد الاهتمام بالطب التقليدي والنباتي في العصر الحديث.
تفتح هذه الدراسة آفاقاً جديدة للتعاون بين الباحثين في مجالات الطب الطبيعي والبيئة والحيوان، مما يمكن أن يساهم في تطوير استراتيجيات جديدة للحفاظ على التنوع البيولوجي واستغلاله لصالح صحة الإنسان.