البشر... كائنات غريبة تبحث عن ذاتها
2025-08-30

ترجمة

 

منذ القدم والبشر يُنظر إليهم ككائنات استثنائية؛ ليس لأنهم الأذكى على وجه الأرض فحسب، بل لأنهم الأكثر تناقضاً أيضاً. فبين العقل والعاطفة، بين الرغبة في القرب والخوف من التعلق، بين حب الاستقرار والحنين إلى المغامرة، يتأرجح الإنسان وكأنه يعيش حياتين في آن واحد.
 
أولاً: الصراع بين العقل والعاطفة
الإنسان مزيج دائم الحركة بين المنطق والمشاعر. قد يخطط بعقله ثم يهدم كل خططه باندفاع قلبه. هذا الصراع يفسر كثيراً من التناقضات التي نراها في حياتنا اليومية.
 
ثانياً: تغير الزمن وتغير الذات
لا أحد يبقى على حاله؛ فالتجارب والخيبات والنجاحات تشكّلنا من جديد. من كان صديق الروح في المدرسة قد يصبح شخصاً بعيداً بعد سنوات، لا لأن المشاعر انتهت، بل لأن الإنسان نفسه تغيّر.
 
ثالثاً: ازدواجية الرغبات
البشر يريدون الأمان، لكنهم في الوقت نفسه يشتاقون إلى الحرية. يريدون الحب، لكن يخافون من فقدان استقلاليتهم. هذه الموازنة الصعبة تجعل سلوكياتهم غير متوقعة.
 
رابعاً: الأقنعة الاجتماعية
كل إنسان يرتدي أقنعة مختلفة بحسب الموقف: قناع للعمل، قناع للأسرة، قناع للأصدقاء. هذه الأقنعة وسيلة للتكيف، لكنها تجعل "الحقيقة الداخلية" غامضة حتى على أقرب الناس.
 
خامساً: البحث المستمر عن المعنى
يميل البشر إلى الملل، فيبحثون عن معنى جديد لحياتهم: في المال، أو الدين، أو الفن، أو العلاقات. هذا التنقل يجعلهم في نظر الآخرين متقلبين وغامضين.
 
سادساً: اللاوعي والخفايا الداخلية
جزء كبير من تصرفاتنا تحركه ذكريات دفينة ورغبات لم نواجهها. هذه الطبقات اللاواعية تضيف إلى غرابة الإنسان وتعقيده.
 
الخاتمة
البشر كائنات غريبة لأنهم غير مكتملين؛ يعيشون في رحلة مستمرة للبحث عن ذواتهم وعن المعنى. ربما في هذه الغرابة يكمن سر الجاذبية الإنسانية؛ فنحن نحبهم رغم تناقضاتهم، وربما بسببها.
 
   
   
2025-08-30  


لا يوجد تعليقات
الاسم:
البريد الالكتروني:
التعليق:
500حرف