ابتدأً من العمر 30 – 45 عام نبدأ بالاحساس بالتغيرات الحاصلة ببشرتنا وطبيعة الجلد وذلك من خلال ظهور الخطوط الأولى من التجاعيد, التصبغات, الكلف, خطوط العمر والعديد من التغيرات على مستوى تصنيع, جودة وكمية الكولاجين وألياف الايلاستين ونقص كمية الغليكوزأمينوغليكان.
تُعرّف مضادات الأكسدة على أنّها مواد طبيعية أو من صنع الإنسان، تمنع أو تؤخر بعض أنواع تلف الخلايا. ومن الأمثلة نذكر فيتامينات C و E والسيلينيوم والكاروتينويدات مثل البيتا كاروتين والليكوبين واللوتين والزياكسانتين.
وقد تبين أن جزيئات مضادات الأكسدة مقاومة للإجهاد التأكسدي في التجارب المخبرية (على الخلايا أو الحيوانات)، ومع ذلك يوجد قلق من أن استهلاك مضادات الأكسدة على شكل مكملات بجرعات عالية قد يكون ضاراً بالصحة.
تحمي مضادَّاتُ الأكسدة الخلايا من الأضرار التي تسبِّبها الجزيئات غير المستقرَّة، والمعروفة باسم الجذور الحرَّة. فقد أظهرت البحوثُ المختبريَّة والحيوانية أنَّ مضادَّات الأكسدة تساعد على الوقاية من حدوث الضرر بالجذور الحرَّة، والذي يرتبط بالإصابة بمرض السرطان، ولكنَّ التجارب التي أُجريت مؤخَّراً على البشر (تجارب سريرية) لم تظهر نتائج متماثلة.
الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي
الجذور الحرة هي عبارة عن مركبات غير ثابتة تتفاعل مع الليبيدات والبروتينات بالأغشية الخلوية وتوقف العمليات الفيزيولوجية بالخلية, حيث تهاجم المادة الوراثية في الخلية الـ (DNA) وتقوم بالعديد من التغيرات على مستوى تكرار الـDNA وبالتالي لا تتم عملية تجديد الخلية بالشكل الصحيح.
تسبب الجذور الحرة أيضاً تغيرات على مستوى اصطناع الكولاجين ومركبات بنيوية أخرى بالجلد مثل البروتوغليكان فتجعل الجلد أقل مرونة وقدرة على الترطيب وتجعله أكثر حساسية لأشعة الشمس والعوامل الخارجية الأخرى. هذا الضرر الخلوي يعرف باسم الاجهاد التأكسدي أو مايسمى بالخلل الحاصل بخلايا الجلد بسبب زيادة الجذور الحرة على حساب مضادات الاكسدة.
يدخل الغليكوزأمينوغليكان بتركيب النسج الحية. ويعد حمض الهيالورونيك من أهم أنواعه وهو عبارة عن جزيء لديه قدرة عالية على الترطيب (يحتفظ حتى 3000 مرة من وزنه من الماء), ويعد مكون أساسي بالكريمات التجميلية بوقتنا الحاضر وذلك لخواصه المرطبة ووظيفته بتجديد الخلايا واصطناع البروتوغليكان.
كيف تنشأ الجذور الحرة
تنشأ الجذور الحرة بسبب العمليات الحيوية الطبيعية داخل الجسم، ومن بين هذه العمليات الأيض ومهاجمة جهاز المناعة للفيروسات والبكتيريا، وبما أن الجذور الحرة ذرات وجزيئات غير مستقرة فإنها تسعى بأي طريقة للاستقرار ولكن عن طريق سرقة الالكترونات وليس مشاركتها، وبالتالي فأنها عندما تهاجم أي جزيء مستقر وتسرق أحد الالكترونات فإن الجزيء نفسه يصبح جذر حر وبالتالي فإنه يهاجم جزيء آخر مستقر وهكذا يتنج سلسلة من التفاعلات السلبية والتي تتسبب بتشوه الخلايا وتلفها.
ولكن عندما ينتج الجسم كميات كبيرة من هذه الجذور بسبب التلوث البيئي أو بسبب عادات سلبية مثل التدخين أو التعرض للاشعاعات والأمواج الكهرومغناطيسية لا يمكن للجسم السيطرة على هذا الكم الهائل، وبالتالي فإنه يحتاج لمساعدة خارجية، وتتمثل هذه المساعدة بتناول مضادات الأكسدة.
تأثير الأشعة الشمسية
1. الأشعة UV-C: تعد الأسوأ فهي أشعة سامة وضارة بشكل كبير, يتم فلترة هذه الأشعة بطبقة الأوزون, إذاً هي لن تسبب لنا الاذى ولكن ليس من الخطأ ان نكون على بينة من تجنب الملوثات التي تعزز تدمير طبقة الاوزون.
2. الأشعة UV-B: يتم فلترة 90% منها بطبقة الأوزون ويعبر شي بسيط للطبقة الظهارية بالجلد ولكن تعد من أهم المسببات لمشاكل البشرة كالحروق والحمامى و 75% من الآثار المسرطنة.
3. الأشعة UV-A: هذه الاشعة لاتتم فلترتها بطبقة الأوزون فهي تعبر بشكل كبير للأدمة بالجلد, فهي المسؤولة عن علامات الشيخوخة كالتجاعيد, البقع وسرطان الجلد.
أما بالنسبة للأشعة تحت الحمراء فسوف نركز على الأشعة IR-A (65% من السكان لايعرف ماهي). هذا النوع من الاشعة لديه القدرة على اختراق الطبقات العميقة بالجلد وعبوره لطبقة تحت الأدمة مما تسبب بضياع القدرة على الترطيب وتشكل الجذور الحرة والمساهمة بتدهور ألياف الكولاجين.
تأثير التدخين
أن النيكوتين يزيد من ضغط الدم, يقلل من امتصاص الريتنول (VIT A), يغير من اصطناع هرمون الاستروجين بالجسم, يؤثر على اصطناع الكولاجين والايلاستين بالجلد, ويخفض من قوة مضادات الاكسدة. أيضاً يُسبب النيكوتين انخفاض بتدفق الدم وبالتالي قلة التزويد بالاوكسجين والمغذيات للانسجة.
إن التدخين يسبب زيادة بانتاج الجذور الحرة فمع كل سيكارة سوف تتشكل بلايين وبلايين من الجذور الحرة التي ستساهم بتعجيل شيخوخة الجلد (خطوط العمر) وظهور التجاعيد خاصة بمنطقة الشفاه.
الأغذية الغنيَّة بالمواد المضادَّة للأكسدة
تعدُّ الفواكهُ والخضروات غنيةً بالمواد المضادَّة للأكسدة، كما تتوفَّر أيضاً في غيرها من الأطعمة، مثل المكسَّرات والحبوب وبعض اللحوم والدَّواجن والأسماك. وتوضح القائمة اللاحقة المصادرَ الغذائية الشائعة لمضادَّات الأكسدة.
1- يوجد البيتا - كاروتين في كثيرٍ من الأطعمة برتقاليَّة اللون، مثل البطاطا الحلوة والجزر والشمَّام (البطِّيخ الأصفر) والكوسا والمشمش والقرع والمانجو. كما أنَّه يتوفَّر في بعض الخضار الورقية، بما في ذلك الكرنب والسبانخ واللفت.
2- توجد مادةُ اللوتين، والتي تشتهر بارتباطها الوثيق بصحَّة العينين، بكثرة في الخضروات الورقية، مثل الكرنب والسبانخ واللفت.
3- توجد مادَّةُ الليكوبين، وهي إحدى مضادَّات الأكسدة القويَّة، بكثرة في الطماطم والبطيخ والجوَّافة والبابايا والمشمش والجريب فروت وردي اللون والبرتقال، وغيرها من الأطعمة. وتشير التقديراتُ إلى أنَّ 85 في المائة من المدخول الغذائي الأمريكي لليكوبين يأتي من الطماطم ومنتجات الطماطم.
4- تعدُّ مادَّةُ السيلينيوم من المعادن، وليست مادةً غذائية مضادَّة للأكسدة، ولكنَّها مكوَّنة من إنزيمات مضادَّة للأكسدة. وتعدُّ الأغذية النباتية، مثل الأرز والقمح، إحدى المصادر الرئيسية للسيلينيوم في معظم البلدان. إنَّ كميةَ السيلينيوم في التربة، والتي تختلف حسب المنطقة، تحدِّد كمِّيةَ السيلينيوم الموجود في الأطعمة التي نبتت في تلك التربة؛ فالحيواناتُ التي تأكل الحبوب أو النباتات التي تُزرَع في التربة الغنيَّة بالسيلينيوم تكون لديها مستوياتٌ أعلى من السيلينيوم في عضلاتها. وتمثِّل اللحومُ والخبز في الولايات المتَّحدة مثلاً المصادرَ الرئيسية للسيلينيوم، كما تحتوي المكسَّرات البرازيلية على كمِّيات كبيرة من السيلينيوم.
5- يوجد الفيتامين A بثلاثة أشكال رئيسية: الريتينول (الفيتامين A1) و 3، 4 - ثُنائي هيدروريتينول didehydroretinol (الفيتامين A2) و 3 - هيدروكسي ريتنول 3-hydroxy-retinol (الفيتامين A3). وتشتمل الأطعمةُ الغنيَّة بالفيتامين A على الكبد والبطاطا الحلوة والحليب والجزر وصفار البيض وجبن الموزاريلَّة.
6- أمَّا الفيتامين C، والذي يُسمَّى أيضاً بحمض الأسكوربيك، فيمكن العثور عليه بكمِّيات كبيرة في كثيرٍ من الفواكه والخضروات، كما يوجد أيضاً في الحبوب ولحم البقر والدجاج والأسماك.
7- يوجد الفيتامين E، المعروف أيضاً باسم ألفا - توكوفيرول، في اللوز وفي زيوت كثيرة، مثل زيت بذرة القمح والقرطم (العُصفر) والذرة وفول الصويا. كما يوجد أيضاً في المانجو والمكسَّرات والبروكلي، وأطعمة أخرى.
نصائح
1. المحافظة على نمط حياة صحي.
2. استخدام الواقي الشمسي على مدار العام صيفا شتاءً.
3. الترطيب اليومي للجلد وخاصة للبشرة الجافة وتناول كميات كبيرة من الماء.
4. استخدام مضادات الاكسدة بشكل كريمات على البشرة وبشكل جهازي, ومن أهم مضادات الأكسدة نذكر: فيتامين C وحمض الفيروليك (الموجود بحبوب الفواكه كالتفاح والليمون، وأيضاً بعض الخضار، الحبوب والجوز), الفواكه الحمراء كالفريز والتوت, فيتامين E الموجود ببذور العنب.
المصدر: الأدوية السورية, موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي.