منذ ما يقارب ألفي عام، شيد الرومان صروحاً هائلة لم تزل حتى اليوم شاهدة على عظمة حضارتهم. ومن بين تلك الصروح، تحتل المدرجات الرومانية مكانة بارزة، إذ جمعت بين الطابع المعماري الفريد والوظيفة الاجتماعية والثقافية التي جعلتها قلب الحياة العامة في المدن الرومانية.
لم تكن المدرجات مجرد ساحات للترفيه، بل كانت رمزاً للقوة والسيطرة. احتضنت عروض المصارعة، وصيد الحيوانات المفترسة، والاحتفالات العامة، وأحياناً حتى الخطابات السياسية. بذلك أصبحت المدرجات جزءاً من هوية "المدينة الرومانية" حيث يلتقي المجتمع بمختلف طبقاته.
أكبر مدرج روماني على الإطلاق (70–80م).
يتسع لما بين 50 – 80 ألف متفرج.
رغم شهرته، فإن حالته أقل حفظاً من بعض المدرجات الأخرى بسبب الزلازل ونهب الحجارة.
شُيد في القرن الثالث الميلادي.
ثالث أكبر مدرج روماني في العالم بعد الكولسيوم وكابوا.
محفوظ بدرجة مدهشة حتى اليوم، حتى لُقّب بـ"الكولوسيوم الإفريقي".
بُني في القرن الثاني الميلادي.
يتسع لحوالي 15 ألف متفرج.
ما يميزه أن قلعة إسلامية بُنيت حوله لاحقاً، مما حافظ على جدرانه سليمة.
يعود إلى القرن الأول الميلادي.
من أفضل المدرجات الأوروبية حفظاً.
ما يزال يُستخدم حتى اليوم للعروض والمهرجانات.
كان يتسع لـ 20 ألف متفرج
يستضيف فعاليات ثقافية وسياحية متواصلة.
بُني في القرن الأول الميلادي.
كان يتسع لحوالي 23 ألف متفرج.
من أجمل الصروح الرومانية على البحر الأدرياتيكي.
شُيد في القرن الأول الميلادي.
يستضيف حفلات الأوبرا منذ القرن التاسع عشر، وما زال قائماً بشكل جيد.
ثاني أكبر مدرج روماني بعد الكولوسيوم.
موطن المصارعين، منهم الشهير سبارتاكوس.
حالته اليوم جزئية، لكنه لا يزال يحتفظ بالهيكل العام.
بُني في القرن الثاني الميلادي بمدينة إيتاليكا.
يتسع لحوالي 25 ألف متفرج.
استخدم في تصوير أحداث معاصرة لأفلام ومسلسلات تاريخية.
بقاياه قليلة بعد الهدم والنهب، لكنه كان من أكبر المدرجات في شمال إفريقيا.
مدرج صغير نسبيًا لكنه محفوظ جيدًا.
يظهر العمارة الرومانية التقليدية مع أقواس حجرية متينة.
جزء من مدينة جرش الرومانية.
مدمج ضمن المخطط الحضري للمدينة القديمة ويستضيف فعاليات موسمية.
مدرج روماني في شمال بريطانيا.
متحف مفتوح للحفاظ على التراث الروماني في بريطانيا.
إذا أردنا ترتيب هذه المدرجات وفق حالتها الراهنة، فإن مدرج الجم في تونس ومدرج بصرى في سوريا يتقدمان القائمة كأكمل النماذج الباقية، يليهما مدرجا نيم وأرل في فرنسا، ثم بولا وفيرونا وكابوا وإيتاليكا. أما الكولوسيوم وقرطاج فهما أقل حفظاً، رغم ضخامة الكولوسيوم وشهرته العالمية.
هذه المدرجات ليست مجرد آثار حجرية، بل هي "ذاكرة معمارية" لحضارة امتدت من روما إلى أطراف إفريقيا والمشرق. فهي تروي قصة عن كيفية فهم الرومان للسلطة، وللجماهير، وللمدينة كمركز للحياة. كما أن استمرار بعضها في الخدمة حتى اليوم يثبت أن العمارة الكلاسيكية لم تكن جمالية فحسب، بل عملية وقابلة للبقاء.
من الجم في تونس إلى بصرى في سوريا، ومن نيم إلى روما، ومن إيتاليكا إلى جرش وتيبازة، تبقى المدرجات الرومانية شاهدة على قدرة الإنسان على تشييد صروح تتحدى الزمن. إنها ليست مجرد مسارح حجرية، بل أماكن عاش فيها التاريخ ودوّى صدى الجماهير، ولا تزال تلهم العالم حتى يومنا هذا.
Powered By Dr.Marwan Mustafa