يُطلق عليها مُسمى الحاسة السادسة وتُعرف حالياً باسم الإدراك الحسِّي الفائق أو اسبير, بالرغم من أن هذا المصطلح كان قد استخدم لأول مرة في منتصف العشرينات فان استخدامه بشكل واسع لم يبدأ ألا بعد أن نشر جوزيف راين في عام 1934 م كتابه المشهور الذي أسماه باسم هذه الظواهر "الإدراك الحسي الفائق" الذي تضمن حصيلة سنين من تجاربه العلمية على هذه الظواهر في جامعة ديوك, لقد كان لهذا الكتاب تأثير كبير على الوسط العلمي حيث ساعد في التعريف بهذه الظواهر وبين كيفية إخضاعها للبحث العلمي باستخدام أساليب ومناهج البحث العلمية التقليدية.
قبل الخوض في الحديث عن الحاسّة السّادسة نشير إلى أنّ الحواس تعتبر مصدر إدراكٍ لدى الإنسان وغيره من الكائنات الحيّة؛ فهي عنصر أساسيّ للتعرّف على كيفيّة حدوث الأشياء والشّعور والإحساس بها، وإدراكها، كما أنّ الحواس مهمّة لتيسير أمور الحياة، فلكلّ حاسة وظيف؛ حيث تستخدم حاسّة السمع لسماع وتمييز الأصوات، وحاسّة الشم للتمييز بين الأشياء من خلال الرّوائح، وحاسّة الذوق للتمييز بين الأشياء من خلال الطعم، إلخ... ومن صنّف هذه الحواس إلى خمسة هو الفيلسوف أرسطو، وهذه الحواس هي: السّمع والبصر والتذوّق واللمس والشم.
مفهوم الحاسة السادسة وأمثلة عليها
هي إحساس لا إرادي وفطري بعيد عن المنطق؛ بحيث يمكّن هذا الإحساس من يمتلكه من معرفة المجهول والتنبّؤ بالمستقبل، وأغلب النّاس يمتلكون مثل هذه الحاسّة وبدرجاتٍ متفاوتة، وتعتبر من المواهب الخارقة الّتي تتيح للأشخاص الّذين يمتلكونها قدرةً على قراءة الأفكار، والتّخاطر واستبصار أحداث لاحقة، وتصنّف هذه القدرات كظاهرة من الظواهر الخارقة لقوانين الطّبيعة.
ومن الأمثلة على ذلك: أن تتوقّع ما بداخل علبة هدايا دون أن تفتحها. أن تخمّن من المتحدّث في الهاتف قبل رفع السماعة. أن تشعر الأمّ بشعورٍ ما، أو أنّ مكروهاً أصاب ابنها إذا كانت تجلس في البيت وهو خارجه، وتتفحّص الموضوع وتتأكّد أنّ إحساسها صحيح مع أنّها قد تكون بعيدةً مسافة أميال عن ولدها.
أقسام الحاسة السادسة
تُقسم ظواهر الإدراك الحسي الفائق إلى ثلاثة أنواع:
* توارد الأفكار(تخاطر): وهي ظاهرة انتقال الأفكار والصور العقلية بين شخصين من دون الاستعانة بأية حاسة من الحواس الخمسة لقد اهتم الباحثون بهذه الظاهرة بشكل استثنائي فاستحوذت على أكبر نسبة من البحث التجريبي الذي قام به العلماء على الظواهر الباراسكولوجية ويعتقد غالبية العلماء أن توارد الأفكار هي ظاهرة شائعة بين عدد كبير نسبياً من الناس العاديين الذي ليست لهم قدرات خارقة معينة, وفعلاً نجد أن معظم الناس يعتقدون أن حوادث قد مرت بهم تضمنت نوعاً من أوارد الأفكار بينهم وبين أفراد آخرين, والملاحظة المهمة التي لاحظها العلماء من تجاربهم هي أن هذه الظاهرة تحدث بشكل أكبر بين الأفراد الذين تربط بينهم علاقات عاطفية قوية، كالأم وطفلها والزوج وزوجته.
* الإدراك المسبق: هو القدرة على توقع أحداث مستقبلية قبل وقوعها.
* الاستشعار: هو القدرة على اكتساب معلومات عن حادثة بعيدة أو جسم بعيد من غير تدخل أية حاسة من الحواس وكما يعد الباحثون ظواهر الإدراك المسبق تجاوزاً لحاجز الزمن، فانهم يرون في الاستشعار تجاوزاً لحاجز المكان هذه الظاهرة أيضاً هي من الظواهر التي تم إخضاعها لبحوث علمية مكثفة.
ومن أشهر التجارب على هذه الظواهر تلك التي قام بها عالمي الفيزياء هارولد بتهوف (Harold Puthoff) ورسل تارغ (Russell Targ) في مختبرات معهد بحث ستانفورد حيث تم اختبار قابلية أحد الأشخاص الموهوبين حيث كان يطلب منه وصف تفاصيل مكان ما، بعد أن يعطي موقع المكان بدلاله خطي الطول والعرض كان هذان الباحثان يختاران أماكن تحتوي على معالم لا توضع عادة على الخرائط لضمان أن لا يكون الشخص الذي تحت الاختبار قد شاهدها الشخص قادرا على وصف الكثير من هذه الأماكن بدقة شديدة أكدت امتلاكه لقدرات فائقة.
وبالرغم من أن قدرات الباراسيكولوجيا تصنف إلى الأنواع التي جرى ذكرها، وهذا التصنيف يعتمده معظم الباحثين في هذا المجال فان تصنيف هذه القدرات هو في الحقيقة أصعب بكثير مما قد يبدو عليه للوهلة الأولى.
بالصورة الجانبية صورة بطاقات زينر وهي بطاقات اُستخدمت من ثلاثينيات القرن الماضي لإجراء تجارب لإدراك ظواهر خارج الحواس وغالباً في الاستبصار.
التفسير العلمي للحاسّة السادسة
لم يستطع العلماء حتّى اليوم التوصّل إلى أيّ رأيٍ علميّ بخصوص هذه الحاسّة؛ حيث إنّ هناك قسم كبير من العلماء يؤكّدون على أنّها موجودة لدى كلّ إنسان لكن بنسبٍ متفاوتة؛ بحيث تكون ظاهرةً بشكلٍ كبير عند البعض ومقتصرةً على أشياء بسيطة عند الآخرين. كما أكّد الباحثون بأنّ البدائيين والأطفال لديهم الحاسّة السادسة أقوى من غيرهم من الناس.