نبتة تنمو عليها الطماطم (البندورة) فوق الأرض والبطاطس (البطاطا) تحت الأرض.

هذه النبتة الغير عادية تم تطويرها في المملكة المتحدة، وتستطيع هذه النبتة إنتاج حوالي 500 حبة طماطم حلوة في الجزء الواقع فوق الأرض، وتنتج البطاطس البيضاء الحلوة تحت الأرض، ويطلق على هذه النبتة إسم “TomTato” أو "Pomato"، تم تطوير هذه النبتة بطرق طبيعية 100% وليست معدلة جينياً كما قد يعتقد البعض.

خلفية
في عام 1977 تَطور مَفهوم تَطعيم البَطاطا والطماطم بِحَيث يَتِم إنتاجُهما مَعاً على نَفس النبتة في مَعهد ماكس بلانك لعلم الأحياء التنموية في توبنغن-ألمانيا، وعلى الرُّغم مِن صحة النَّبتة، لَم تُنتج البطاطا والطماطم. وأنتَج مَعهد ماكس بلانك لبحوث تَربية النباتات في كولونيا نَباتاً مع الفاكهة في عام 1994.

كَما هُو الحال مَع جميع الطعوم، هذا النَّبات لا يَنمو في الطبيعة وَحده ولا يُمكن زِراعَته مِن البُذور، لأن هُناك جُزأين مِن النبات لا تَزال مُنفصِلَة وِراثِياً، وتَعتَمد فَقَط عَلى بَعضها البعض لِلتغذية والنُّمُو. مِثل مُعظم الأنواع الناتِجة مِن تَطعيم النَّبات، حَيث يَتِم عَمل شَق صَغير في جذع كُل مِن النَّباتَين وهي مَربوطة مَعاً، وبِمُجَرد أن تَلتَئِم الشقوق وتُضَم النّباتات، يُمكن قَطع الجُزء الوَرَقي مِن نَبتة البطاطا ويمكن إزالة جُذور الطماطم، تارِكة أوراق نَبات الطماطم لِتَغذية جُذور نَبتَة البطاطا. والجُذور الأصلِية(البطاطا) تَعمل بِوصفها نظاماً جذرياً مستقراً وصحياً، ويَتِم اختِيار النَّباتات (الطماطم) لِثِمارها، والزُّهور أو أوراق الشَّجر. ويَنبَغي أن تَكون الطماطم جاهِزة للحصاد بعد حوالي 12 أسبوعاً خلال الصيف، وينبغي أن تكون البطاطا جاهِزَة بَعد أن تَبدأ أوراق الطماطم في الموت مرة أخرى، عادة في أوائل الخريف. ويُمكن استخدام التطعيم بهذه الطريقة لإنتاج العَديد مِن المَحاصيل المُختلفة مِن نَفس النبات، عَلى سَبيل المِثال تَزايد شَعبية أشجار "سَلطة الفاكهة"، وهِيَ شَجرة واحِدة تُنتج أنواعاً مُتَعددة مِن الحمضيات، أو شَجَرة مَع مَجموعة مُتَنَوعة مِن الفواكه مع الحجارة مثل (الخوخ والبرقوق..إلخ).

تم إنتاج هذه النبتة عن طريق التطعيم، بإستخدام تكنولوجيا فائقة الدقة بواسطة طومسون ومورغان، وهي شركة يقع مقرها في بلدة ايبسويتش (سوفولك)، بإنجلترا. وعلى الرغم من أنه تم إنتاج نباتات مماثلة في الولايات المتحدة من قبل إلا أن هذه النبتة تتميز بإمكانية إنتاجها بشكل تجاري.
 
ووفقاً لجمعية البستنة الملكية البريطانية، فإن الطعم كان يشكل مشكلة كبيرة في الأصناف السابقة، لكن نبتة TomTato تخطت هذه المشكلة بنجاح.

ويقول بول هانسورد مدير شركة طومسون ومورغان: “أن فكرة النبتة قد راودته قبل 15 سنة عندما كان في زيارة لحديقة في الولايات المتحدة، حيث رأى نبتة بندورة وقد تم زرع نبتة بطاطا تحتها كنوع من المزاح، فعلم عندها أنه يمكن أن ينتج نبتة تنتج البطاطا والبندورة لأنهم ينتمون لنفس العائلة، وقد عمل على هذه الفكرة منذ ذلك الحين وحتى نجح بإنتاجها أخيرا”.
 
ويضيف هانسورد، أن إنتاج هذه النبتة كان صعب جداً، حيث أن سمك جذع نبتة البندورة وجذع نبتة البطاطا يجب أن يكونوا بنفس السمك لكي تنجح العملية، ويقول أنه بعد كثير من التجارب، وبالإستعانة بمتخصصة في تطعيم النباتات وجد الحل لهذه المشكلة.
 
يتم إنتاج هذه النبتة عن طريق أخذ عينة من النسيج بحجم رأس دبوس من كل من نبتة الطماطم ونبتة البطاطس، ثم يتم فحص كل عينة للتأكد من خلوها من الفيروسات، ثم توضع هذه العينات لتنمو في وسط هلامي ثم في السماد، وعندما يصل طول كل نبتة ل 2 بوصة، يتم قطع الجذع بزاوية معينة ثم يتم تطعيم النبتتين معاً حتى يحصل إلتحام طبيعي بينهم.
 
يتم تطعيم النبتتين بعناية وبشكل يدوي، لتنتج نبتة فريدة تستطيع إنتاج كلاً من البطاطا والبندورة، وكل هذا بعملية طبيعية وآمنة، وفي البداية يتم تطعيم النباتات في مختبر مخصص في هولندا، ثم يتم شحن هذه النباتات للملكة المتحدة، حيث تنمو هناك حتى تصبح كبيرة كفاية ليتم بيعها بعد ذلك.
 
يجب الإشارة إلى أن أوراق البطاطا لا تكون موجودة في هذه النبتة، كما أن البطاطا حلوة أكثر بكثير من تلك التي نشتريها من السوق.

الفوائِد
اعتُبِرَت نباتات الطمطاطو تِقَنِية جَديدة لِجَعل إنتاج الأغذية أكثر كفاءة، حَيثُ أنَّها تَزيد مِن كَمية المَحاصيل التي يُمكن إنتاجُها عَلى قِطعة الأرض أو في بيئة حضرية صَغيرة, وهذا لَه آثار كبيرة عَلى البلدان النامية، حَيثُ يُمكن لِلمزارعين أن يُوفروا المَساحة والوَقت والجهد دونَ التأثير عَلى نَوعية مُنتجاتِهم بِزراعة النَّباتات المُتنامِية. إضافَةً إلى ذلك يُمكن لِلتطعيم تَحسين القُدرة على مُقاومة البكتيريا والفيروسات والفطريات، وجَذب مَجموعَة أكثر تَنوعاً مِن المُلَقِّحات وتَوفير جذع قوي لنباتات الزينة الحسّاسة.