التلاعب النفسي أو ما يعرف بـ Psychological manipulation هو أحد أساليب التأثير النفسي الذي يستخدمه البعض للتلاعب بالأفكار أو المواقف لصالحهم، وغالباً ما يتم ذلك بأسلوب ماكر وخفي. يتجلى هذا السلوك في العلاقات الشخصية والاجتماعية وحتى المهنية، حيث يسعى المتلاعبون إلى التحكم في ردود أفعال الطرف الآخر لتحقيق أهدافهم.

فيما يلي عرض لبعض أساليب التلاعب النفسي الأكثر شيوعاً، وكيف يمكن التصدي لها:

1. التلاعب بالأحداث

يقوم المتلاعب بإعادة صياغة الوقائع بطريقة تُظهره بريئاً أو تُحمِّل الطرف الآخر المسؤولية. غالباً ما يخفي المتلاعب الجوانب الهامة من القصة ويبرز السطحي منها لتحقيق مصالحه. للتعامل مع هذا الأسلوب، يمكن طرح أسئلة مباشرة ومغلقة (بنعم أو لا) للحد من قدرته على التلاعب، مع التحقق من التفاصيل من مصادر متعددة.

2. عبارات تُلقي اللوم عليك

من أشهر العبارات التي يستخدمها المتلاعبون:

• "أصبحت حساساً جداً."
• "من الصعب الحديث معك مؤخراً."
  هذه العبارات تُستخدم لتحويل محور النقاش من الموضوع الأساسي إلى شخصك.

​لتجنب ذلك يمكن الرد باقتضاب وإعادة النقاش إلى مساره الطبيعي، مثل القول: "لنركز على الموضوع الأساسي ثم نعود لهذه النقطة لاحقاً."

3. المضايقة الفكرية

يعتمد المتلاعب على إغراقك بكمٍّ كبير من المعلومات والأرقام، سواء كانت صحيحة أو مختلقة، لإقناعك بما يريد. هذا التكتيك يهدف إلى إرهاقك نفسياً ودفعك للتسليم بصحة كلامه. عند مواجهة هذا الأسلوب، استخدم منطقك واستفسر عن مصادر المعلومات المطروحة، أو قم بالتحقق منها بنفسك عبر البحث المستقل.

4. تقديم الإنذارات وضيق الوقت

استخدام الضغط الزمني هو أسلوب آخر للتلاعب، كأن يقول المتلاعب: "لديك حتى الغد لتقرر، وإلا ستفقد الفرصة." هذا التكتيك يعتمد على خلق شعور بالذعر لاتخاذ قرارات سريعة وغير مدروسة. الحل هنا هو التروي وعدم الاستسلام لهذا الضغط، بل التفكير بعمق واستشارة الآخرين عند الضرورة.

5. تكرار الاسم

تكرار اسمك بشكل مبالغ فيه خلال الحديث قد يكون محاولة للسيطرة على انتباهك وإثارة استجابتك العاطفية. للتعامل مع هذا الأسلوب، ركّز على محتوى الحديث بدلاً من التأثر بالإشارات العاطفية.

6. السخرية والفكاهة السوداء

قد يستخدم المتلاعب السخرية منك لتقليل قيمتك ورفع مكانته في الحوار. إذا شعرت بهذا الأسلوب، حافظ على هدوئك ولا تُظهر أي تأثر. الرد بثقة واحترافية يعيد توازن القوة في الحوار.

7. "لا أفهم ما تقول"

هذه العبارة تُستخدم للتقليل من أفكارك وتحميلك مسؤولية تعقيد الموضوع. لمواجهتها، أعد صياغة حديثك ببساطة، أو وجه للطرف الآخر أسئلة تُلزمه بالمشاركة في النقاش بدلاً من التهرب منه.

8. إفساح المجال للحديث أولاً

إتاحة الفرصة لك للتحدث أولاً يُمكن المتلاعب من فهم مواقفك ونقاط ضعفك. لتجنب الوقوع في هذا الفخ، لا تعطِ الكثير من التفاصيل في البداية، وكن مستعداً لتحليل ردوده وانتقادها.

خلاصة

التلاعب النفسي هو سلوك خفي يتطلب وعياً ومهارة للتعامل معه. المفتاح هنا هو التركيز على المنطق، والتحقق من المعلومات، والحفاظ على الثقة بالنفس أثناء النقاش. إن استطعنا التعرف على هذه الأساليب مبكراً، يمكننا تقليل تأثيرها علينا وإدارة الحوار بفعالية.