في الأول من أبريل من كل عام، ينتشر جو من المرح والخداع البريء فيما يُعرف بـ"كذبة نيسان"، حيث يتبادل الناس والشركات وحتى وسائل الإعلام الخدع والمقالب. ولكن كيف بدأت هذه العادة؟ وما أبرز الكذبات التي شغلت العالم عبر التاريخ؟
يعود تاريخ "كذبة نيسان" إلى عدة نظريات، لكن لا يوجد أصل محدد لها. إحدى الفرضيات تربطها بتغيير التقويم في فرنسا عام 1582 عندما استبدل الملك شارل التاسع التقويم اليولياني بالتقويم الغريغوري. أدّى هذا التغيير إلى نقل الاحتفال برأس السنة من الأول من أبريل إلى الأول من يناير. ومع ذلك، استمر بعض الناس في الاحتفال بالعام الجديد في أبريل، فصاروا موضع سخرية وتلقّوا دعوات لحفلات وهمية أو هدايا مزيفة، مما قد يكون أصل المزاح المرتبط بهذا اليوم.
نظريات أخرى تربط كذبة نيسان بمهرجانات الربيع القديمة التي كانت تشمل ألعاباً وخدعاً، مثل مهرجان "هولي" في الهند أو احتفالات الرومان بيوم "هيلاريا" (Hilaria).
على مرّ التاريخ، استغل الإعلام والشركات وحتى الحكومات هذا اليوم لنشر أخبار زائفة أدهشت العالم. إليك بعض أشهر هذه الخدع:
في تقرير إخباري مزيف، عرضت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لقطات لمزارعين سويسريين يجنون المعكرونة من الأشجار، مما دفع بعض المشاهدين إلى التساؤل عن كيفية زراعة المعكرونة في منازلهم!
نشرت وسائل إعلام إيطالية خبراً يفيد بأن برج بيزا المائل أصبح مستقيماً بفضل جهود هندسية حديثة، مما أثار موجة استياء بين عشاق المعلم الشهير قبل أن يتضح أنها مجرد خدعة.
أعلنت سلسلة مطاعم "برجر كينغ" في إعلان صحفي عن تقديم "برجر للأشخاص العُسر"، مصمم بحيث توزّع مكوناته بطريقة مناسبة لمن يستخدمون يدهم اليسرى. العديد من الزبائن طلبوا البرجر الجديد، قبل أن تُعلن الشركة أنها مجرد مزحة.
أعلنت شركة جوجل عن خدمة جديدة تسمح للمستخدمين بشم الروائح عبر الإنترنت، الأمر الذي أثار دهشة الكثيرين، قبل أن يتبين أنها مجرد كذبة أبريل ذكية من عملاق التكنولوجيا.
انتشر خبر مفاده أن العلماء اكتشفوا تحول لون البحر الأحمر إلى الأزرق الفاتح بسبب ظاهرة طبيعية نادرة، ليتضح لاحقاً أنه خبر ساخر نُشر بمناسبة الأول من أبريل.
بالإضافة إلى كذبة نيسان، هناك خدع أخرى دخلت التاريخ، ومنها:
إذاعة "حرب العوالم" (1938): قام المخرج أورسون ويلز ببث مسرحية إذاعية تحاكي غزواً فضائياً للأرض، مما أثار الذعر بين الآلاف من المستمعين الذين ظنوا أن الأمر حقيقي.
خدعة "مخطوطة بيلافين" (1791): ادّعى عالم أن هناك مخطوطة قديمة تثبت أصول الحضارة الروسية، لكنها كانت ملفقة بالكامل.
"الإنسان البيلتداوني" (1912): زعم علماء أنهم عثروا على جمجمة تثبت وجود "الحلقة المفقودة" بين الإنسان والقردة، ليكتشف العلماء بعد 40 عاماً أنها مجرد خدعة متقنة.
قد تبدو بعض الكذبات سخيفة، لكنها تلعب دوراً نفسياً في كسر الروتين اليومي وبث روح الدعابة، طالما أنها لا تؤدي إلى ضرر أو خداع سلبي. كما أنها تكشف عن مدى سرعة انتشار المعلومات دون التحقق منها، خاصة في عصر الإنترنت.
سواء كانت كذبة نيسان مجرد تقليد مرح أم عادة ذات جذور تاريخية، فإنها تظل جزءاً من الثقافة الشعبية العالمية. وبينما يستمتع البعض بهذه الخدع، يجب توخي الحذر حتى لا تتحول المزحة إلى ضرر حقيقي، خصوصاً في عصر الأخبار المزيفة.
Powered By Dr.Marwan Mustafa