يُلاحظ الكثير من الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل أن الألم والتيبس يخفان أو يختفيان تدريجياً بعد بدء الحركة، خاصة بعد المشي. هذه الظاهرة شائعة وتعود إلى مجموعة من العوامل التي تساهم في تخفيف الألم عند التحرك.
أسباب الألم:
1. التهاب المفاصل
أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لألم المفاصل والتيبس هو التهاب المفاصل، وخاصة التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل osteoarthritis. يحدث الالتهاب نتيجة تآكل الغضاريف، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها البعض، مما يتسبب في الألم والتيبس.
2. قلة الحركة
عندما نجلس لفترات طويلة أو نكون غير نشطين، يتقلص مستوى نشاط العضلات والمفاصل. وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور بالتيبس والألم. الحركة تساعد على زيادة تدفق الدم إلى المفاصل، مما يقلل من الشعور بالألم.
3. الوضعية الخاطئة
قد تؤدي الوضعيات الخاطئة أثناء الجلوس أو النوم إلى توتر العضلات والمفاصل. هذه الوضعيات يمكن أن تسبب ضغطاً إضافياً على المفاصل، مما يؤدي إلى الألم والتيبس.
4. العوامل الجوية
تتأثر المفاصل أيضاً بالعوامل الجوية، مثل تغيرات درجة الحرارة والرطوبة. العديد من الأشخاص يلاحظون زيادة في الألم والتيبس خلال الطقس البارد أو الرطب.
5. التغذية
يمكن أن تؤثر التغذية على صحة المفاصل. تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية الأوميغا-3، مثل الأسماك الدهنية والمكسرات، يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب. بينما الأطعمة المعالجة والمصنعة قد تزيد من الالتهاب.
6. الإجهاد والتوتر
الإجهاد النفسي يمكن أن يؤثر أيضاً على العضلات والمفاصل. التوتر يمكن أن يؤدي إلى توتر العضلات، مما يزيد من شعور التيبس والألم.
أسباب زوال الألم بعد المشي:
1. زيادة تدفق الدم إلى المفاصل
عندما تتحرك، يزداد تدفق الدم إلى العضلات والمفاصل، مما يساهم في تحسين تغذية الأنسجة المتضررة من الالتهاب. الدم المحمل بالأكسجين والعناصر الغذائية يصل إلى المناطق الملتهبة، وهذا يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالألم وتحسين الحركة.
2. إفراز الهرمونات المسكنة
عند المشي أو ممارسة أي نشاط بدني، يُفرز الجسم هرمونات مثل الإندورفين، وهي مسكنات طبيعية تقلل من الشعور بالألم. هذه الهرمونات تُعزز الشعور بالراحة وتعمل على تحسين المزاج بشكل عام، مما يخفف من تأثير الالتهاب على المفاصل.
3. تحسين حركة السائل الزليلي
السائل الزليلي هو سائل لزج يوجد في المفاصل ويعمل كزيت لتسهيل حركة العظام وتقليل الاحتكاك بينها. مع الحركة، يتحرك هذا السائل بشكل أكثر فاعلية داخل المفاصل، مما يقلل من الشعور بالتيبس ويساعد على تسهيل الحركة وتقليل الألم.
4. تخفيف التوتر على المفاصل
عندما تكون في وضعية ثابتة لفترة طويلة، مثل الجلوس أو النوم، تتعرض المفاصل إلى ضغوط تؤدي إلى تيبسها وزيادة الألم. الحركة، وخاصة المشي، تساعد على تخفيف هذا التوتر وتوزيع الضغط على المفاصل بشكل أفضل، مما يقلل من التيبس ويخفف الألم.
5. تحسين مرونة العضلات والمفاصل
المشي والنشاط البدني يساعدان على تحسين مرونة العضلات المحيطة بالمفاصل والأربطة. مع زيادة المرونة، تقل المقاومة التي تواجهها المفاصل أثناء الحركة، مما يقلل من الألم الناتج عن الالتهاب.
6. تنشيط العضلات وتقويتها
الحركة المنتظمة تسهم في تقوية العضلات الداعمة للمفاصل، مما يقلل العبء المباشر على المفاصل الملتهبة. العضلات الأقوى توفر دعماً أفضل للمفاصل، مما يخفف الألم ويزيد من القدرة على الحركة.
7. تحسين الحالة النفسية والجسدية
الحركة والنشاط البدني يعززان الشعور بالراحة النفسية والجسدية، ويقللان من الإجهاد الذي يمكن أن يزيد من الشعور بالألم. الأشخاص الذين يمارسون المشي بانتظام يشعرون بتحسن في حالتهم العامة وقدرتهم على تحمل الألم.
خلاصة
اختفاء ألم التهاب المفاصل بعد المشي يعود إلى عدة عوامل منها زيادة تدفق الدم، وتحفيز إفراز الهرمونات المسكنة، وتحسين حركة السائل الزليلي، إضافة إلى تعزيز مرونة العضلات والمفاصل. لهذا السبب، يُنصح بالحركة المعتدلة والتمارين الخفيفة كجزء من الخطة العلاجية للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل لتحسين حالتهم وتقليل الألم.