مرحباً بك في مجلة العلوم والتكنولوجيا
نقدم لك رحلة فريدة إلى عالم الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي

نحن ملتزمون بتقديم محتوى جذاب ومثير يستكشف أحدث اكتشافات العلوم وتطورات التكنولوجيا. من خلال مقالاتنا، نهدف إلى تحفيز شغف التعلم وتوفير منصة لتبادل المعرفة. انضم إلينا في مهمتنا لفك رموز العلوم، واكتشاف عجائب التكنولوجيا، والمساهمة في مستقبل لا حدود له للابتكار.

heroImg



التكاسل الاجتماعي
2024-06-23

ترجمة

 

التكاسل الاجتماعي هو ظاهرة شائعة في العمل الجماعي، حيث يقلل الأفراد من جهدهم عند العمل في مجموعة مقارنة بعملهم بشكل فردي. تعد هذه الظاهرة من أكبر التحديات التي تواجه الفرق الجماعية في بيئات العمل والدراسة.

 

مفهوم التكاسل الاجتماعي

التكاسل الاجتماعي يُعرَّف بأنه انخفاض مستوى الجهد الفردي في العمل الجماعي. يظهر هذا السلوك عندما يشعر الأفراد بأن جهدهم لن يكون ملحوظاً أو عندما يعتقدون أن مساهمتهم ليست ضرورية نظراً لوجود آخرين في الفريق.

 

دراسة ماكسيميليان رنجلمان

في عام 1913، قام المهندس الفرنسي ماكسيميليان رنجلمان بدراسة إنجاز الخيول، واكتشف أن قوة حصانين يَجُرَّان عربة معاً ليست ضعف قوة حصان واحد يَجُرُّ نفس العربة. 

لأن النتيجة فاجأته قام بتوسيع أبحاثه لتشمل الناس. جعل رجالاً يشدون حبلاً ثم قاس القوة الناتجة. 

في المتوسط استثمر الأشخاص الذين قاموا بالشد مع شخص آخر 93٪ من قوتهم لكل شخص على حدة، وعندما كانوا ثلاثة استخدموا 85٪، وعندما صاروا ثمانية استخدموا 49٪ فقط من قوتهم الفردية.

إن التكاسُل الاجتماعي لا يظهر في الإنجاز البدني فحسب؛ فنحن أيضاً نتكاسل ذهنيّاً، في الجلسات مثلاً كلما زاد عدد أعضاء الفريق ضَعُفَ إنجازُنا الفردي، إلا أن الإنجاز يصل في المجموعة الكبيرة إلى مستوًى معينٍ لا ينقص بعدها ثانيةً؛ فإنْ كانت المجموعة مكوَّنةً من ٢٠ أو من ١٠٠، فلن يلعب ذلك أيَّ دورٍ حين تبلغ درجة التكاسل أقصاها.

 

تفسير التكاسل الاجتماعي

التكاسل الاجتماعي يحدث عندما يكون الإنجاز الفردي غير مرئي ويذوب داخل إنجاز الجماعة. يظهر التكاسل الاجتماعي في فرق التجديف وليس في عدائي الجري المتتابع حيث يكون الإنجاز الفردي ظاهراً. يُعتبر التكاسل الاجتماعي تصرفاً عقلانياً من حيث تقليل الجهد عندما يكون الإنجاز الجماعي كافياً دون أن يلاحظ أحد تقليل الجهد الفردي.

 

الإحصائيات المتعلقة بالتكاسل الاجتماعي

تشير الدراسات إلى أن التكاسل الاجتماعي هو ظاهرة منتشرة في مختلف البيئات. على سبيل المثال، دراسة أجرتها جامعة نورث وسترن وجدت أن حوالي 37% من الأفراد يقللون من جهدهم عند العمل في مجموعات مقارنة بالعمل الفردي.

 

دراسة أخرى أجرتها جامعة ستانفورد أشارت إلى أن 50% من الطلاب في مشاريع جماعية شعروا بأنهم بذلوا جهداً أقل من المتوقع منهم لأنهم اعتمدوا على جهود زملائهم في الفريق.

 

طرق التغلب على التكاسل الاجتماعي

يمكن تقليل تأثير التكاسل الاجتماعي من خلال تبني استراتيجيات فعّالة تشمل:

  1. تحديد المسؤوليات بوضوح: توزيع المهام بشكل محدد وواضح بحيث يعرف كل فرد ما هو مطلوب منه.
  2. تقييم الأداء الفردي: إنشاء نظام لتقييم مساهمة كل فرد بشكل فردي.
  3. تعزيز الشعور بالمسؤولية الجماعية: تعزيز الروح الجماعية وتشجيع الشعور بالانتماء إلى الفريق.
  4. تقديم التغذية الراجعة والتقدير: الاعتراف بجهود الأفراد وتقديم ملاحظات بناءة لتحفيزهم على تحسين أدائهم.
  5. تقسيم الفرق إلى مجموعات أصغر: العمل في مجموعات صغيرة يمكن أن يزيد من المسؤولية الفردية ويقلل من التكاسل.

 

دراسة حالة

في دراسة حالة حول شركة تقنية عالمية، تم تطبيق نظام لتقييم الأداء الفردي داخل الفرق الجماعية. أظهرت النتائج انخفاض نسبة التكاسل الاجتماعي بنسبة 25% وزيادة في الإنتاجية بنسبة 15% بعد ثلاثة أشهر من تطبيق النظام الجديد.

 

الخاتمة

التكاسل الاجتماعي هو تحدٍ يواجه العديد من الفرق في بيئات العمل الجماعي. من خلال فهم أسبابه وتطبيق استراتيجيات فعّالة للتغلب عليه، يمكن للفرق تعزيز إنتاجيتها وتحقيق أهدافها بشكل أكثر فعالية. تعزيز الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية، وتقديم التقدير والتغذية الراجعة، يمكن أن يسهم بشكل كبير في تقليل التكاسل الاجتماعي وتحسين الأداء الجماعي.

 

 

   
   
2024-06-23  
 
 لا يوجد تعليقات    
 
 
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
500حرف